عيون ضيقة تزداد ضيقاً عند الابتسام وملامح صغيرة متناسقة يغلفها تحفظ وحياد داخل حدود وجه يميل للاستدارة أحياناً وتكتمل استدارته أحياناً أخرى ليشبه بذلك وجه القمر يكسوه لون بشرة أبيض يميل للاصفرار وتكسو الرأس خيوط سوداء حريرية لا يوجد بها أي تعاريج من التي تعلو رؤوسنا تشبه في ذلك خطوة صاحبها في شوارعها المنظمة وسط بناياتها الشاهقة وسيارات على أحدث طراز لا تنافسها سوى دراجات هوائية يقودها رجال ونساء من كافة الإعمار في رشاقة بالغة كأنهم داخل حلبة ألعاب الأكروبات وتعلو الوجوه حالة من الرضا ولا يعرف الإرهاق طريقاً لملامحهم في جميع الأوقات.
تلك هي «بكين» العاصمة السياسية للصين الشعبية التي ما أن يذكر اسمها تقفز الصورة التقليدية في أذهاننا من تكدس البشر والفقر والدراجات الهوائية والقبعات الملونة ورقصة التنين واللون الأحمر وخطوة القدم الضيقة في تحفظ لا يفتح لهما المجال ليسابقا الريح إلا أن الخطوة نفسها تغيرت لتواكب عصراً جديداً دون الاستغناء عن التحفظ لتسابق الريح وتصبح الصين المارد الذي استيقظ بعد فترة سبات طويلة لنضعها بذلك على خريطة أسفارنا خاصة أن عاصمتها «بكين»تستعد لاستقبال أولمبياد 2008 وترتدي ثوباً جديداً يناسب العصر الجديد دون التخلي عن التراث والحضارة الصينية التي ما زالت تمتلك سحراً خاصاً يأخذك إلى هضبة التيبت موطن الدلاي لاما والطب البديل والأعشاب السحرية التي تساعد في الشفاء من أمراض مستعصية والنساء القصيرات الفاتنات وطريق الحرير واللؤلؤ بألوانه وأنواعه المختلفة.
بدأت رحلتي من العاصمة المصرية القاهرة من مطار القاهرة الدولي مساءً واستغرقت حوالي 15 ساعة حتى وصلت إلى مطار «شودو»الدولي بالعاصمة الصينية بكين. ومن القاهرة حتى بانجوك العاصمة التايلاندية حوالي 8 ساعات طيران ومن بانجوك حتى العاصمة الصينية بكين حوالي 5 ساعات بالإضافة إلى حوالي ساعتين ترانزيت في مطار بانجوك العاصمة التايلاندية.
عندما وصلنا إلى مطار «شودو»لم نجد مخلوقاً في المطار لمدة 10 دقائق تلمس أقدامنا أرضيات الرخام الأسود الذي يعكس صورة الأسقف الاسطوانية لنجد في النهاية فتاه ذات ملامح آسيوية جميلة تقف يسار القاعة وأمامها طاولة تضع عليها عددا كبيرا من شرائح الهاتف النقال بسعر 280 إيوان (العملة الصينية) أي ما يعادل 35 دولارا أميركيا وهو سعر يعتقد الزائر في بداية الأمر أنه مناسب ولكن في نهاية الرحلة عرفت مكان «الأسعار المناسبة»فهي موجودة بالأسواق المنتشرة في بكين وبسعر 50 ايوانا لشريحة الهاتف أي ما يعادل 6 دولارات تقريباً بالإضافة إلى كارت الشحن أيضاً بـ50 إيوان فتكون النتيجة أنك لن تتكلف أكثر من 13 دولارا تتحدث بهم حوالي 20 دقيقة خلال مدة زيارة لا تزيد عن 7 أيام هذا إن أردت التحدث إلى أقاربك خلال مدة الزيارة.
نعود مرة أخرى لمطار «شودو»حيث تبدأ في رؤية الوجوه بعد أن تتخطى ضابط الجوازات لتبدأ الشعور بأنك وصلت إلى الصين وتجد سائقي التاكسي والسيارات الخاصة ينتظرونك وبلغة انجليزية ضعيفة يسألك هل تريد تاكسي يوصلك؟ فالتاكسي يُعد أفضل وسائل الانتقال وأكثرها أماناً.
قطعنا المسافة من مطار «شودو»حتى فندق «كيري سنتر» الكائن بطريق «غوانغ هو» بحي «تشوا يانغ» بالعاصمة بكين في حوالي 40 دقيقة كانت الشوارع خلالها شبه خالية من البشر ما عدا بعض السيارات فـ«بكين»تنام بعد الساعة التاسعة مساءً.
كيفية الوصول : تنظم الخطوط الجوية «مصر للطيران»4 رحلات أسبوعياً أيام الأحد والثلاثاء والخميس والجمعة من القاهرة على خط القاهرة ـ بانجوك ـ بكين ويمكن إضافة أي بلد آخر على نفس التذكرة بمعنى أنك إذا كنت قادما من الرياض أو دبي أو لندن يمكن الحجز من خلال مكاتب مصر للطيران بتلك العواصم أو وكالات السفر التابعة لشركة مصر للطيران واختيار ما إذا كنت تريد أن تتوقف ترانزيت بالقاهرة لعدة أيام أو لعدة دقائق لتواصل رحلتك إلى بكين دون توقف.
وإذا أردت زيارة أكثر من مدينة صينية أخرى مثل «شنغهاي»أو «غوانغ زوو»فما عليك إلا إعلام وكالة السفر حتى تضع المدينة الأخرى على نفس التذكرة ولكن عليك العودة مرة أخرى إلى بكين ثم بانجوك ثم القاهرة وأخيراً إلى العاصمة التي بدأت رحلتك منها.
قد تشعر أن الرحلة شاقة ولكنها مليئة بالمغامرات ورؤية أكثر من وجهة سياحية تضيف إلى فوائد السفر السبع فوائد واختلافات أخرى تجعل المغامرة أكثر متعة.
مناخ رطب! يصل تعداد العاصمة السياسية للصين «بكين»حوالي 17 مليون نسمة من اجمالي مليار و350 ألف نسمة يعيشون على مساحة 16807.8 كم2 منها 62% أراض جبلية و38% سهول و6 محافظات من إجمالي مساحة الصين التي تصل إلى 9.596.960 كم مربع تضم في تركيبتها السكانية 56 مجموعة عرقية أشهرهم «الهان»التي تمثل 91% من سكان الصين.
تنتمي «بكين»لمنطقة المناخ شبه الرطب للمنطقة المعتدلة حيث تتضح فيها الفصول الأربعة ومعدل درجة الحرارة السنوية 12 درجة مئوية تقل تدريجياً في الليل. الطقس أشد برودة في يناير (كانون الثاني) حيث تصل درجة الحرارة إلى 3 درجات مئوية تحت الصفر وشهر يوليو (تموز) أكثر الشهور حرارة في الجو حيث تصل درجة الحرارة إلى 25 درجة مئوية.
يُعد شهرا سبتمبر (ايلول) وأكتوبر (تشرين الاول) أنسب شهور السنة لزيارة الصين والتمتع بطقس معتدل لكن تحتاج إلى كنزة صوفية بالليل.
يعود تاريخ بكين لأكثر من 3 آلاف عام حيث كانت عاصمة لـ5 أسرات امبراطورية هي أسرة لياو وأسرة جين وأسرة يوان وأسرة مينغ وأسرة تشينغ حتى تأسست جمهورية الصين الشعبية في أول أكتوبر عام 1949 وأصبحت «بكين»هي العاصمة السياسية و«شنغهاي»هي العاصمة التجارية.
رحلات مميزة: يمكنك من خلال الفندق المقيم به تنظيم رحلات داخلية لتشاهد معالم بكين المختلفة التي أدرجت معظم معالمها بقائمة التراث الثقافي العالمي لليونسكو من ضمن أكثر من 200 موقع سياحي مفتوح على الخارج تمتلكه بكين وأشهر هذه الأماكن المدينة المحرمة وهي أكبر قصر امبراطوري في العالم وسور الصين العظيم في بادالينغ وموتياينووي وسيماتاي واطلال تشوكوديان الشهيرة بـ(موطن الإنسان القرد) ومعبد السماء (تيان تان) الذي كان الأباطرة الصينيون يقدمون احترامهم للسماء فيه وحديقة «بيهاي» الإمبراطورية والقصر الصيفي ببكين والشهير بحديقته الكبرى بالإضافة لأكبر دار رباعية في العالم وهي بيت الأمير «قونغ وانغ الغ» يمكنك التجول في ميدان «تيانامين» الشهير بوسط بكين لمشاهدة معالم المدينة والـ«المدينة المحرمة» التي تقع في أكثر من 980 بناية وأكثر من 8700 غرفة ويمكن لزائرها أن يستعين بجهاز الكتروني صغير يُحمل على الكتف لتعريفه بالمكان الموجود به داخل القصر ويشرح بالأرقام والتواريخ كل شيء عنه واللغة العربية ضمن اللغات المستخدمة في الجهاز.
أما الحدائق في «بكين» مثل حديقة «جينغشان» و«بيهاي» تصل ارتفاع بعض الأشجار بهما عدة أمتار وأخرى لا يزيد طولها عن نصف متر وجميع الأشجار تحمل ثمار الخوخ والتفاح والكرز وتتخللها دروب منسقة واستراحات ذات مقاعد خشبية جميلة ومجرى المياه العذبة.
ويضاف إلى المعالم السياحية بـ"بكين» أسواقها وأشهرها «سوق الحرير»الواقع شمال شارع «تزواتشو» بحي «جيانجومينوي داجي» ببكين وسوق «خنشوا» أو سوق السمك نظراً لرائحته التي تلتقطها أنفاسك فور وصولك إليه وحتى يسهل وصولك بأمان للمكان الذي تريده أطلب من الفندق الكارت المكتوب عليه أسماء أشهر الأماكن السياحية والأسواق وكذلك عنوان الفندق المقيم به بالاضافة لبعض الأسئلة التي قد ترد إلى ذهنك أثناء جولتك باللغتين الصينية والانجليزية حتى تتلاقى حاجز اللغة الذي قد تصطدم به أثناء زيارتك. سواء مع سائقي التاكسي أو العاملين ببعض المطاعم والأسواق التجارية.
ولمزيد من المعلومات
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]وسائل الإنتقال: يُعد التاكسي أفضل وسائل الانتقال وأكثرها أماناً بالعاصمة بكين، وحذار من أن تقع في فخ المساومة فهناك نوعان من التاكسي في العاصمة: القديم ولونه أحمر وستجد سائقه يجلس مفصولاً عن الركاب بكابينة تحيطه من الداخل والحديث ستجد لونه أصفر بالأسفل ومن أعلى باللون الأخضر أو الأزرق على أحدث طراز بالسيارات ونظام الدفع من خلال عداد ديجيتال يبدأ بـ10 إيوان (ما يعادل 1.2 دولار) لمسافــة تصل إلى 2.5 كم2 يبدأ بعدها الزيادة بـ(1) إيوان لكل (1)كم2 حسب المسافة التي تريدها والمكان المراد الوصول إليه.
أين تقيم في بكين: يوجد بالعاصمة بكين العديد من الفنادق الخمس نجوم والتي يصل متوسط سعر الغرفة بها إلى 250 دولارا في الليلة حتى الفنادق ذات النجمة الواحدة والنجمتين والتي تتميز أيضاً بخدمة جيدة ونظام ونظافة لا تختلف عن الفندق الخمس نجوم سوى في عدد الغرف والمساحة الواقع عليها الفندق بالإضافة إلى أن العاملين بالفنادق الرخيصة معظمهم لا يتعامل بالإنجليزية سوى شخص واحد أو اثنين على الأكثر من العاملين قد تجده يتحدث الانجليزية قليلاً وسعر الغرفة به يصل إلى 35 دولارا أميركيا متضمناً الخدمة والضريبة والإفطار ومن الفنادق الـ5 نجوم:
كيري سنتر تشاينا وورلد التابعان لسلسلة فنادق شانجري ـ لا للاستعلام والحجز
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] فندق ذات النجمتين:
هوم إن للاستعلام والحجز
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] أين تأكل في بكين : يوجد العديد من المطاعم في العاصمة وبالطبع المطاعم التي تقدم الطعام الصيني بالإضافة إلى بعض المحلات الغربية التي تم افتتاحها مؤخراً ضمن استعدادات بكين لاستقبال أولمبياد 2008 وهي «ماكدونالدز» و«بيتزاهت» و«كنتاكي» ويوجد المطعم الإسلامي الكائن بجانب المركز الرئيسي لبنك الصين في وسط بكين والمطعم السوري «ألف ليلة وليلة» في حي السفارات العربية في شارع الكونتي باي في منطقة السانلي تون ويبعد عنه بحوالي 5 كم المطعم المصري الـ«بلي بلي».
أماكن ترفيهية : يوجد مسرح البولي أو الـ Poly theatre وهو بمثابة دار أوبرا يقدم المسرحيات الصينية القديمة التي تحكي التراث الصيني القديم ولا تقدم أوبرا حديثة أو عروضا أجنبية.
كذلك يوجد «مسرح الأكروبات» أو السيرك الذي يقدم الأكروبات الصينية الشهيرة ورقصة التنين المعروفة وتقع أماكنهم بوسط بكين ويسهل الوصول إليهم عند سؤال سائق التاكسي عنهم. العملة الصينية: العملة المتداولة في الصين هي الـ«إيوان» أو الـRNMB والقوة الشرائية له داخل الصين تعتبر جيدة حيث الدولار الأميركي يعادل 8 إيوانات بمعنى أن الـ100 دولار أميركي تعادل 800 إيوان وهو مبلغ جيد يمكنك من الإقامة في فندق نجمتين والأكل والانتقال لمدة يومين كاملين.
وبهذه التكلفة يمكنك بحوالي 5 آلاف إيوان أي ما يعادل 650 دولارا أميركيا أن تنتقل وتتسوق وتأكل من مختلف المطاعم التي تريدها خلال 7 أيام غير تكاليف الإقامة حسب إمكانياتك فهناك الغرفة بـ250 دولارا وهناك غرفة بـ35 دولارا بالإضافة لتذاكر السفر التي تحسب تكلفتها حسب المدن المضافة على التذكرة.
الهدايا والتذكارات: تشتهر الصين بتراثها وحضارتها المتمثلة في عرائسها وتماثيلها والشطرنج الصيني لكن بالإضافة لذلك يمكنك شراء لعب الأطفال بأسعار زهيدة للغاية ولكن بعد المساومة مع البائعين والتي أصبحت عرفا سائدا لدى الشراء من أسواق الصين وعليك أن تساوم حتى 40% أو 50% من السعر الذي يقوله لك البائع كذلك أقمشة الحرير والكشمير والباشمينا والسجاد الحرير واللؤلؤ ولكن حذار أن يخدعك البائع فيجب قبل الشراء أن تكون واعياً بماهية الأشياء وأصولها حتى لا تخدع. كذلك أغطية الأسرة والطاولات والمطرزات اليدوية. أبرز الكلمات المتداولة : ني هاو: أهلاً وسهلاً وتأتي أيضاً بمعنى صباح الخير ومساء الخير تشي تشي: شكراً كابوتشي: عفواً وتأتي أيضاً بمعنى آسف تسيجا: هكذا وتستخدم عندما تريد لفت انتباه السائق أو أي من الأشخاص إلى أحد الاتجاهات مع استخدام الإشارة بيدك.
تأشيرة الدخول: يمكنك الحصول على تأشيرة دخول الصين من خلال سفارة الصين أو القنصلية الصينية الموجودة في مدينتك خلال 5 أيام على الأكثر ولكن إذا أردت أن تستخرج تأشيرة سريعة خلال 48 ساعة ستدفع رسوماً أكثر ولكنها في النهاية تعتبر متوسطة السعر ولا تُعد من التأشيرات المرتفعة الثمن مثل أوروبا وأميركا.
الرئيسية
الدولة
