فلا شَيءَ عِندي لِكي تَأخُذيهْ وما أنا شَيءٌ ولا قلبَ عندي لكي تَعشَقيهْ فقد تَندمينَ وتَمضينَ عنِّي وفي القلبِ سِرٌّ ولن تَعرِفيهْ فإنيَ وَهمٌ وقلبي خَيالٌ وحُبي سَيبقَى بَعيدَ المَنالْ فلا تَعشَقيني لأني المُحالْ (3) وإنْ تَعشقيني
فهل تَعرِفينَ أنا مَنْ أكونْ ؟ أنا الليلُ حِينَ طَواهُ السكونْ فلا أنا طِفلٌ ولا أنا شَيخٌ ولا أنا أضحَكُ مثلَ الشبابْ تَقاطيعُ وَجهي خَرائطُ حُزنٍ ، بِحارُ دُموعٍ ، تِلالُ اكتِئابْ فلا تَعشَقيني لأني العَذابْ (4) إذا قُلْتُ يَومًا بأنِّي أُحبُّكْ فلا تَسمَعيني
======== لَكِنِّي مَعَكِ عَلَى مَوْعِد (1) يا حُبًّا لم يُخْلَقْ بَعدْ يا شَوْقًا كالمَوْجِ بِصدري يا عِشْقًا يَجْتاحُ كِياني يا أجمَلَ رَعْشاتِ اليَدْ يا صُبحًا يُشْرِقُ في وجْهي يا فَجْرَ الغَدْ يا جُزُرًا تَمتدُّ بعَيني ، وبُحورًا أغْرَقَها المَدْ الحُبُّ كموْجٍ يُغرِقُني
والشَّوْقُ الجارفُ يَشتدْ والعِشقُ يَجيءُ كتَيَّارٍ يَجرِفُني مِنْ خلْفِ السَّدْ (2) يا أجملَ عِشقٍ جرَّبْتُ .. أنْ أعشَقَ حُبًّا لا يُوجَدْ أنْ أعشَقَ حُلْمًا يَتَبَدَّدْ أنْ يُصبِحَ حُبِّي نافِذَةً أفتحُها .. عُمري يَتجَدَّدْ أنْ أَبقَى العُمْرَ على مَوعِدْ مُنتظِرًا عَودَةَ أحبابي مُنتظرًا شَمسًا لا تأتي لِيَدُقَّ الضوءُ على بابي (3) يا حُبًّا لنْ يُخلَقَ أَبَدا أشواقي نارٌ لا تَهْدَا قدْ تَبقَى الأحلامُ بَعيدَةْ قد يبقَى وَجهُكِ في نَظري شَيئًا لا أُتْقِنُ تَحديدَهْ أَحيانًا أجْمَعُهُ خَيْطًا أغْزِلُهُ وَجْهًا من نُورْ أحْيانًا ألقاكِ رَحيقًا ، ألقاكِ عَبيرًا ، وزُهُورْ أحيانًا يُصبحُ شلاَّلاً ، وبُحَيرةَ ضَوءْ أحيانًا يُصبحُ لا شَيءْ أحيانًا وَجْهُكِ يَتَحدَّدْ .. يَكْبُرُ في عيني ، يَتمدَّدْ ، يَتجمَّعُ كالطَّيفِ قَليلاً وأراهُ سرابًا يَتبدَّدْ معَ أنِّي دَومًا أتَأكَّدْ أنَّي لنْ أجِدَكْ .. في يومٍ لكنِّي أحلُمُ باللُّقيا فأرانا الآنَ على موعِدْ وسأبقى العمرَ .. على موعِدْ ====== رَحَلْتِ عَنِّي
أُحبُّكِ .. في زَمانِ الخوفِ والغُربةْ أُحبُّكِ رَغمَ أحزاني ورَغمَ ظُروفِنا الصعبةْ وإنْ أصبحتُ لا أهلٌ ولا أحبابْ ... أراكِ الأهلَ والأحبابَ والصحبةْ أُحبُّكِ .. في زَمانِ الخوفِ إيمانًا بأنَّ الحبَّ يُنقِذُني مِنَ الطوفانْ أنا نُوحٌ وأنتِ سَفينةُ العِشقِ سَتحمِلُني على الشطآنْ ومادُمتُ .. سأرحلُ بينَ عينيكِ خُذيني يا مُنَى عيني لأيِّ مَكانْ وضُمِّيني إلى صَدرِكْ لأنَّ الخوفَ مَزَّقَني لأنَّ زمانَنا هذا يُهينُ كَرامةَ الإنسانْ أُحبكِ .. في زَمانِ الخوفِ يا عُمري ولا أدري لِماذا يا مُنَى قَلبي إذا ما الخوفُ حاصَرَني لِصَدرِكِ دائمًا أجري أُحِسُّ بأُلفةٍ نَحوَكْ فكيفَ أُلامُ في حُبِّكْ وقلبي صارَ مِن شَوقي كَبُركانٍ مِن الإحساس أُحِسُّ بِغُربةٍ بيني وبينَ الناسْ أجيءُ إليكِ مُشتاقًا بأشواقٍ تَفوقُ الوَصفْ وفي عينيكِ أحرِقُ كلَّ أقنِعَتي وآخِرَ مُفرداتِ الزيفْ ولا يَبقَى سِوى حُبِّكْ جميلاً ساطِعًا .. عُمري كَشمسِ الصيفْ فكيفَ أخافُ مِن شيءٍ وأنتِ الأمنُ لو يأتي زَمانُ الخوفْ ======== أحِنُّ إلَيْكِ
أحِنُّ إليكِ فأنتِ الحَنانُ وأنتِ الأمانُ ووَاحةُ قلبي إذا ما تَعِبْ أحِنُّ إليكِ حنينَ الصحاري لِوجهِ الشتاءِ ، وفَيضِ السُّحُبْ أحِنُّ إليكِ حَنينَ الليالي لضوءِ الشموسِ لِضوءِ الشُّهُبْ قَرأنا عنِ العشقِ كُتْبًا وكُتْبًا وعِشقُكِ غيرُ الذي في الكُتُبْ لأنَّكِ أجملُ عِشقٍ بِعُمري إذا ما ابتَعدْنا إذا نَقتَربْ وعيناكِ إنِّي أخافُ العُيونَ ـ ـ شِباكٌ لقلبي بها تُنتَصَبْ سِهامٌ تُطيحُ بقلبي وعَقلي إذا ما أصابَتْ إذا لَم تُصِبْ فإنْ مِتُّ شَوقًا أموتُ شَهيدًا وإنْ مِتُّ عِشقًا .. فأنتِ السَّببْ ربما عجزت روحي ان تلقاكي وعجزت عيني ان تراكي ولكن لم يعجز قلبي ان ينساكي. اذا العين لم تراكي فالقلب لن ينساكي . احبك موت.... لا تسأليني ما الدليل ارايت رصاصه تسأل القتيل . ربما يبيع الانسان شيئا قد شراه لكن لا يبيع قلباً قد هواه . لا تسأليني عن الندى فلن يكون ارق من صوتك ولا تسأليني عن وطني فقد اقمته بين يديك ولا تسألني عن اسمي فقد نسيته عندما احببتك. كنت انوي ان احفر اسمك على قلبي ولكنني خشيت ان تزعجك دقات قلبي. أن يأست يوما من حبك وفكرت في الانتحار فلن اشنق نفسي او اطلق على نفسي النار ولن القي نفسي من ناطحة سحاب لاني اعرف وباختصار ان عينيكي اسرع وسيله للانتحار. لا ثقه لدي الا عينيكي فعيناكي ارض لا تخون فدعيني انظر اليهما دعيني اعرف من اكون. لماذا لماذا طريقنا طويل مليء بالاشواك لماذا بين يدي ويديك سرب من الاسلاك لماذا حين اكون انا هنا تكوني انتي هناك. لو كان لي قلبان لعشت بواحد وابقيت قلبا في هواك يتعذب. انا احبك حاولي ان تساعديني فإن من بدأ المآسي ينهيها وإن من فتح الابواب يغلقها وإن من اشعل النيران يطفيها
شعر حب من اشعار عبدالعزيز جويدة
رسائلُ حُب لا تَحسَبي أني أُحبُّكِ مثلما تتصوَّرينَ مَشاعري فوقَ الورقْ أنا شاعرٌ في كلِّ شيءٍ إنما عندَ الكتابةِ عن هوانا .. أحتَرِقْ لا تَحسَبي أن الكتابةَ عن هوانا عَبَّرَتْ هي ليسَ إلا بعضَ دُخَّانٍ قَلقْ إن المشاعرَ لا تُقاسُ بنظرةٍ أو لمسةٍ أو ما بهِ يومًا لسانٌ قد نَطَقْ فرقٌ كبيرٌ بينَ ما نُخفي ونُعلِنُ في العواطفِ ، والعواصفِ ، والأرَقْ حتى السكوتُ حبيبتي لغَةٌ تُعبِّرُ في الهوى فإذا سَكتْنا .. فاعلمي أنَّا على وَشْكِ الغرقْ أنا كلُّ ما سطَّرتُهُ مِن فِتنَةٍ هو ليسَ إلا ذَرَّةً مِن وَحيِ كَونٍ في جَوانحِنا خُلِقْ *** كلُ الحساباتِ التي في العشقِ تُفرَضُ دائمًا.. حِيَلٌ تُقالُ وما لهُنَّ أساسْ قد نَستطيعُ تتبُّعَ الزلزالِ ، نرصدُ قوَّتَهْ لكننا لا نَستطيعُ بأيِّ حالٍ نَرصدُ الإحساسْ نبضُ القلوبِ ، حنينُها ، أشواقُنا ، آلامُنا ... شيءٌ مُحالٌ في الوجودِ يُقاسْ فقلوبُنا مثلُ اللآلئِ مُنيتي وعلى القلوبِ تُخَيَّرُ الحُراسْ فهناكَ قلبٌ مِن حَجرْ وهناكَ قلبٌ قِطعةٌ مِن ماسْ إيَّاكِ أن تتصوَّري أن القلوبَ تَشابهَتْ إلا إذا .. يومًا تَشابَهَ شكلُ كلِّ الناسْ فالعمرُ يُحسَبُ بالسنينِ حبيبَتي لكننا في العشقِ نَحسُبُ حُرقَةَ الأنفاسْ *** لا تَحسَبي أن الكلامَ حبيبتي لغةٌ تُدارُ بعالَمِ العُشاقْ فالصمتُ مِن لغةِ الهوى وبها يَبوحُ العاشقُ المشتاقْ بيني وبينَكِ أبحُرٌ، ومنازلٌ ، وعوازِلٌ لكنَّ إحساسي يُسافرُ يَعبُرُ الآفاقْ إنَّا معًا في كلِّ وقتٍ مُنيتي ومعًا نُقاسي لوعةَ الأشواقْ سنموتُ في يومٍ معًا محبوبتي لكنَّ موتي لن يَكونَ فِراقْ في سَكرَةِ الموتِ التي تَنتابُنا قد تَعرفينَ حبيبتي أنا كم أُعاني عندَما أشتاقْ *** في كلِّ طَيفٍ يا حياتي ألمحُكْ بالرَّغمِ مِن صَخَبِ الوجودِ، وهذه الضوضاءْ .. نَغَمًا جَميلاً يَستَبيحُ مَسامعي ، نَبعًا تَفجَّرَ أغرقَ الصحراءْ تأتي طيورُكِ كي تَحطَّ بأعيُني وعلى شِفاهي تَعزفُ الأصداءْ ما كنتُ أعرِفُ كيفَ إحساسٌ بَرَقْ أو أنْ أُخاطِبَ زهرةً حسناءْ حتى نَزَلتِ بكلِّ حبِّكِ داخلي فنطقتُ باسمِكِ أوَّلَ الأسماءْ طوفي علىَّ وزَمِّليني داخِلَكْ أنا قادمٌ مِن ألفِ ألفِ شِتاءْ رَجْعُ الصقيعِ بداخلي يَغتالُني عَصْفُ الرياحِ ، مَرارةُ الأشياءْ *** لا تُغلِقي الأبوابَ إني قادمٌ طيفًا يَضُمُّكِ في كِيان كِياني عجزي عنِ التعبيرِ ليسَ جِنايةً أغلى الحديثِ إذا مَنعتُ لساني يا بُؤرةَ الضوءِ النَّديَّةَ حاولي لو مرَّةً أن تَسكني شِرياني ذوبي بهِ .. سيري بِدمِّي طفلةً في داخلي البَدَنُ العليلُ الفاني أرجوكِ لا تتمهَّلي ، وتأمَّلي كي تَرقُبي من داخلي بُركاني وتَحسَّسِي في داخلي ظَمئي ، شعوري ، وَحشَتي ، حِرماني كلُ الذي أخشاهُ في دنيا الهوى هو أنَّ قلبَكِ مرَّةً يَنساني *** أنا لي خِيارٌ واحدٌ هو أن أظلَّ مُحاصرًا بينَ الفصولِ الأربعَةْ شيءٌ بديعٌ أن أظلَّ محاصرًا في قلبِ مُلهِمةٍ بِحقٍّ رائعَةْ إن تُطلِقي يومًا سراحي فاعلمي سيموتُ قلبي في الطريقِ ومَن معَهْ أنا حينَ قررتُ القتالَ حبيبتي قررتُ وحدي خوضَ أعنفِ مَعمعَةْ وَجهًا لوجهٍ قد تلاقينا معًا في نَظرةٍ سَقطَتْ جميعُ الأقنعَةْ أنا واثقٌ مِن أن هذي الحربَ لَكْ بل واثقٌ مِن أن قلبي سوفَ يَلقَى مَصرعَهْ هذي جيوشي قد أتتكِ حبيبتي هُم يَرغبونَ .. وأنتِ دومًا في الحروبِ حبيبتي مُتمَنِّعَةْ فإذا ابتسمتِ انهارَ كلُّ كِيانِنا أنتِ التي في عرشِ قلبي دائمًا مُتربِّعَةْ سَلَّمتُ يا عمري لَكِ هذا اعترافٌ بالهزيمةِ مُسْبَقٌ إنَّ الهزيمةَ لا مَحالةَ واقعَةْ وأمامَ جندي كلِّهِمْ قد جئتُ .. أُعلنُ أنني مستسلمٌ ولكِ .. رَفَعتُ القُبَّعَة *** لا تَحسُبي عُمري بما قد عشتُهُ أو بالذي في الغدِّ قد أحياهْ للعاشقينَ حياتُهم ، أعمارُهم فبكلِّ ثانِيَةٍ تَمُرُّ حياةْ أنا كلما منكِ اقتربتُ أصابني وَجَعٌ جميلٌ كيفَ لي أنساهْ أنا كلما بَرَقَ الحنينُ بداخلي أزوِي وحيدًا أرصدُ المرآةْ يا هل تُرى هو ذا أنا أم أنني بالعشقِ صِرتُ سِواهْ مُتصوِّفًا في العشقِ جئتُكِ مُفعمًا بالشوقِ أصرخُ داخلي : اللهْ عجزي عنِ الكلماتِ ليسَ ترفُّعًا لكنَّهُ عجزٌ يُفسِّرُ هولَ ما ألقاهْ *** مَن لي أنا في الكونِ غيرُ حبيبتي ؟ مَن لي أنا يا حاسدينَ سِواها ؟ أنا كلُّ إحساسٍ جميلٍ مَسَّني ما كانَ إلا بعضَ بعضِ هواها خَيَّرتُ قلبي عَشرَ مراتٍ وما يَختارُ يومًا في الهوى إلاها رِفقًا بها ، وبقلبِها ، وبحُبِّها أخشى عليها مِن جنونِ أساها هي نعمةُ اللهِ التي لو لستُ أملِكُ غيرَها قَسَمًا بِربي ما طلبتُ سِواها مَلَّكْتُها قلبي فتلكَ مَليكتي أسعى ، ويَسعى .. كي ننالَ رضاها أنا لا أظُنُّ بأنها ماءٌ وطينٌ مثلُنا هي قبضةٌ مِن نورِهِ سوَّاها *** نامي بصدري أنتِ أروعُ طِفلةٍ نامي بصدري وارصُدِي أحلامي في كلِّ حُلمٍ تَسكُنينَ حبيبتي في كلِّ حرفٍ أنتِ في أيامي في كلِّ نبضٍ في فؤادي فاسكُني في نِنِّ عيني ، في نُخاعِ عِظامي هَيَّا ارقُبيني حينَ أكتُبُ مُنيَتي حتى تَرَيْ ما سِرُّ إلهامي ؟ لو أنني أفنَى ، ولا يَبقى أثَرْ سيفوحُ طِيبُكِ مِن حُطامِ حُطامي *** آمنتُ أن قصائدي خُلِقتْ لأنكِ دائمًا بحياتي هي بعضُ ما تركَ الحنينُ بداخلي هي لحظةٌ فيها أُعانِقُ ذاتي أنا لا أُطيقُ البعدَ عنكِ للحظةٍ فإذا ابتعدتُ تَقارَبَتْ مأساتي ما كنتُ يومًا في هواكِ محايدًا صوتُ التحيُّزِ في صدى كَلماتي أُخفي عليهِم كيفَ يا محبوبتي ؟ قمرُ الحنينِ يُطلُّ مِن نظراتي أنا لستُ أعرِفُ كيفَ أختِمُ ما بدأْ فهلِ الخِتامُ يكونُ بعدَ مماتي ؟