الدولة : عدد المشاركات : 955 نقاط : 1305 تاريخ التسجيل : 07/10/2010 العمر : 35 الجنس :
موضوع: عمر بن عبد العزيز السبت أكتوبر 16, 2010 9:11 pm
لما تلقى عمر بن عبد العزيز خبر توليته(للخلافة)، انصدع قلبه من البكاء، >وهو في الصف الأول، فأقامه العلماء على المنبر وهو يرتجف، ويرتعد،>وأوقفوه أمام
الناس، فأتى ليتحدث فما استطاع أن يتكلم من البكاء، قال لهم: >بيعتكم بأعناقكم، لا أريد خلافتكم، فبكى الناس وقالوا: لا نريد إلا أنت، >فاندفع يتحدث، فذكر الموت، وذكر لقاء الله، وذكر مصارع الغابرين، حتى بكى من >بالمسجد.>>يقول رجاء بن حيوة: والله لقد كنت أنظر إلى جدران مسجد بني أمية ونحن نبكي، هل >تبكي معنا !! ثم نزل، فقربوا له المَراكب والموكب كما كان يفعل بسلفه، قال: >لا، إنما أنا رجل من المسلمين، غير أني أكثر المسلمين حِملاً وعبئاً ومسئولية >أمام الله، قربوا لي بغلتي فحسب، فركب بغلته، وانطلق إلى البيت، فنزل من قصره، >وتصدق بأثاثه ومتاعه على فقراء المسلمين.>>نزل عمر بن عبد العزيز في غرفة في دمشق أمام الناس؛ ليكون قريبًا من المساكين >والفقراء والأرامل، ثم استدعى زوجته فاطمة، بنت الخلفاء، أخت الخلفاء، زوجة >الخليفة، فقال لها: يا فاطمة، إني قد وليت أمر أمة محمد عليه الصلاة والسلام - >وتعلمون أن الخارطة التي كان يحكمها عمر، تمتد من السند شرقًا إلى الرباط >غربًا، ومن تركستان شمالاً، إلى جنوب أفريقيا جنوبًا - قال: فإن كنت تريدين >الله والدار الآخرة، فسلّمي حُليّك وذهبك إلى بيت المال، وإن كنت تريدين >الدنيا، فتعالي أمتعك متاعاً حسنًا، واذهبي إلى بيت أبيك، قالت: لا والله، >الحياة حياتُك، والموت موتُك، وسلّمت متاعها وحليّها وذهبها، فرفَعَه إلى >ميزانية المسلمين.>>ونام القيلولة في اليوم الأول، فأتاه ابنه الصالح عبد الملك بن عمر بن عبد >العزيز، فقال: يا أبتاه، تنام وقد وليت أمر أمة محمد، فيهم الفقير والجائع >والمسكين والأرملة، كلهم يسألونك يوم القيامة، فبكى عمر واستيقظ. وتوفي ابنه >هذا قبل أن يكمل العشرين.>>عاش عمر - رضي الله عنه - عيشة الفقراء، كان يأتدم خبز الشعير في الزيت، وربما >أفطر في الصباح بحفنة من الزبيب، ويقول لأطفاله: هذا خير من نار جهنم.>>أتى إلى بيت المال يزوره، فشم رائحة طيب، فسدّ أنفه، قالوا: مالك؟ قال: أخشى >أن يسألني الله - عز وجل - يوم القيامة لم شممت طيب المسلمين في بيت المال. >إلى هذه الدرجة، إلى هذا المستوى، إلى هذا العُمق.>>دخل عليه أضياف في الليل، فانطفأ السراج في غرفته، فقام يصلحه، فقالوا: يا >أمير المؤمنين: اجلس قال: لا، فأصلح السراج، وعاد مكانه، وقال: قمت وأنا عمر >بن عبد العزيز، وجلست وأنا عمر بن عبد العزيز.>>قالوا لامرأته فاطمة بعد أن توفي: نسألك بالله، أن تصِفي عمر؟ قالت: والله ما >كان ينام الليل، والله لقد اقتربت منه ليلة فوجدته يبكي وينتفض، كما ينتفض >العصفور بلَّله القطْر، قلت: مالك يا أمير المؤمنين؟ قال: مالي !! توليت أمر >أمة محمد، وفيهم الضعيف المجهد، والفقير المنكوب، والمسكين الجائع، والأرملة، >ثم لا أبكي، سوف يسألني الله يوم القيامة عنهم جميعاً، قال - صلى الله عليه واله وسلم - : "بادروا بالأعمال سبعاً، هل تنتظرون إلا >فقراً منسياً، أو غنى مطغياً، أو مرضاً مفسداً، أو هرماً مفنداً أو موتاً >مجهزاً أو الدجال فشر غائب ينتظر، أو الساعة فالساعة أدهى وأمر "[رواه >الترمذي].>هيا لنثقل الميزان ... بالصالحات من الأعمال >فالحسنات يذهبن السيئات>ونسأل الله القبول والإخلاص في القول والعمل>