الدولة : عدد المشاركات : 73740 نقاط : 111480 تاريخ التسجيل : 30/01/2010 العمر : 36 الجنس :
موضوع: التلمود الأربعاء يونيو 30, 2010 1:30 pm
كلمة عبرية هي المقابل الحرفي لكلمة "التلمذة" العربية وهو الكتاب الثاني المقدس لدى اليهود.
يحوي التلمود الشريعة الشفوية، وهو سجل للمناقشات التي دارت بين الحاخامات في الحلقات التلمودية عن القضايا الفقهية (هالاخاه)، والوعظية (آجاداه).
وباعتباره سجلا للمناقشات كتب على مدى قرون، يحوي التلمود موضوعات تاريخية، وتشريعية، وزراعية، وأدبية، وعلمية...
يختلف التلمود الفلسطيني عن التلمود البابلي في أن الجماراه فالأخير أكثر شمولا، بينما يتطابق نص الجماراه في الاثنين.
يعتبر اليهود التلمود من قديم الزمان كتاباً منزلاً مثل التوراة ما عدا بعض المعاندين، فإنه لا يعتقد ذلك بالطبع.ولكن إذا أمعن الإنسان نظره في اعتقاداتهم يتحقق أنهم يعتبرونه أعظم من التوراة!فقد جاء في التلمود ما يلي:
1. ((اعلم أن أقوال الحاخامات هي أفضل من أقوال الأنبياء)).
2. ((إن من يقرأ التوراة بدون المشنا والجمارة (التلمود) فليس له إله)).
3. ((إن تعاليم الحاخامات لا يمكن نقضها ولا تغييرها ولو بأمر الله)).
4. ((إن مخافة الحاخامات هي مخافة الله)).
5. ((من احتقر أقوال الحاخامات استحق الموت، دون من احتقر أقوال التوراة، ولا خلاص لمن ترك تعاليم التلمود واشتغل بالتوراة فقط، لأن أقوال علماء التلمود أفضل مما جاء في شريعة موسى)).
6. ((إن من درس التوراة فعل فضيلة لا يستحق المكافأة عليها ومن درس (المشنا) فعل فضيلة استحق أن يكافأ عليها ومن درس (الغامارة) فعل أعظم فضيلة)).
7. وقد جاءت أقوال الحاخامات وعلماء اليهود لهذا المبدأ فقال العالم بشاي: ((لا يلزم أن تختلط بمن يدرس التوراة والمشنا دون الغامارة)).
ويمكن استنتاج أهمية التلمود لدى ليهود من عقيدة لهم تقول: ((يجب على كل شخص يهودي أن يقسم دراسته إلى ثلاث حصص، يكرس الثلث الأول لدراسة القانون المكتوب (التوراة)، والثلث الثاني لدراسة المشناة، والثلث الأخير لدراسة الجمارا)) وعلى ذلك تكون ثلثين الدراسة للتلمود، وثلث واحد فقط للتوراة!!.
وتتعادل في اليهودية أهمية الشريعة المكتوبة (التوراة والأنبياء والكتب) مع أهمية الشريعة الشفوية (اجتهادات الحاخامات المجموعة في التلمود). كما ظهرت لاحقا كتابات القبالاه التي سيطرت لاحقا على الفكر الديني اليهودي.
المشناه و الجمارا:
الشريعة اليهودية الشفوية دونت بواسطة الرابي يهوذا هاناسي (يهوذا الأمير) وعرفت باسم المشناه عام 200 م، وقد دونت التقاليد الشفوية لكي تحفظ من الضياع بعدما بات وجود اليهود وتعاليمهم موضع تهديد في فلسطين . حاخامات المشناه عرفوا باسم تانايم Tannaim / مفردها تانا Tanna ، وهناك تعاليم عديدة في المشناه تنسب إلى اسم تانا معين . في القرون الثلاثة اللاحقة خضعت المشناه للتحليل والدراسة في كل من فلسطين و بابل. ذلك التحليل و الدرس عرف باسم الجمارا Gemara ، وحاخامات الجيمارا عرفوا باسم أمورايم Amoraim بمعنى "تراجمة" مفردها أمورا Amora ، تحليلات الأمورايم بشكل عام تركز على إيضاح مواقف و كلمات ورؤى التانايم. المشناه و الجمارا كما ذكر سابقا يشكلان سوية التلمود ، وبهذا الشكل يكون التلمود اتحاد جوهر النص المشناه والتحليل و التفسير التالي له وهو الجمارا.
المشناه:
هي تدوين للتعاليم الشفوية، كتبها (يهوذا هاناسي) 210 م. وهي المصدر الأساسي للنصوص الدينية اليهودية الحاخامية rabbinic . يعتبر المشناه أول سجل للشريعة الشفهية لليهود ، و أيضا للفريسيين Pharisee (مجموعة يهودية تقول بأن الإله أوحى شريعة مكتوبة وأخرى شفهية لموسى) ويعتبر العمل الأول ضمن اليهودية الحاخامية، ابتدأ بتدوين الشريعة اليهودية الشفاهية إثر خراب الهيكل عام 70 للميلاد على يد يهودا هاناسي Judah haNasi أي (يهوذا الأمير) وأحيانا يشار له فقط بكلمة الحاخام Rebbi باعتباره أصل الحاخامية.
أقسام المشناة:
يقسم اليهود المشناة إلى ستة أقسام وهي:
1. ذيرائيم: خاص بالقوانين الزراعية، ويتكون من إحدى عشرة رسالة. 2. موئية (موعيد): خاص بالأعياد والصيام، ويبحث في تحديد الأوقات التي يجب أن تبدأ وتنتهي عندها أعياد السبت، كما يبحث في غيرها من الأعياد الشهيرة، ويحتوي على اثنتي عشرة رسالة. 3. ناشيم (نساء): خاص بقوانين النساء زواجاً وطلاقاً، وواجباتهن وصلاتهن وكل ما يتعلق بهن، وبه سبع رسائل، إحداها رسالة (عابوده زاره) المشهورة ومعناها: (عبادة الأوثان) وهي تضبط علاقة اليهود بالوثنيين، أي بمن عداهم من الأمم (كل ما هو غير يهودي). 4. نزيكين (أضرار): خاص بالأضرار والتعويض عنها، أي القوانين المدنية والجنائية، وهو عشر رسائل. 5. كوداشيم (مقدسات): خاص بالقداسة والمقدسات، والقرابين وسائر الطقوس الدينية، ويتكون من إحدى عشرة رسالة. 6. توهاروت (الطهارات): خاص بالطهارات، ويبحث في قوانين الطهارة والنجاسة، ويتكون من اثنتي عشرة رسالة.
وبهذا يكون مجموع رسائل المشناة ثلاث وستين رسالة وكل رسالة من هذه الرسائل مقسَّمة بدورها إلى فصول (بيراكيم) وهذا هو القسم الأول من التلمود وتتضمن المشناه آراء فقهية محسومة، و كثيرا ما تضم خلافات في وجهات النظر بين تانايم (حاخامات المشناه)، و بها القليل من الحوار.
تقريبا معظم المشناة مكتوب بالعبرية ، باستثناء بعض العبارات المكتوبة بالآرامية.
التعليقات الحاخامية على المشناة خلال القرون الثلاثة التالية سجلت جميعها تقريبا بالآرامية وضعت بشكل مشابه الجمارا. حيث يشكل المشناة مع الجمارا سوية التلمود.
الجمارا:
تعني التكملة (من الفعل جَمَر الذي يعني في العبرية: أتمّ، و في الآرامية يعني درس). الجمارا هي نقاش حول المشناه. إذ بعد سنة 200 للميلاد و على مدى ثلاثة قرون جرى على المشناه تحليل و نقاش في فلسطين و بابل و يُعرف هذا التحليل باسم الجمارا. و يـُشار إلى حاخامي الجمارا باسم الشّـُراح (أمورائيم).و تحليل الأمورائيم يتركـّز على إيضاح آراء و أقوال و وجهات نظر التـّنائيم (أي المعلمين و هم حاخامو المشناه). تُطرح الجمارا على شكل سجال جدلي بين اثنين من الحاخاميم مـُتناقضين في الرأي، يُصطلح على تسميتهما بـ مـَشكان (أي السائل) و تـَرتسان (أي المُجيب). و هذه السجالات تشكل الكتل البنائية للجمارا. واسم الفقرة الواحدة من الجـِمارا هو سُوجياه (أي المسألة، و جمعها سُوجيوت). و ترد مقاطع الجمارا بالآرامية. الجمارا بالأساس وثيقة تشريعية لكنها فوق ذلك تزود المشناه بالجدال حول المواد اللامعيارية و التفاسير التوراتية، كما أنها مصدر للتاريخ و الأساطير.
رغم أن المشناه واحدة، لكن هناك نوعان من الجمارا:
1. الجمارا اليورشلمية: وقد ألَّف علماؤها شروحهم باللهجة الآرامية الفلسطينية الحديثة، واستغرق تأليفهم هذه الشروح فترة طويلة جداً تمتد من القرن الثاني إلى الخامس بعد الميلاد. 2. الجمارا البابلية: وقد ألف علماؤهم شروحهم بإحدى اللهجات الآرامية، وشرعوا فيها منذ أوائل القرن الرابع بعد الميلاد، ولم يفرغوا منها إلا في القرن السادس الميلادي.
بالتالي ينبثق عنها تلمودان:
1. التلمود اليروشليمي: تدوين للشريعة الشفوية عام 425 م. 2. التلمود البابلي: تدوين للشريعة الشفوية عام 550 م.
بعض نقاط الاختلاف بين التلمود اليروشليمي والتلمود البابلي:
يختلف الاثنان كثيراً ويمكننا أن نجمل ذلكم الاختلاف في النقاط التالية:
1. تعتبر مادة تلمود فلسطين ثلث ما يحتويه تلمود بابل. 2. يعتبر تلمود بابل أشمل وأعمق من تلمود فلسطين، وذلك لأنه أُلِّف في مدة قرن في سلام وأمن وذلك في ظل الحكم الفارسي، أما تلمود فلسطين فجُمِع على عجل، وفي ظروف اضطهاد الرومان لليهود. 3. لغة تلمود بابل أكثرها آرامية شرقية، نسجت فيه عبارات بالعبرية، ويتضمن كلمات عربية وسريانية ويونانية ولاتينية وكلدانية، أما تلمود فلسطين فلغته عبريه، تتخللها عبارات بالآرامية الغربية. 4. الموقف من الوثنيين – أي غير اليهود – في التلمود البابلي أكثر تسامحاً لأن وضع اليهود في بابل كان جيداً، فقد جاء في التلمود البابلي: (أن الأغنياء خارج فلسطين لا يمكن اعتبارهم من الوثنيين)، بينما يحرِّم التلمود الفلسطيني بيع أية سلع للوثنيين في الأيام الثلاثة التي تسبق أي عيد وثني – أي: أي عيد لغير اليهود – ، فإن علماء بابل حرَّموا البيع في أيام العيد الوثني فحسب. 5. التلمود البابلي يعتبر شريعة الدولة الحاكمة – حتى وإن كانت من غير اليهود – هي شريعة لليهود، في حين أن تلمود فلسطين يخالف ذلك.
مواقف الفرق اليهودية اتجاه التلمود:
لقد كان لفرق اليهود مواقف متباينة في كثير من الأمور وخاصة في موقفهم اتجاه كتاب التلمود، فمنهم مثبّت له حتى وصل به الأمر إلى جعله أعظم من التوراة، ومنهم منكر له حتى وصل به الأمر إلى نبذه والإسفاف به. ولبيان ذلك أقول:
1. القراؤون: اسمهم من الفعل قرأ ، ظهروا بأرض بابل في منتصف القرن الثاني للهجرة (الثامن الميلادي) أنشأ هذه الفرقة عظيم من عظماء اليهود يدعى: عنان بن داوود أيام الخليفة العباسي أبي جعفر المنصور، وهذه الفرقة لا تقر و لا تعترف بالتلمود، لذلك عرفت هذه الفرقة باسم (الحرفيون) أي المحرفون، وقد انقسم أتباعها فيما بعد إلى طوائف عدة متباغضة ومتخالفة مما أدى إلى ضمورها تاريخيا بمرور الزمن. 2. الفريسيون: اسم هذه الفرقة من الكلمة العبرية (PERUSHIM) التي تعني المنفصلون والمفصولون من غيرهم . وتجمع المصادر على أن أحبار فرقة الفريسيين اليهودية هم الذين وضعوا التلمود، وفرقة الفريسيين من أهم فرق اليهود وأخطرها وأكثرها عدداً في تاريخهم ، وحاضره. وهم الذين ابتدعوا أصل القانون الشفوي. 3. الصدوقيون: وهي فرقة دينية يهودية عاصرت الفريسيين، بل ربما كانت أقدم منها، ولكنها لم تساير تطور الفكر الديني اليهودي حتى النهاية فانطفأت مع الزمن ويزعمون أنهم ينتسبون إلى (صدوق) الكاهن الأعظم لداوود عليه السلام . وهم يؤمنون بقدسية العهد القديم و لا يؤمنون بالتلمود ونحوه. 4. الغيوريون (المتعصبون): وهم في الواقع ليسوا فرقة بمفهوم هذا الكلمة في تاريخ الأديان وإنما هم شعبة من الفريسيين يمتازون بالتطرف الشديد ، والعنف بحيث يمكن وصفهم سياسياً ودينياً (غلاة) اليهود. وقد أسَّس هذه الحركة (يهودا الجليلي) الذي كان وأتباعه – كما تقدم – من الفريسيين لكنه كان ثورياً ، ففي مقابلة توجهات الفريسيين السلمية وسياستهم المهادنة مع السلطات الرومانية (لوثنية)، فإن يهودا وأتباعه كانوا دعاة حرية ثورية…فهم بهذه المثابة كانوا الجناح العسكري للفريسيين. وأما موقفهم من التلمود فهم يؤمنون به وينظمونه شأنهم شأن الفريسيين الذي تقدم ذكرهم. 5. السامريون: هذه الفرقة الصغيرة الفقيرة التي لايزيد أبنائها على وجه هذه الأرض عن بعض مئات من الأنفس أوصلها بعضهم إلى (337) فرداً،يعيشون بجوار مدينة نابلس العربية بفلسطين تثير خلافاً وجدلاً شديد حول أصلها وتاريخها. والذي زاد من حدة هذا الجدل هو أن هؤلاء السامريين بحكم طبيعة دينهم ليسوا صهيونيين، و لا يمكن أن يكونوا كذلك، لسبب بسيط جداً هو أن جبل صهيون اكتسب قدسيته من كونه القلعة التي اختارها داود للدفاع عن مملكته. وهؤلاء السامرة يكفرون بداود وسليمان، وبناء على ذلك فإن جبل صهيون بالنسبة لهم يمثل قاعدة الكفر، والصهيونية تمثل محاولة خطيرة لتجديد هذا الكفر وتقويته وبسط سيادته على كل صور الفكر الإسرائيلي. وأما عقيدتهم: فهم يؤمنون بالأسفار الخمسة (العهد القديم) ويضيفون إليه سفر يوشع بن نون وسفر القضاة فقط، أما عدا ذلك فهم ينكرونه ويكفرون به. لذلك فهم يرفضون التلمود ويعتبرونه محرفاً وأنه من عمل البشر.
بعض عقائد التلمود:
1. قول التلمود في الله عز وجل: لقد بلغ التلمود قمة الحماقة و الجرءة على الذات الإلهية، حيث وصفوا الله عز وجل بأوصاف لا تليق به سبحانه ومن ذلك حيث جاء في التلمود بأن الله – تعالى عن ذلك – يلعب ويرقص: ((ولم يلعب الله مع الحوت بعد هدم الهيكل، ومن ذلك الوقت لم يمل إلى الرقص مع حواء بعد أن زينها بملابسها، ونسق لها شعرها، وقد اعترف الله بخطئه في هدم الهيكل، فصار يبكي ويمضي ثلاث أرباع الليل يزأر كالأسد قائلاً: تباً لي لأني أمرت بخراب بيتي. وأحرق الهيكل ونهب أولادي)) فانظر إلى هذه الجرأة على الله عز وجل، فالله بزعمهم يلعب مع الحوت ويرقص مع حواء ويخطئ ويبكي ويندم بل ويدعو على نفسه بالهلاك والثبور لأنه أمر بخراب الهيكل. 2. بعض خرافات التلمود في الأنبياء: التلمود كما رأيناه لايقيم وزناً لله تعالى فكيف بغيره !. لذلك نجد التلمود يقف موقف المتهكم أحياناً و المتنقص أحياناً أخرى للأنبياء عليهم السلام، ومن ذلك: * قوله في إبراهيم عليه الصلاة والسلام: ((إن إبراهيم أكل أربعة وسبعين رجلاً، وشرب دماءهم دفعة واحدة، ولذلك كانت له قوة أربعة وسبعين رجلاً، فكان من الآكلين الناهمين للحوم البشر...)). * قوله في عيسى وأمه عليهما السلام: ((يسوع الناصر موجود في لجات الجحيم بيت الزفت والقطران والنار، وأمه مريم أتت به من زناها بالعسكري يوسف باندارا.ويسوع المسيح ارتد عن دين اليهود وعبد الأوثان وكل مسيحي لم يتهود فهو وثني عدو لله ولليهود)). * قوله في محمد صلى الله عليه وسلم: ((إن محمد سفاك يقتل الناس ليجبرهم على اعتناق دينه والخضوع لحكمه، وهو زير نساء…))
فهذا هو مقام الأنبياء عندهم أنه يجوز عليهم الوقوع في المعصية وباختصار فإنهم ينسبون إليهم أكبر الكبائر دون حرج أو حياء. 3. نظرة التلمود إلى الكتب المقدسة: * عقيدة التلمود بالعهد الجديد: يصم التلمود الأناجيل بأنها كذب وزور ودجل وشعوذة، وفيها الهلاك والخطيئة والشر. فيقول التلمود عندما تكلم عن العهد الجديد: (كتاب مملوء بالإثم).
* عقيدة التلمود بالقرآن: وأما القرآن، الذي هو خاتم الكتب السماوية فهو في التلمود يدعى (قالون) وهو اسم للسوأة بلسانهم، ويعنون أنه بذلك عورة المسلمين. 4. نظرة التلمود لليهود: يرى التلمود أن اليهود هم شعب الله المختار فيقول: ((والشعب المختار هم اليهود فقط، أما باقي الشعوب فهم حيوانات)) ويدل هذا النص على أن اليهود شعب مقدس لهم مزية لا تتأتى لغيرهم وهي كونهم شعب الله المختار.
5. نظرة التلمود لغير اليهود: غير اليهود خلقوا على شكل إنسان، وهم في حقيقتهم حيوانات نجسة وخدام لليهود، والحكمة في هذه الخلقة هي تكريم اليهود بالخدمة المناسبة لهم ليل ونهار، إذ الحيوان بصورته الحالية لا يحسن الخدمة ولغير اليهود في التلمود عدة تسميات منها: الكوييم ، الأغراب، الأممين، الأجانب، الغرباء…. لذلك ورد في التلمود قوله: ((اقتل الصالح من غير الاسرائيلين، ومحرم على اليهودي أن ينجي أحداً من باقي الأمم من هلاك، أو يخرجه من حفرة يقع فيها، لأنه بذلك يكون حفظ حياة أحد الوثنيين)). و جاء في صحيفة أخرى: ((إذا وقع أحد الوثنيين في حفرة يلزمك أن تسدها بحجر)).
6. من أصول التلمود عيد الفصح: وقد خصصته من سائر أعيادهم لأنه يجسد شدة كراهية اليهود لغيرهم، ذلك لأنهم في هذا العيد يقومون بقتل أعدائهم أو أطفال الأمميين، ثم يقومون بسحب دماء ضحاياهم بطرق عديدة لاستخدامها في الفطائر التي تصنع من دم الآدميين ليأكلونها في هذا العيد تشفياً وحقداً !!.
لذلك يقول التلمود: ((عندنا مناسبتان دمويتان ترضيان الهنايهوه، إحداهما عيد الفطائر الممزوجة بالدماء البشرية، والأخرى مراسيم ختان أطفالنا)).
7. فقد اعترف المؤرخ اليهودي (برنارد لازار) في كتابه (اللاسامية) أن هذه العادة وهي قتل الأطفال وأخذ دمائهم لمزجها بفطائر العيد ترجع إلى استخدام دماء الأطفال من قبل السحرة اليهود في الماضي.
نشر التلمود:
يحرص اليهود، وخاصة في العصور الحديثة، على عدم نشر التلمود على نطاق واسع وجعله محصوراً بين اليهود وبالذات بين الأحبار، وذلك لما سببه نشر التلمود من كوارث ومذابح على مدى العصور حيث كانت تعاليم التلمود التي يطبقها اليهود تقول: ((إن الأمميين (الجوييم) – أي غير اليهود – ليسوا سوى حيوانات متوحشة حقوقها لا تزيد عن حقوق الحيوانات الهائمة في الحقول))
و فيه أيضاً ((الخارجون عن دين اليهود خنازير بخسة، وخلق الله الأجنبي على هيئة إنسان ليكون لائقاً لخدمة اليهود الذين خلقت الدنيا من أجلهم)).
و فيه أيضا: ((الأجانب كالكلاب والأعياد المقدسة لم تخلق للأجانب ولا للكلاب. و الكلب أفضل من الأجنبي لأنه مصرح لليهود أن يطعم الكلب وليس له أن يطعم الأجنبي أو أن يعطيه لحماً بل يعطيه للكلب لأنه أفضل منه)).
ويقول التلمود أيضاً: ((عندنا مناسبتان دمويتان ترضيان إلهنا يهوه إحداهما عيد الفطائر الممزوجة بالدماء البشرية والأخرى مراسيم ختان أطفالنا)).
وفيه أيضاً: ((إن من حكمة الدين وتوصياته قتل الأجانب الذين لا فرق بينهم وبين الحيوانات. والذين لا يؤمنون بتعاليم الدين اليهودي وفي شريعة اليهود يجب تقديمهم قرابين إلى إلهنا الأعظم))
ورغم شدة تكتم اليهود عليه ومحاولتهم عدم إخراجه لما فيه من فظائع كما تقدم، إلا أنه كشفت أستاره وفضح من خلال المجالات التالية:
اليهود المرتدون إلى المسحية وإلى الإسلام: 1.
لقد قام اليهود الذين ارتدوا – بزعمهم – إلى الإسلام أو المسيحية بفضح التلمود ونذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر: نيكولاس دوتين ، بابلو كريستياني في القرن الثالث عشر،وجوهان فيفركورن في القرن السادس عشر. 2. وقد كان لـ (بابلوكريستياني) دور كبير في كشف حقائق اليهود وعدائهم للمسيحين، وقد اشترك في مناظرة برشلونة الشهيرة واستطاع أن يقنع البابا كليمنت بأخطاء التعاليم التلمودية فأصدر مرسوماً بتحريم قراءة التلمود أو حيازته ، ومصادرة ما وجدوه من نسخة، وفرض رقابة على طبع نسخ جديدة منه، وأعاد تنفيذ القانون الذي كان لويس الحادي عشر قد أصدره سنة 1360م والذي ألزم اليهود بوضع علامة على أكتافهم للتميز. 3. العلماء المسملون في الأندلس: لم يستطع علماء المسلمين في الأندلس الإطلاع على التلمود لأنه كان مكتوباً بالعبرية ، مما جعل العلامة ابن حزم الأندلسي يتعلم العبرية لكي يستطيع أن يطلع على التلمود، وقد كانت له مواقفه المتميزة في مجادلته معهم، لاسيما مع ابن النعزلية، ثما قام بترجمة التلمود إلى العربية، وليس لترجمته وجود اليوم. 4. المناظرات التي جرت في القرون الوسطى بين أتباع الديانات الثلاث: وأهم المناظرات التي جرت بين اليهود والنصارى هي: مناظرة باريس 1240م، ومناظرة برشلونة 1263م، ومناظرة أخرى في نفس الفترة بين العلماء المسلمين واليهود، ومناظرة أفيلا 1375م، ومناظرة طرطوسة – التي استمرت قرابة السنتين – 1413 – 1414م ، ومناظرة في بولندا عام 1757م.
ترجمته التلمود:
لقد كان لهذه الترجمة والطباعة دور كبير في معرفة البشرية لحقيقة التلمود، لاسيما طباعة البندقية عام 1520م الذي كشف عقائده بوضوح، مما أدى إلى أمر الفاتيكان بإحراقه، ثم طباعته 1553م، ثم أحرقت نسخه كلها من قبل الفاتيكان، ثم ظهرت طبعة مطهره في سويسرا في سنة 1578- 1751م، بعد حذف الفقرات المعادية للمسيحية منه، ومع ذلك أمرالبابا (جريجوري الثالث عشر) سنة 1575-1585م بحملات جديدة ضد التلمود، وأصدر البابا (كليمنت السابع) مرسوماً يحرم حيازته أو قراءته.