الدولة : عدد المشاركات : 49757 نقاط : 58030 تاريخ التسجيل : 24/12/2009 العمر : 31 الجنس :
موضوع: منى الحسينى.. مذيعة منتهية الصلاحية الجمعة سبتمبر 03, 2010 9:35 pm
تحمل ذاكرة الإعلام المصرى تقديرا خاصا للتاريخ الزاخر الذى تملكه منى الحسينى، تلك الإعلامية القديرة التى يحسب لها السبق كأول من وضع أسس البرنامج الحوارى الجرىء بصورته المتطورة فى الشكل والمضمون، تلك التركيبة التى قامت عليها كافة البرامج الحوارية التى نشاهدها هذه الأيام، وكذلك برامج التوك شو التى تعتمد على التحقيق التلفزيونى والمواجهات الساخنة، فهذا الشكل ماركة مسجلة لمنى الحسينى، وإن كان السبب الحقيقى خلف ما حققته الحسينى فى بداية التسعينيات أنها كانت موجودة على الساحة الإعلامية بمفردها تقريبا بلا أى منافس، فكانت منى محتكرة هذه النوعية من البرامج الحوارية الساخنة، فكانت قبلة المشاهد الذى يبحث عن جرعة حوارية مشبعة.
لكن ما يحزننا على تاريخ هذه الإعلامية المخضرمة أن تسقط فى فخ المجاملات التى حاطت بها، حتى تقتنع أن برنامجها "حوار صريح" الذى عفا عليه الزمن، وتم استنساخه عشرات المرات على مدار أكثر 20 عاما، أنه مازال يصلح ليكون برنامجا مناسبا لعام 2010 بنفس تركيبته القديمة، حتى أغنية على حميدة الذى كان الحصان الأسود فى الغناء وقتها، لم يعد موجودا الآن ولا نعرف أين هو أصلا بل أصبحت أغنيته التى يقدم بها البرنامج عقيمة.
وبعيداً عن التتر، فإن أنياب منى الحسينى التى كانت حادة عام 1990 أصبحت لمشاهد 2010 مستأنسة غير قادرة سوى على فتح بعض ملفات التى قتلت بحثا فى الصحافة، بل أصبح ينافسها من هم أجرأ بل أوقح، فلم تعد جرأة منى معيارا لجذب المشاهد الذى احترف متابعة برامج النميمة وفضائح غرف النوم على مدار العام، كما أن منى الحسينى أصبحت تعتمد على المعلومات والأحداث التى ترصدها الصحف، وهذه الأمور قد تكون مدهشة منذ أكثر من 20 عاماً، عندما كانت الإصدارات الصحفية تنحصر بين 3 أو 4 إصدارات حكومية، ولم يكن هناك أى مواقع إخبارية ، لكن المشاهد المهتم بمثل هذه الأحداث أصبح يملك من وسائط الميديا ما يجعله ملما بالأحداث ربما أكثر من منى الحسينى ومن معها من معدين، وهى بلا شك ضحية استسهالهم ، وفى سياق متصل على ما يبدو أن منى الحسينى فى عودتها إلى حضن الإعلام الحكومى تريد أن تقول للمسئولين "أنا لسه موجودة، وأستطيع أن أحدث تأثيرا وبلبلة أكثر من غيرى من حسنوات التوك شو الأخريات".
وللأسف ،نجح سباق الردح بين برامج الفضائح فى استدراج منى الحسينى إلى مناطق، تتخلى عن أدواتها الإعلامية وتلجأ لتجريح ضيوفها فى حوارات من داخل غرف النوم، وفى إحدى الحلقات تجاوزت منى الحسينى مكانة المذيع لتتحول إلى جلاد يحاسب الناس، ويصدر عليهم الأحكام مثل حلقتها مع ليلى غفران التى اتهمتها منى بالمتاجرة بمقتل ابنتها، وهى أصلا تحدثها فى نفس الموضوع فكيف؟، كما أن ليلى من جهتها قالت إنها لم تتاجر فى القضية ولم تتحدث لأى فضائية رغم الإغراءات المالية، ولا نعرف كيف قالت هذا رغم ظهورها فى أكثر من 10 برامج فى شهر رمضان، وفى النهاية قالت منى كفاية كده علشان مش بحب أوجع فى ضيوفى، على طريقة نساء النميمة "مالناش دعوة بالناس"، وصلت منى فى نهاية لقائها مع ليلى غفران إلى حد المزايدة على المشاهدين، عندما قرأت الفاتحة لنادين مع ليلى غفران التى قرأت الفاتحة وهى ترتدى فستاناً يظهر مفاتنها.
أما الراقصة دينا وهى الضيفة الدائمة فى برامج الفضائح، بدأت منى حديثها معها من حادث التحرش بوسط البلد وفضيحة السى دى المشهور، وهى أحداث مر عليها ما يقرب من 10 سنوات، وانتهت من مسرح الأحداث، فما الداعى للخوض فى هذه الأمور التى قتلت بحثا سوى افتعال حوارات تبدو جريئة.
من ناحية أخرى يتدنى مستوى ضيوف منى إلى استضافة بوسى سمير المصنفة بنقابة الموسيقيين راقصة درجة ثالثة، ولا نعرف ما هو سبب استضافتها أصلا وهى بعيدة عن الأحداث منذ فترة، والمدهش أن منى الحسينى أدارت الحوار معها فى سكة تعاطف على اعتبار أنها ضحية المجتمع، وظلت بوسى تبكى قائلة إنها انكسرت من الناس، وإنها تعبت فى مشوارها فى الرقص، ولا نعرف ما هو الداعى للتعاطف معها أصلا فهى أفضل حالا من مواطنين كثيرين يشاهدونها.
دموع الضيوف بالنسبة لمنى الحسينى هو سلاح لزوم التسخين، وبغض النظر إن كانت هذه الدموع حقيقية ولا هى الأخرى مدفوعة الثمن، فهناك حرمة للمشاهد لا يجوز تجاهلها، إذا تستغل منى هذه الدموع لتخوض بقسوة فى تفاصيل الحياة الزوجية، وحتى لمحت تيسير بخيانة زوجها لها ورغم بكاء تيسير، إلا أن منى من أجل سخونة الحلقة لم ترحمها وظلت تفتح الجرح بلا رحمة. وغير هذه من الحوارات التى تضمنها البرنامج والتى لا يتسع الوقت لاستعراضها.
قد يبدو هذا العرض قاسيا، ولكن واقع الأمر أنه ليس أكثر من انعكاس لما جاء فى برنامج "حوار صريح جدا"، الذى أتذكر حلقاته القديمة التى قدمت نهاية الثمانينيات وبداية التسعينيات من القرن الماضى، وأترحم على زمن الإعلام الجميل، لذلك أتمنى بصفتى أحد الغيورين على منى الحسينى كأحد رموز الإعلام المصرى، أن تعيد حساباتها فيما تقدمه.