الدولة : عدد المشاركات : 373 نقاط : 680 تاريخ التسجيل : 26/10/2009 العمر : 30 الجنس :
موضوع: الاعتذار لا يفسد الكرامة الجمعة نوفمبر 27, 2009 2:45 pm
انتابتها نوبة شديدة من البكاء والانهيار التام، وهى تغلق اتصالها التليفونى لتقطع علاقتها بخطيبها بشكل نهائى، لم يكن حدثاً عابراً لجميع الواقفات من صديقاتها، خاصة أن جميعهن يعلمن قصة الحب الذى جمعتها هى وخطيبها، لكنها ردت بكلمات مقتضبة، أكدت فيها أنه أخطأ فى حقها خطأ فادحاً وأهانها بشكل مباشر وأنها لن تستطيع العودة له مهماً حدث، لم تمر سوى دقائق قليلة حينما دق جرس تليفونها للمرة الثانية، كانت المكالمة التى حولت بكاءها إلى ضحكة مثل ضحكات الأطفال، وهى تقول "ولا يهمك خلاص مسامحاك"، كل هذا والجميع واقفات مشدوهات لما يحدث، وما كان منهم إلا أنهم انتظروا انتهاء مكالمتها الثانية التى طالت قليلاً ثم عادت إليهن بضحكة صافية والجميع ينظرن لها وكأن لسان حالهن يقول: "إيه اللى حصل؟"، لكن دونما أى سؤال أجابت هى بهدوء: "أصله اتصل وقالى أنا آسف".فهل حقاً بتلك الكلمات البسيطة يمكن أن تتغير حالة الإنسان لهذه الدرجة؟!وعن ثقافة الاعتذار وآثارها، وأهميتها، يقول خبير الإتيكيت خالد الأمير: "الاعتذار فن لا يتقنه الكثيرون، وعندما يتطلب الأمر الاعتذار يصل العند ببعض الأشخاص إلى رفض النطق بتلك الكلمات البسيطة التى يمكن أن تجعل جرح صغير يلتئم ، وأن تداوى ما فعله به، ولكن الكثير من الناس يرفضون الاعتراف بأخطائهم، ويعتقدون أن كلمة "أنا آسف" هى عبارة تهدد كرامتهم وتقلل من شأنهم حتى إذا كانوا يعرفون جيداً أنهم أخطأوا بالفعل، وأحياناً يأتى رفض البعض لفكرة الاعتذار أنه يعتقد أنه إذا اعتذر فهو بذلك يؤكد أنه أخطأ فى الأساس وهذا غير مقبول لديه.ربما يكون الاعتذار عن أشياء بسيطة مثل خطأ فى الاتصال التليفونى، ولكن الغالبية العظمى تغلق الخط دون حتى التعبير عن أسفها، أو إذا اصطدم بك شخص جسدياً، فالقلة القليلة هى التى تبادر بالاعتذار، ولكن الغالبية العظمى لا تتورع فى وصفك بالأعمى أو دفعك أو ضربك حتى، والمسالم منهم سيرمقك بنظرة احتقار ويتركك ويمشى.ويؤكد خالد الأمير أن كلمات مثل "سورى أو باردون" هى النطق الأجنبى لكلمة أنا آسف ويمكن استخدامها فى المواقف العادية مثل الاتصال التليفونى الخطأ، لكن إذا كان الموقف يستدعى تقديم اعتذار حقيقى، فيجب اللجوء فيه إلى كلمات الاعتذار التى تُشعر الشخص الآخر بندمك على ما فعلته فى حقه مثل أنك لا تصدق أنك أخطأت بحقه، أو أنك تشعر بأسف حقيقى على ما فعلت، ويمكن أن يتخطى الاعتذار حدود الاعتذار الشفوى، فيمكنك تقديم هدية مع خطاب بسيط تعتذر فيه بكلمات صادقة، وأحرص على السرعة فى تقديم اعتذارك فهى من أهم عوامل قبول الاعتذار.