الدولة : عدد المشاركات : 4376 نقاط : 5204 تاريخ التسجيل : 19/12/2009 العمر : 36 الجنس :
موضوع: المصير قصة قصيرة (لاداعي للتقليد) الأحد يونيو 20, 2010 12:43 pm
استيقظت من نومي مبكرا وانا اشعر بالسعادة ولمالا وانا اشعر انني محظوظ وعندي من متاع الدنيا الكثير زوجة جميلة واولاد وسيارة واشعر انني ميسور الرزق ولكن عندي احساس ان هذا لايكفي وهذا ما يعكر صفوي احيانا اريد المزيد حتي اؤمن نفسي واولادي هكذا يختلجني هذا الشعور وانتبهت علي صوت زوجتي وهى تناديني .يالا يامظلوم اسرعت بارتداء ملابسي وانا اصب الماء سريعا علي وجهي واخذت اهيأهم للنزول معي جميعا نزلنا مسرعين ؛ وركبنا السيارة وانا يعتريني احساس مغمور بالغبطة استقمت علي الطريق وانا ادندن مع صوت ام كلثوم يصدي من المذياع هل رأي الحب سكاري سكاري مثلنا وانا اتهادي علي جانب الطريق اذا برجل انيق مهندم يلبس البدلة ورباط العنق ويشيرالي بالوقوف ؛ وقفت امامه فإذا به يسألني ممكن معاك علي الطريق انا الجنيه طرت من السعادة ياللحظ الجنيه معنا استدرت الي الاولاد ونقلتهم الي جوار زوجتي وافسحت له حتي ركب معنا وانا ارحب به وهو يداعبني ولا اخفي سعادتي المشوبة بالقلق تُري هل سيكفيني هل انا بمأمن ؛ أشعر انه لم اؤمن نفسي بعد وفي اثناء هذا الفكر العميق افقت علي رجل يلبس جلبابا واسعا وعلي كتفيه تلفيحة ثمينة حسنة المظهر ويبدو عليه الثراء أشار لي ؛ توقفت عنده قال لي بلهجة اولاد البلد قدام معاك شوية انا الدكان انت مش عارفني تهلل وجهي وانا ارحب به اهلا وسهلا اهلا وسهلا تفضل وركب الي جوار الاستاذ جنيه واذا بهما يتجاذبان اطراف الحديث وكانهما يعرفان بعضهما البعض منذ زمن طويل وانا سعيد ايما سعادة وشعرت بالحظ يرفرف علي جوانب نفسي ويلوح لها بشغف لم تمضي لحظات حتي استوقفتني تلك السيدة الانيقة المنمقة الثياب وقد بدت مفاتنها تصرخ في كل صوب وحد وقفت عندها ومن العجيب ان زوجتي لم تقلق من وقوفي عندها ولا نظرتي بنهم اليها وسألتني برقة سلبتني قلبي وعقلي ممكن من فضلك ؛ وقبل ان تتمها كنت قد افسحت لها الي جوار الاستاذ جنيه والمعلم دكان ثم قالت الاتعرفني ؛ قلت لها انعم وأكرم اللي يشوف حضرتك مش مهم يعرف انتي مين قالت ميرسي ياعقلي اين انت ثم اردفت انا الوظيفة ؛ طار لبي ورقص قلبي وانا اسمع هذا ياهلا ياهلا سرتُ وانا اتمايل من شدة الفرحة وذا بي المح من بعيد رجل طاعن في السن يشير الي بعصاه نظرتُ اليه ؛ رجل وقور لحيته بيضاءثيابه ايضا بيضاء نظيفة كأنها كوب لبن نقي قال بتؤدة وصوت وقور اشعر فيه باحنان والرحمة والجدية معا إن أمكن ياولدي هل من سبيل معك انا الدين ياحبيب قلبي هل انا غريب عليك ؛ قلتُ أشعر وكأني أعرفك نظرت خلفي ونظرت اليه قلت وانا اتمتم بعبارات الاسف الشديد أنا اسف ياوالدي معنديش مكان ليك نظر الي نظرة كلها حنان وود وقال برفق لكم وددت ان اكون معك ياولدي قلت وأنا أشعرُ بالاسي ولكم وددت أن تكون معي ياوالدي ولكن للاسف ليس لك مكان شعرتُ بالحيرة وأنا أفكر في أمر الرجل وأخذتُ اجول بخاطري في وقاره وهيبته وفجأة وجدت امامي كمين مرور ضغط علي فامل السيارة بكل قوتي حتي احدثت دويا شديدا التفوا حولي مد البصر ونظراتهم كلها بريق مخيف وفجأة انشقو علي رجل خرج من بينهم حاد النظرات مرعب الوجه شديد اللهجة قال بصوت أجش شديد اللهجة مين معاك حاولت اصطناع ابتسامة وقلت بصوت فيه رجفة زوجتي واولادي ثم التفت خلفي وقلت وده الاستاذ جنيه والمعلم دكان والسيدة وظيفة قال انت عارف انا مين قلت بصوت مرتعش لا قال انا ملك الموت غاص صوتي في حلقي وارتعدت اوصالي وقلت ماذا تريد قال بصوت قوي اين الدين قلت لم اجد له مكان كما تري فقد ازدحمت السيارة فقال بنفس اللهجة لن تستطيع ان تمر قلت وقد انتابني الامل مفيش مشكلة ارجع اجيبه قال لالالالالالالالالالا من يأتي الي هنا لايستطيع العودة ثم اذا به يردد ايات من القرآن وكأني أسمعها لاول مرة (حتي اذا جاء احدهم الموت قال ربي ارجعون لعلي اعمل صالحا فيما تركت كلا انها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ الي يوم يبعثون تجرعت كئوس الندم وعضضت علي يدي ولكن ماالفائدة انه المصير مصير من ترك الدين ولم يكن له صاحبا