الدولة : عدد المشاركات : 49757 نقاط : 58030 تاريخ التسجيل : 24/12/2009 العمر : 31 الجنس :
موضوع: حمله سبها تعنس تحرض على مقاطعه الزواج والارتباط الثلاثاء فبراير 23, 2010 3:32 am
لمتوسط اونلاين – "أوعى تجوّزها... سيبها تعنس"، أحدث صيحات الاعتراض التي يطلقها الشباب اليوم في مواجهة مغالاة الوالدين في شروط الزواج التي باتت تعجيزية؛ ولاقت الحملة، التي أطلقت على الموقع الشهير "فايس بوك" إقبال آلاف من الشباب المصري اتفقوا على ترديد مقولة واحدة "لن نعطي الآباء فرصة ليضغطوا علينا أكثر من ذلك، ولن نسمح لهم بإغراقنا في الديون من أجل أن نتزوج”. وقرّر النشطاء في الحملة تبني خطة الإضراب عام عن الزواج في مصر والتي سيبدأ تنفيذها بدءا من أول آذار- مارس2010. وتهدف هذه الحملة "إلى تغيير عادات سيئة نصبها الآباء ووقع في فخها الأبناء، وهي المغالاة في تكاليف الزواج، فالبنت أصبحت أشبه بسلعة معروضة للزواج? للبيع والزوج هو الشاري الذي سيدفع فيها أكثر”. وأمام سيطرة هذا المبدأ المادي قرّر مجموعة من الشباب مقاطعة الزواج في محاولة للضغط على الآباء ليفيقوا من غفلتهم وتفكيرهم المادي الذي يساهم بجزء كبير في تطوّر ظاهرة اجتماعية ونفسية خطيرة اسمها "العنوسة”. ويتفق كلّ المشاركين في حملة "سيبها تعنس" على أن السبب الرئيسي في تفشى العنوسة بين الشباب من الجنسين هو البطالة والمغالاة في طلبات الزواج مما يجعل الشباب يعزف عن الزواج لعدم قدرته على تدبير نفقاته، فهم "عاوزين يتجوزوا"، لكن مثل هذا الحلم صار أشبه بكابوس فرضته الظروف، ودعّمه غلاء المهور وتكاليفِ الزواج، وتغير أنماط الاستهلاك وتَحوُّلُ الكماليَّاتِ إلى ضروريَّات. وفيما يرجع البعض أسباب تفاقم هذه المشكلة إلى مسألة القسمة والنصيب ولكن أهل العلم والاختصاص وضعوا لها أسباب ودوافع أخرى. أحد هذه الأسباب هو أن موقف أسرة الفتاة من المتقدم يعتبر أكبر عائق لزواجها، خاصة في البلدان الخليجية، وقد تغالي العائلة في شروطها المجحفة متجاهلة دور الزمن وآثار السنين التي تبدأ بالتسلل إلى ابنتهم، وعندما يستفيقون يكون القطار فاتها بمحطات، ومن ثمَّ تصبح الفتاة بين مطرقة العنوسة الأبدية وسندان الزواج غير المتكافئ بقبولها بأي خاطب يتقدّم لها، عملا بالمثل الشعبي القائل: "ظل راجل ولا ظل حيطة"، مما يخلق مشاكل أخرى أبرزها عدم التوافق الفكري والثقافي بين الزوجة والزوج، وقد ذكر الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء في مصر أن حوالي (532) سيدة تحمل شهادةَ الدكتوراه تزوجّن من أُمِّيّين. وتدق الدراسات الاجتماعية في مختلف الأقطار العربية ناقوس الخطر حول تنامي هذه الظاهرة الجديدة التي لا تقل خطورة عن البطالة والفساد الاجتماعي والطلاق؛ ففي مصر وحدها، كشف الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء أن عدد العزاب من الشباب والعوانس بلغ من الفتيات 3. 13 مليون شاب وفتاة منهم 6. 7 مليون من الذكور و7. 5 مليون من الإناث؛ عدد لا ينذر بخير أبدا في مجتمع أصابه داء "سعار التحرش الجنسي"، لدرجة أن مصر باتت تعد من أسوأ دول العالم فيما يتعلق بالتحرش بالسيدات في الشوارع. وبددت الأزمات الاقتصادية، التي تعصف بالمجتمعات العربية، أحلام الكثير من الفتيات والفتيان أيضا، فمثلما حرم غلاء المعيشة الذي زاد من حدته ارتفاع بطالة الفتيات من الزواج وقف أيضا حائلا أمام كثير من الذكور لإتمام نصف دينهم، حيث أن كثيرا من الرجال وصلوا بدورهم إلى مرحلة متقدمة من العمر دون أن يتزوجوا، فالعادات في كثير من المجتمعات العربية تلزم الرجل بتأمين كل شيء، من الشقة إلى الأثاث إلى تكاليف الزواج إلى المهر ناهيك عن متطلبات بعض الفتيات وأمهاتهن اللواتي يعتبرن الزواج مناسبة للتباهي، وهو أمر بات شبه مستحيل في ظل تفشي البطالة وانعدام مصادر دخل تضمن للشاب المقبل على الحياة مجرّد التفكير في الزواج؛ لذلك فإن الحديث عن العنوسة في العالم العربي لم يعد يقتصر على الإناث فللذكور نصيب أيضا؛ ففي سوريا كشفت إحصائيات رسمية أن 50% من الشباب السوري أعزب و60% من الفتيات السوريات عازبات، وبلغت نسبة اللواتي تخطين 34 عاما، دون زواج 2. 37%، وفي العراق 85% من العراقيات تجاوزن عمر 35 سنة ولم يتزوجن؛ وفي لبنان، أكدت إحصائية أجرتها وزارة الشئون الاجتماعية والصحة اللبنانية أن نسبة الذكور غير المتزوجين ما بين 25 و30 سنة تبلغ 95. 1% والإناث 83. 2%. وثلث سكان الجزائر عوانس وعزاب، و نسبة العزاب 20% في كلّ من السودان والصومال وفي الأردن 5%؛ فيما تصل نسبة العنوسة إلى 68% في الإمارات، و26% في السعودية وقطر. . ولم تعد العنوسة مجرّد صفة تطلق على قلّة من الفتيات اللواتي فاتهن قطار الزواج، بل تطوّر هذا المظهر الاجتماعي، ليصبح "وباء" بعد أن ارتفعت نسبة العنوسة بصورة مخيفة بسبب الظروف والتغيرات على الشباب من الجنسين، وكغيره من الأمراض الاجتماعية فإن له مضاعفات جانبية تهدد المجتمعات سواء على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي أو حتى على المستوى الأمن والاستقرار. ومن عواقب ظاهرة العنوسة الوخيمة الانحلال الخلقي وانتشار الزواج العرفي، وهذا في حد ذاته مأساة اجتماعية أخرى لا تقل خطورة عن العنوسة؛ وقد أشارت دراسة للدكتورة عزة كريم، أستاذ علم الاجتماع، أجريت بين طلاب الجامعات والمعاهد إلى أنهم بدأوا يقبلون على الزواج العرفي، وتوصلت إلى أرقام مرعبة لأعداد الزواج السري والعرفي في مصر خاصة أن بعضها ذهب إلى وجود حوالي 400 ألف حالة زواج عرفي من بينها تقريبا 255 ألف طالب وطالبة، يمثلون نسبة 17 بالمئة من طلبة الجامعات المصرية، كلهم اختاروا الزواج العرفي، والسبب الرئيسي لأغلب الحالات فقدانهم الأمل في قدرتهم على تحمّل مصاريف الزواج في المستقبل. ومن آثار تأخر الزواج أيضا، على كلا الجنسين انتشار عادات سلبية كالانحراف والزنا وتعدد أنواع الزواج الذي لا يضمن حقوق أي طرف خاصة الزوجة، بالإضافة إلى الأمراض النفسية الناجمة عن الكبت والحاجة البيولوجية. وعلى الصعيد القومي باتت العنوسة أزمة تهدد المجتمع في رأسماله البشري، فتأخر سنّ الزواج يؤثر حتما على خصوبة أبنائه مما سيؤثر بالتالي على تركيبة المجتمع وتطوّره الطبيعي.