كشف مسؤول من مكتب الرئاسة الفلسطينية، السبت، عن ما أسماها "تطمينات" أميركية للرئيس الفلسطيني محمود عباس بشأن جدية الجولة القادمة من المفاوضات المباشرة. وأكد المسؤول أن التطمينات جاءت خلال اتصالات أميركية تلقاها الرئيس عباس خلال الأيام الماضية، والتي تشير إلى جدية أميركية في التعاطي مع مطالب السلطة الفلسطينية. فيما قالت وزارة الخارجية الامريكية يوم الجمعة أن الولايات المتحدة مستعدة لعرض ضمانات أمنية كتابية على "اسرائيل" اذا كان هذا سيساعد على استئناف محادثات السلام المتعثرة في الشرق الاوسط.
****** لا تكاد الدلائل التي تؤكد اتحاد جبهة أمريكا والكيان اليهودي الغاصب تنقطع لكثرتها واستفاضتها، فالحوادث ومجرياتها تحمل كل يوم تأكيد هذه الحقيقة عبر مواقف حقيقية وتصريحات علنية لا تحتمل التأويل أو التبرير.
فالإدارة الأمريكية تكتفي باتصالات هاتفية، وبعبارات فضفاضة لا تحمل أي التزام، لتطمين السلطة الفلسطينية عقب تسول رجالاتها لضمانات مماثلة لتلك المقدمة ليهود، بينما تقدم للكيان اليهودي العروض السخية الحقيقية مقابل مواقف هزلية أقرب إلى أن تكون إعلامية، وتستعد لتقديم الضمانات الخطية لتغليظ المواثيق.
بل إن الإدارة الامريكية تمارس دعم هذا الكيان في المحافل الدولية فعلياً، مما يغني الكيان اليهودي عن أية ضمانات، فسلوك تلك الإدارة هو الضمان الحقيقي لهذا الكيان. ولتأكيد ذلك فقد أجهضت أمريكا جهود الفلسطينيين في الحصول على عضويّة دولة بالأمم المتّحدة، في ممارسة عملية مستمرة لبعض من تلك الضمانات.
بيد أن السلطة وبالرغم من كل الشواهد والأدلة القاطعة على اتحاد جبهة أمريكا بالكيان اليهودي الغاصب تصرّ على التعلق بالوعود الأمريكية والتطلع إلى "الوساطة" الامريكية المنحازة، ولسان حالها "نعجة ولو طارت"!!
إن تعلق السلطة وارتهانها بأمريكا يدل على مدى التبعية المخزية التي وصلت إليها بحيث أنها ما عادت قادرة على الاعتراض أو التأفف إلا بما تسمح به الإدارة الأمريكية، وأنها ورجالاتها لا تستأهل دعماً أمريكيا لمواقفها بالرغم من تبعيتها بل إن امريكا غالباً ما ترضخها لما تقرره ويرضي الكيان اليهودي الغاصب دون ان تأبه للمواقف "العنترية" التي يتغنى بها رجال السلطة وقت الانتقال من مرحلة لأخرى أو من جولة مفاوضات لأخرى.
إن التعلق بحبال أمريكا هو تعلق بحبال الشيطان وانحياز لأعداء الأمة واصطفاف في صفهم ضد الأمة ومصالحها. إن السير في المخططات الدولية لم يجلب لأهل فلسطين سوى الويل والثبور وتمكين يهود من الأرض المباركة والاعتراف بشرعية اغتصابهم لها، وإن واجب المسلمين ان يستردوا هذه القضية ممن اختطفها وزعم تمثيل أهلها وفرط بها، وأن يعيدوها قضية إسلامية خالصة، فتتحرك لنصرتها ولتحريرها جحافل المسلمين، لا أن تبقى فلسطين قضية أوباما أو كاميرون أو ساركوزي!