الدولة : عدد المشاركات : 225 نقاط : 325 تاريخ التسجيل : 17/08/2010 العمر : 34 الجنس :
موضوع: كيف تكون علاقتك بالله عز وجل؟ الأربعاء أغسطس 18, 2010 5:07 am
بسم الله الرحمن الرحيم {ومن يتق الله يجعل له مخرجا * ويرزقه من حيث لا يحتسب} القرآن الكريم
يقول د. ابراهيم الفقي
في زيارة لي في إحدى البلاد الخليجة كنت أقدم أمسية جماهيرية بعنوان:(( كيف تخطط وتحقق أهدافك )) وبعد الانتهاء من الامسية اقترب مني رجل في الخمسينات من عمره وكان يبدو على وجهه أنه مصاب بشلل في النصف الأيسر من الوجه وقال لي:
(( هل من الممكن أن تساعدني في حل مشكلة الشلل الذي تراه واضحاُ على وجههي؟ )) فسألته: منذ متى أصبت بالشلل؟ فقال : منذ حوالي سنتين وقال: كنت أدخن بشراهة وأعمل لساعات طويلة وكنت من النوع الذي يغضب لأتفه الأسباب ثم قال: أصبت بالشلل فجأة وبدون مقدمات فسألته : ماذا فعلت لكي تتخلص من هذا الشلل ؟؟ فقال: لم أترك طبيا او استشاريا نفسيا إلا و طرقت بابه ولكن مع الأسف لم ينفع معي أي شيء واستمر معي الشلل بل وزادت الآلآم في وجهي مما سبب لي الانقطاع تماما عن العالم، ثم قال بصوت حزين: جئت إليك اليوم آملا أن أجد عندك الحل فسألته : ما هي علاقتك مع الله سبحانه وتعالى ؟ فقال: كنت ملتزما اصلي واصوم ازكي وأساعد الناس ولكن من كثرة المذاهب والتعقيدات والآاراء المتضاربة التي كانت حولي بعدت تماما عن الخط الروحاني ، فلا أصلي وليس لي اي ارتباط روحاني من أي نوع!!! فسألته منذ متى وانت بعيد عن الخط الروحاني فقال: منذ حوالي سنتين!! فقلت له: اريدك أن تقول الجملة متكاملة فقال: اصبت بالشلل في وجهي منذ سنتين وبعدت تماما عن الخط الروحاني منذ سنتين! ثم سألني بدهشة: هل تعتقد يا دكتور ابراهيم ان هذا هو السبب فقلت له ما رأيك لو ترجع اليوم لبيتك وتصلي ركعتين لله سبحانه وتعالى وتدعوه من قلبك أن يشفيك ؟ فمشى الرجل وفي اليوم التالي جاء مسرعا لمقابلتي وقال: لن تصدق ما حدث لي يا دكتور ، عندما رجعت بالأمس إلى منزلي فعلت ما طلبته مني وصليت وبكيت ودعوت الله عز وجل أن يتوب علي ويشفيني ثم نمت، وفي الصباح وجدت أن الألم والشد الذي كان موجودا في وجهي قد اختفى تماما فسألته: وما رأيك في ذلك ؟ فقال: شفاني الله عز وجل فقلت له : كما ترى انك طرقت الأبواب كلها ما عدا الباب الوحيد الذي يوجد فيه العلاج وهو الله سبحانه وتعالى فأنت أخذب بالأسباب ولم تلجأ إلى صاحب الأسباب لجأت إلى المخلوق ولم تلجأ إلى الخالق بحثت عن الحل في الدنيا ونسيت أن الحل روحاني ثم اقتربت من الرجل وقلت له : أرجو أن يكون ما حدث درس لك فكن متصلا بالله سبحانه وتعالى وتأكد من أنك ستشفى تماما ان شاء الله، لأن كل تحدي من تحديات الحياة ليس إلا * هدية * من الله سبحانه وتعالى لكي يقربنا منه أكثر وأكثر ، ونعرف أن هناك حلا روحانيا لكل المشاكل
هذا مثال بسيط يوضح لنا أن الشخص الذي يرتبط بالذات السفلى ويضيع في الدنيا ويعتقد انه منفضل عن الخالق عز وجل وانه يستطيع أن يجد العلاج لأي حالة مرضية أو نفسية عند الناس يجد نفسه في حلقة مفرغة وأن حياته مملوءة بالمشاكل والتحديات. والحقيقة أن الأمثلة على ذلك كثيرة فنجد أن حالات الانتحار والطلاق والاكتئاب وامراض السرطان والقلب والمخ تنتشر على الرغم من وجود تقدم علمي لم يكن موجودا من قبل ! لماذا؟ لأن هؤلاء الناس اعتقدوا ان الحل في ايديهم هم طالما ان عندهم المال او التقدم العلمي.
ولكن عندما نتوكل على الله عز وجل حق التوكل , نجد الحل لكل المشاكل مهما كانت صعبة ، وهنا أنشد جعفر بن شمس الخلافة في الآداب:
ولرب نازلة يضيق بها الفتى ذرعا وعند الله منها المخرج ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فرجت وكنت أظنها لا تفرج
وقد قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: { ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره }
وقال أيضا: { ومن يتق الله يجعل له مخرجا * ويرزقه من حيث لا يحتسب }
فمن اليوم توكل على الله سبحانه وتعالى حق التوكل بشرط أن تضع كل إمكاناتك ومصادرك وقدراتك اللامحدودة في الفعل فـ بذلك أنت تتوكل عليه حق التوكل وتعرف جيدا أن الله عز وجل لا يضيع أجر من أحسن عملا؟. فمهما كانت المشكلة التي تواجعك سواء كانت في المال أو في الصحة أو العمل أو الناس أو العائلة، فكر ايجابيا وضع تركيزك في الحل وتوكل على الله فبذلك يصبح تفكيرك روحانيا وستفاجئ كيف يجعل الله سبحانه وتعالى لك مخرجا فتجد أشياء ايجابية تحدث لك لم تكن تتوقعها !!
اعرف جيدا أن هناك حل روحانيا لكل المشاكل
* لا يغلق الله سبحانه وتعالى باباً,, الا لكي يفتح باباً أفضل منه * فلا تضيع تركيزك ووقتك وطاقتك في النظر الى الباب الذي أغلق بدلا من باب الامل الذي انفتح أمامك على مصراعيه ,,,