«القرصنة الإلكترونية».. جبهة جديدة للصراع فى الشرق الأوسط

كتب علا عبدالله ٢٩/ ١/ ٢٠١٢


داني أيالون


لم يعد الصراع العربى - الإسرائيلى حصرياً على القنابل والصواريخ والدبابات فحسب، فلقد دفعت حالة السلام البارد، بين الدولة العبرية وغالبية الدول العربية، الكثير من الشباب العربى من قراصنة الإنترنت «هاكرز» الداعم للقضية الفلسطينية،

والرافض لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، إلى شن حرب إلكترونية ضدها قوبلت برد موازين من الموالين للدولة اليهودية.

ولقد شهدت بداية العام الحالى تبادلاً للهجمات الإلكترونية بين الفريقين، كان أحدثها استهداف قراصنة عرب موقع أكبر مستشفيات إسرائيل، الأربعاء الماضى، حيث حُجبت الخدمات التى يقدمها الموقع.

كانت أولى حلقات سلسلة الحرب الإلكترونية، عندما نشر أحد قراصنة الإنترنت - يطلق على نفسه «اكس عمر» ويدعى أنه سعودى - تفاصيل بطاقات الائتمان الخاصة بآلاف الإسرائيليين عقب اختراق ما يزيد على ٨٠ «سيرفر» إلكترونى إسرائيلى، على أنها «هدية العام الجديد للعالم».

وقال «اوكس عمر»، ١٩ عاما، على موقع «باستيبين» إن جماعة تطلق على نفسها «نايت مير» ضمته إليها، للعمل على تعطيل العديد من المواقع الإسرائيلية، منها موقع بورصة تل أبيب وشركة الخطوط الجوية الإسرائيلية «العال».

ولم تقف الهجمات العربية الإلكترونية عند حد استهداف مواقع المؤسسات العامة الإسرائيلية، بل اخترقت جماعة تطلق على نفسها (فريق قراصنة غزة) الموقع الرسمى لنائب وزير الخارجية الإسرائيلى، دانى أيالون، الذى اعتبر الأمر «فعل إرهاب» و«إعلان حرب».

فى المقابل، لم ينتظر «الهاكرز» الموالون لإسرائيل كثيرا للرد على الهجمات الإلكترونية العربية، حيث اخترق قرصان إنترنت، يدعى «هانيبال»، تفاصيل نحو ٢٠ ألف مستخدم عربى لموقع «فيس بوك» ووعد بنشر تفاصيل ٢٠٠٠ إلى ١٠٠ ألف صفحة أخرى يوميا، فضلا عن مهاجمة جماعة تدعى فريق (آى دى إف) - فى إشارة إلى قوات الدفاع الإسرائيلية

- مواقع إلكترونية فى السعودية والإمارات، من بينها موقع الخطوط الجوية السعودية وبورصة أبوظبى.

كما نشرت جماعة أخرى تطلق على نفسها اسم (نووى) ما قالت إنه التفاصيل الكاملة لكروت الائتمان الخاصة بـ٤ آلاف و٨٠٠ مواطن سعودى. وتحظى الجبهة الجديدة (الإلكترونية) فى النزاع العربى بترحيب من الإسلاميين والنشطاء الذين يرفضون التطبيع مع إسرائيل، إذ يعتبرونها «شكلاً جديداً من مقاومة الاحتلال الإسرائيلى».

وبعيدا عن النزاع العربى - الإسرائيلى، فإن الولايات المتحدة وإسرائيل تخوضان حربا إلكترونية ضد أعدائهما فى المنطقة، ومن بينهم إيران، التى تملك ميليشيات خاصة للتعامل مع قرصنة الإنترنت والرد عليها، ولا شك أن هذه الحرب الخفية أيضا دفعت الكثير من المحللين للاعتقاد بأن ما يحدث حاليا جبهة جديدة للنزاع فى الشرق الأوسط.

وتظهر مخاوف فى الأفق من تحول الحرب الإلكترونية إلى «إرهاب إلكترونى» فى مرحلة ما مقبلة، بما يهدد أرواحًا، ويستهدف حريات مدنية، وحقوقاً فردية شخصية.

شكراا على الخبر

شكرااا للمرور الجميييييل