الدولة : عدد المشاركات : 8730 نقاط : 9998 تاريخ التسجيل : 04/06/2010 العمر : 35 الجنس :
موضوع: الحـَـي أبقى من الميـــــتْ الجمعة يناير 21, 2011 1:58 am
الحـَــيّ أبــقـــَــى مـِــِنْ المـّيــتْ
ذهــب إلى القــاعة التى من المـُـفترض أنه سيــقام فيــها حـَـفل زفــاف زميــله....وقف على بابها مـُـتأملاً ...ثــم دخل القـَـاعة فوجد جميــع الحاضرين سـُـعداء فرحيـن فاليـُــوم (( ليـلة العـُــمر)) جلس عـُـلى مقــعد قريبــاً من مدخل القــاعة .. تأمل الحـُـضور .. وجد أصدقـائه جميهم مبتسميـن ينظـُـر كـُـل منهم إلى الآخر .. يتخيــلون من سيكون القــادم ف عشـ الزوجيــة . لم يذهب لــهم فهـُـو لا يتحمــل أن يســمع كــلمـَــات ظاهرها غيــر باطنها.. فهو لا يـًُـريد أن يصبره أحد على ما بلاه الله بـه .. لا يــريد ان يسـمع كلمَــات ساذجة من شخص يعتبر النسـَـاء ســلعة تـُــباع وتـُـشترى. لفــت إنتبــاهه تــلك الاطفـَــال التى تجري وتمَــرحْ رٌبمــا لا تعـَـلم من أجل من يحضر الحاضرون .. ولكنهم يعلمون جيداً أن الجميــع سـُـعداء يتبينون ذلك من ضحكات النســاء وقهقهات الرجـَــالْ.. وصوت المـُـوسيقى الذى يخترق جســدهم النحيـــفْ فيفقدهم السيطرة على أنفســهم فتجدهم يرقصــون ويجرون ويمرحـُـون. نظر إلى سـَـاعته فتذكر حبيبته فدائمــاً ما كـَـانت تسأله أن ينظـُـر إلى سـاعته ليس ليبلغـُـها كم تــكن الســاعة وقتها ولكــن كى يتذكرها.. فهى من أحضرت له تـلك الســاعة ولكنها لم تـُـكن تعلم أنها تمثــل له كـُـل سـاعات عُــمره منذ معرفتها... ثم أخذ وقـتاً طويـلاً ينظر الى السـَـاعة محدقــاً فى عقـَـاربها التى مازلت ثـابتة فى مكـَـانها منذ لحظة الودااااااع. إقتحم صــوت الاطفــال لحظة سرحانه وقطع حــبل أفكـَـاره بصــوت يحمــلْ نبــرات السـعادة بين طياته يزف به الاطـفـَــال بـُـشري قدوم العروووس بعبـارة شهيره يعهدها كـُـل مصــري (( العروسة جت .. العروسة جت )) خــفق قـَـلبه بشــدة حتى كااااد يحس أنه سينفجــرْ مغرقــاً كـُـل من حولــِه بدمـُـه الذى كان يســري فيــه حــباً طاهراً لم تقدره إنســانة ذات قــلب يتســع لأكثــر من حبيب رأي النـاس يهرولون إلى الخَــارج فالجميــعْ يريد ان يرى العرُوسين ..الرجـال يقيمون بدلة العريس والنســاء تقدر كم يبـلغ ثمن فـُـســتان العروسْ. لما يتحــرك من مكـَـانه وظل ناظراً إلى شاشات العرضْ بداخل القـَـاعة... شاهد زميلته لأول مرة فى فستانها الابيضْ كَــام كانت هى تحدثه عن حــلمها فى إرتداء ذلك الفـُـستان وها قد تحققت أمنيتها شاهد زميله فى بدلته الأنيـقة التى يعرف ثمنها جيــداً فهو من إشتراها لــه كهدية... دخل ابرز شخصين فى القـَــاعة (( العريس والعروس)) وأستقبلهم "" الدى جي"" بالموسيقى الهادئة المليئة بالكـَــلام الصـَـامت المـُـعبرْ بدأت أحدااث الحفــلْ وأستعد العروسين لأن يحتضن كـُـل من هما الآخر على أنغـَـام أغنية تذكرهم بقصــة حبهمْ بدأت موسيقى الاغنيــة وبدأت معها ثورته حيت أنه لا يتمـَـالك نفســه وها هى الاغنية التى طالما وعد حبيبته أن يحتضنها على أنغـَــامهــا فهو لما يــعد يتخيــلْ انها ستبقى سَــاكنة فى حضــن غيره على نفســ تلك الانغـَــامْ شاهد العــُـروس تنظر بعينيها إلى عيــنْ عريسها وبعينها الكثير من الكلام المعـُـبر عن فرحتها وفجأه وبدون مقدمـَــات إرتمت فى حضــنه وتلاحمت معه حتى أصبحا كالجسـَـد الواحد يتحرك بمرونة رائعــة على أنغـام موسيقى يهتز لها الوجدان وجدها تردد الاغنيــة بشفتيها (( هُـو دا الى حلمت بيـه .. ضحكته.. نــظرة نظرة)) إرتعش جســده وكادت ان تفــر الدمعة من عينيه ولكنه تمــالك نفســه فى اللحظات الاخـيرة عندما لمحه من بعيـد أحد أصدقائه فهم إليــه مسـُـرعاً وأحتضنه وهمس فى أذنيه قائـلا (( من لم يحـُـبك .. لا يستحق دمعتك)) ثم هدأ قليلاً عما أصـابه ثم أخذ يتأمل الحضــور وأخد ينظر إلى شقيق العريسْ فتذكر.. شقيقه الذى كان يعده أن ليلة زفافه ستكون من أروع الليـالى ولفت إنتباهه أنـاقه فسـتان شقيقة العروسْ فتذكر.. شقيقته التى إدخرت من مرتبها مبـلغاً لتشترى فسـتان تحضر بيه حفل زفافه. وقــع نظره على العروووسْ تلك الفتــاه الرقيقة زمليته التى كـَـان يعتبرها أختاً لـــُـه وكم أسعده أن يراها مرتديه ذلك الفسـتان الابيضْ ... (فهى تذكره بحبيبته) فلقد حلم كثيراً أن يري حبيبته كالملاك وسط أجنحتها البيضـاء شــاهد زميله يقبل عرووسه ولفت إنتباهه أنـاقة تــلك البدلة السـوداء والتى كانت حبيبته أختارتها لـه ليحضـر بها فرحهما.. وعندما تركته قرر أن يأتى بتلك البدلة لأقرب أصدقــائه فى أســعد ليـاليه ليس ذنب زميـله انه يلبس ذلك الرداء الاسود الذى يذكره بذوق حبيبته ولم يكن ذنب زميلته انها ترتدي ذلك الرداء الابيض الذى يذكره بأنوثة حبيبته. فهو لم يكن يريد أن يحضـر ذلك الحفــل لانه كان يرتب أن يحضره مع حبيبته وينظرا معاً للعروسين ويضحكا..ثم ينظرا لبعضهمـا بنظرات مختلسة تحمل كل نظره فى طياتها جمــلة تصــف روعة مشـــــهد العرووسين حينها.... ولكن هذا كان رأيه .. ولكن حبيبته فكـَـان لها رأي أخــرْ....!!! وبعد أن انتهى العروســان من رقصتهما .. لاحظ العريس حال صديقه فنادى عليــه وحاول ان يخفف عـَـنه لأنه أحس بحـُـزنه الشديد ولكنه أخبره بعزمه على المُــغادرة فلم يمنعه العريس من ذلك ثم ذهب ليبــارك للعروس نظرت له فى إشفـاق ثم قـَـالت له (( الحــى أبقى من الميــتْ )) أستغرب ف البداية معنى تلك الجمــلة ولكنه انصـرف بدون تعليق خرج من القـاعة ولم يكن يعرف إلى اين هـُـو ذاهب فلم يريد ان يعود إلى بيته تجنباً لنظرات أمــه التى تصيبه بالحــسـرة. فقرر ان يترك نفســه ويذهب إلى أي مكـــان .. وجد نفسه امام ذلك الكافيــه الذى كان دائمــاً يصطحب حبيبته إليــه حيث كانت حبيبته هى من إقترحت عليــه ذلك المكـَــان ودخل الى الكافيه فإستقبلته النادلة هُــناك... نظر إليها فتذكر حبيبته التى كَــانت دائمــاً ما تصـفها بإبتسـامتها الصفراء المصطنعة .. رحبت النادلة به ثم ذهبــتْ وعندما ذهب ليختـار مقعداً وجد نفســه يختــار نفس المكَــان الذى كان يجلس فيه مع حبيبته ولكنه وجد المكـان مشـغول !! فذهب إلى مقعد أخـر .. بعدما جلس نظر إلى مكـَـان حبيبته وجدها تجلس هنـَـاك بالفــعلْ .. أصابه الذهول وكان على وشك الاصـابة بالجنون عندما وجدها تتحدث مع شخص مــا وتتهامس معه وتوجه إصبعها مشيرة الى النادلة .. واستنتج بالطبع إنها كعادتها تصف ابتســامة النادلة الصفراء وكانت النادلة تشــق طريقها الى مقعده .. وكانت أعين حبيبته وحبيبها الجديد تتبع خطواتها إلى ان وصلت النادلة الى مقعده فوقعت عينيه فى عين حبيبته وكان تأثير الصدمة عليهما هما الاثنين كالصـاعقة..!! وبســرعة أبعد عينيه عنها فوجد النادلة أمامه مبتسمة تلك الابتسـامة المصطنعة وتنتظر طلبـاته.. لم يتردد كثيراً ان يسألها عن تلك الابتسـامة الصـفراء وكادت الدمعة تفر من عينيها عندما ابلغته مــوت حبيبها فى حادث قبل حفل زفافهما بإسبــوع .. ومنذ ذلك الوقت وهى لا تجد طعماً للحيـاه .. وتلك الابتسـامة كانت بتوصية من مدير المكَــان حرصاً على مشـاعر الزبائن.. نظر إلى حبيبته وجدها مازلت تنظر عليه فأبعد عينيه مرة أخرى وسمع النادلة تسأله وماذا عنك .. أين حبيبتك ؟؟ ..!! صمت لحظــة ً .. ثم أدار وجهه الى حبيبته وجدها تبتسـم الى حبيبها الجديد وعندما لمحته قطعت تلك الابتسـَــامة .. لم يهتم وأنزل عينيه من عليها ناظراً إلى النادلة مبتسـماً تلك الابتســَامة المصطنعة قائلا بثــقة : لقد مـَـاتت حبيبتى هى الآخــري ثــم غير مقعده وجلس على آخر بحيث يكون ظهره إلى حبيبته أصيبت النادلة بالذهول .. حيث أنها تظن إنهما يمـُـران بنفس الظروفْ وحـَـاولت ان تغير الموضوع فقــالت .. ولماذا هذه الابتسـامه الصفراء ..!! فنظر لها مبتسـَماً .. فإبتسـمت له على غير عادتهــا !! ثم قـَـالت فى يقين: (( الحـَـي أبقى من الميـــــتْ )) نظــر لها فى ذهـُـول .. فلقد تذكر زميلته ف الحفـل ترتسم على وجهها نفس الابتسـامة عندما قـالت نفس الجـُـملة الآن .. فهم مغزي جملتها فأبرقت عيناه وإبتسـَـمْ وطلبت منه النادلة ان يترحم على حبيبته .. وذهب لكى تحضــر له القهــوة ترحم على حبيبته بإبتسـامة أمــلْ ثم أخرج ورقة وقلم وكتب فيـها (( الحـَــيّ أبــقـــَــى مـِــِنْ المـّيــتْ )) ثم ترك مقعده ونادى على النادلة وأعطاها تلك الورقة وأشـار بسبابته على حبيبته موصيا إياها أن تعطيها تلك الورقــة ثم خرج وعليــه علامات الانتصَــار ليس على حبيبته ولكنه إنتصـار لقلبه الذى إستطــاع ان يفهم ان الحي أبقى من الميـتْ.
تمت بحمدلله ------------------------------------ " نصــيحة" إذا تركك حبيــبك .. فإنه بالنسبـة لقلبك قد مـَات.. حينها حَــاول أن تخفـف جراح قلبك بأن تذكره أن الحي أبــقى من المَــيت فى كُــل الاحـَـوالْ