زين العابدين بن على.. 23 عامًا من حكم تونس بقبضة أمنية بعد الانقلاب على بورقيبة وقصة خروجه من السلطة بعد القبض على عائلة زوجته فى المطار .. ومحمد فائق: ذهبت إليه للوساطة للإفراج عن
رحل الرئيس التونسى زين العابدين
أخيرا رحل الرئيس التونسى، زين العابدين بن على عن السلطة مضطرا بعد ثورة
شعبية عارمة انطلقت من سوسة مسقط رأسه إلى جميع أنحاء البلاد.
تولى بن على رئاسة تونس فى 7 نوفمبر 1987 بانقلاب أبيض على الرئيس الراحل
الحبيب بورقيبة.. الذى كان مصابا بالشيخوخة والعجز وحكم عائلته " بورقيبة
الابن وزوجته السيدة وسيلة وأطلق بن على هذا الانقلاب " تحول السابع من
نوفمير وكان يحتفل به كل عام ويوزع النشرات والإعلانات المدفوعة على الصحف
المصرية والعربية.
انتخب بن على رئيسا للجمهورية فى انتخابات سنة 1994 و1999، وفى 2002 أجرى
بن على تعديلا دستوريا مكنه من الترشح لفترة رئاسية جديدة فى 2004 وفاز
فيها بـ94.4%، ثم ترشح مجددا فى 2009 لولاية خامسة وفاز بنسبة 89.62% من
أصوات الناخبين.
عرفت الفترة التى تقلد فيها زمام السلطة بتوترات سياسية واقتصادية أبرزها
تصاعد الاتجاه الإسلامى والصراع على السلطة أواخر أيام بورقيبة.
واللافت للنظر كما تقول قناة الجزيرة القطرية ووسائل إعلام عربية وعالمية
أنه تحت رئاسة بن على لتونس، عرفت البلاد نموا اقتصاديا وصنفت تونس مرات
عدة الأولى أفريقيا فى التنافسية الاقتصادية ومعدلات النمو حسب أرقام هيئات
دولية مستقلة.غير أن هذا النجاح الاقتصادى لم يخف انتقادات لنظام بن على
من قبل الهيئات الحقوقية الدولية إزاء انتهاكات لحقوق الإنسان وقمع
المعارضين وفرض رقابة شبه كلية على الإعلام وحرية التعبير.
وقد اتهمت عدة منظمات للدفاع عن حقوق الإنسان والحريات إضافة إلى وسائل
إعلام غربية عديدة بن على بأنه دكتاتور، وقد وضع سنة 1998على قائمة أسوأ
عشرة أعداء لحرية الصحافة بالعالم، وقد ذكر "لليوم السابع" الوزير محمد
فائق رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان سابقا أنه ذهب مع وفد حقوقى عربى
للرئيس السابق بن على للإفراج عن المعارضة التونسية راضية نصراوى فقال له
يا أخ فائق لقد تحدثت عنى راضية وشتمتنى وعائلتى فى بيت صديقتها ولن أفرج
عنها " أما الطاهر بلخوجة أستاذ بن على فى السياسة وزير الداخلية السابق
فأكد لى أن بن على حقق استقرارا بقبضة أمنية، لكنه لم يتعلم من درس الزعيم
بورقيبة.
منذ أواخر عام 2010 وحتى الآن، شهدت تونس أول أزمة بفترة حكمه وصفت بالأخطر
فى تاريخها بعد تصاعد الاحتجاجات والتحركات الشعبية فى كامل تراب
الجمهورية أوقعت عشرات القتلى والجرحى، تنديدا بالبطالة والفساد
والمحسوبية.
تزوج بن على من نعيمة الكافى سنة 1964 وأنجب منها ثلاث بنات هن غزوة زوجة
رجل الأعمال سليم زروق، ودرصاف زوجة رجل الأعمال والإدارى الرياضى الشهير
سليم شيبوب وسيرين زوجة رجل الأعمال مروان مبروك.
سنة 1980 تعرف بن على على ليلى طرابلسى عندما كان وزيرا للداخلية، ليتزوجها
بعد أن طلق زوجته الأولى نعيمة سنة 1988، والغريب أنه قامت قوات الجيش
التونسى بالقبض على عائلتها قبل رحيل زوجها بقليل وتنحيه عن السلطة.
أنجب بن على من ليلى بنتين وولدا. نسرين متزوجة منذ 2004 من رجل الأعمال
محمد صخر الماطرى نجل الضابط منصف الماطرى الذى حكم عليه بالإعدام ثم أعفى
عنه بتهمة التخطيط لاغتيال بورقيبة سنة 1962.
فى 1992 رزق بن على بابنته الثانية من ليلى، حليمة. وفى فبراير 2005 رزق بن على بأول ابن وهو محمد زين العابدين.
ومن أهم المحطات فى حياة الرئيس التونسى السابق زين العابدين بن على من
مواليد 3 سبتمبر 1936 بمدينة حمام سوسة، هو ثانى رئيس للجمهورية التونسية
بعد الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة، وذلك منذ 7 نوفمبر 1987.
وهو خريج المعهد الفنى بسوسة، والتحق بالجيش سنة 1958 ثم واصل تكوينه العسكرى بأحد المعاهد العسكرية فى مدينة سان سير بفرنسا.
تولى بن على عدة مهام، فعمل ضابطا فى أركان الجيش حين تم تأسيس إدارة الأمن العسكرى سنة 1964، ومديرا عاما للأمن الوطنى سنة 1977.
عين سفيرا فى بولندا سنة 1980، وتولى مجددا الإدارة العامة للأمن الوطنى سنة 1984، كما عين وزيرا للأمن الوطنى سنة 1985.
أصبح عضوا فى الديوان السياسى للحزب الاشتراكى الدستورى سنة 1986، وأمينا عاما مساعدا للحزب ثم أمينا عاما للحزب بعد ذلك.
عين وزيرا للداخلية بحكومة رشيد صفر ثم عوضه كوزير أول، مع الاحتفاظ بوزارة الداخلية سنة 1987.