الدولة : عدد المشاركات : 5994 نقاط : 6755 تاريخ التسجيل : 16/11/2009 العمر : 34 الجنس :
موضوع: القلوب المريضه الأحد يناير 31, 2010 1:14 pm
]خـواطـــر فى القلـــوب
لازلت منذ برهة من الزمن أتفكّر فى أحوال القلوب وطبيعتها , فمازلت أكتشف المزيد والمزيد , وقد وجدت : -- أن الإنسان لا يملك قلبه حقا , فلا يملك القلوب إلا رب القلوب , فهو وحده يقلبها كيف يشاء , فليحذر الإنسان أن يشغل قلبه ويعرّضه لما لا طاقة له به .. - وأن السعادة هى سعادة القلب , وكذا العذاب , فعذاب القلب أقسى ما يكون , فنسأل الله سلامة قلوبنا .. - وأن القلب سلطان , فهو يأمر والكل له مطيـــع , فإن أمر السمع سمع , وإن أمر البصر رأى , وإن أمر بالحب , فالكل للحب يهــوى ... - وأن أمراض القلب كلها تعود الى قسمين , وهما الشهوات والشبهات , فالشبهات تُعمى القلب عن الحق ومعرفته , والشهوات تأخذك الى غير الحق ولو كنت عالما به .. - وأن القلوب ثلاثه : فقلب حى , وقلب ميــت
وقلب مريــض .. فأما الحى فهو قلب خالى من الشهوات والشبهات والصغائر , يرقب الله فى كل حركة أو سكـــون .. وأما الميت فهو ضد الحى , تراه مليئا بالشهوات والشبهات , فلا هو محسن لعقيدة يعتنقها ولا محسن لفعل يعمله .. وأما المريض , فهو قلب به مادتان , مادة الحياة , وأقصد حياة القلوب , وهو ذكر الله تعالى ومحبته , وبه مادة الشهوات والرغبة اليها , فهو ينازع بين هذا وذاك ونفسى تموج فى هذا القسم فأرجو من الله العفو والغفــران - وأن أقسى ما يواجه القلب هو الهـــوى , فهو داء القلوب الأعظـــم , لأن غالب الأمراض ما تنقسم بين القلب وسائر الأعضاء إلا الهــوى , فإنه مكمنه ومنبعه الأصيـــل هو القلب ... - وأن فى قهر الهوى عزة ما بعدها عزة , فمن قهر هواه هو العزيــز حقـــا , أفلا ترى من قهره هواه ذليلا منكســرا , فالعكس بالعكس يكون الأمـــر ... - وأن الهوى لا يُقهــر إلا بشــئ واحد , وهو الإيمان بالله تعالى وصدق التوكل عليــه , فهذا هو العلاج ولا علاج غيـــره , فمن أصابه الداء فعليه بالــدواء
- وأن القلب السعيد حقا هو من يوافق هواه , حاله وتقواه , فإذا
اتفق هوى القلب مع مرضاة الرب فذلك كل الخيـــر , فمن أحب
إمرأة وعشقها , فكانت له زوجه , فعشقه لها ومجامعته إياها تقوى
للمولى جل وعلا , فمــرحا مــرحا لهذا القلب ...
وأن أحوال القلب مختلفه , فحاله عند سماع الموعظة , غير حاله ]عن إدبارها , فأثناء الموعظة , ترى قلبا حيا كريمــا , وبعدها تسرقه الدنيــا , وعلى هذا الأصل يختلف الناس فى قوة الإيمـــان
وأن كثرة الإشتغال بالمسائل الفقهيه والأسانيد تورث فى القلب
قســوه , فمن وجد ذلك أثناء طلب العلم , فليعرض على قلبه مسحة
من الرقائق وسير الصالحيـــن , فإن ذلك له عـــلاج .
وأن النظر إنما هو نظر القلــب , فمن أحب أحدا ووقع هواه فى
قلبه رآه فى أحسن صورة ولو كان أبشــع الناس , ومن كره أحدا
آه فى أسوأ صــورة ولو كان أجمل النــاس , ولذلك قال تعالى
( إنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التى فى الصدور
]فنفى جل والعلا العمى عن البصر ونسبه الى القلــب
- وكذا الأمر بالنسبة للقوة , فالقوة إنما قوة القلب , وليست قوة
الأبدان , فترى الرجل مقتول العضلات , ولكن إذا عرض له أمر
خطير أو صادم , كان ذاك هادما لبدنه كلـــه , فنسأل الله قوة
القلــوب ورقتها ...
- وأن أجمل ما فى النساء قلوبهم , فمن كانت ذات قلب رقراق ذو
رقة ,
فهى أجمل النســـاء , والحكيم من يرى المرأة من قلبهـــا ,
- وأن عقل الإنسان فى قلبه , وهذه حقيقة نطق بها الشرع , وأدّى
]إليها التفكيــر السليم ... فأما الشرع , فقد قال تعالى (( أفلم يسيروا
في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها .. الآيه )) , فإنه ولكل