معاريف رأت أن التحول الديمقراطي في مصر هو مصلحة إسرائيلية (الجزيرة)
|
تناولت الصحف الإسرائيلية الصادرة اليوم آخر تطورات الاحتجاجات في مصر المطالبة برحيل الرئيس
حسني مبارك،
وأبرزت على وجه الخصوص دور جماعة الإخوان المسلمين في هذه الاحتجاجات
والمصلحة الإسرائيلية فيها والبدائل الأميركية في حال زوال مبارك.
فقد أشارت صحيفة هآرتس في مقال بعنوان "يا
إخوان أين أنتم" إلى أنه عندما تشتعل مصر الآن، لا يتصدر الإخوان المسلمون
حركة الاحتجاج، بل تجدهم منشغلين بالصراعات الداخلية وليسوا واثقين من ثقة
الجمهور بهم.
فبين الشعارات -بحسب الصحيفة- التي كُتبت على
صفائح الكرتون على عجل والرسومات على جوانب الدبابات في مصر غاب شعار واحد:
"الإسلام هو الحل".
وتضيف الصحيفة أن الشعار ليس وحده هو الذي
اختفى، بل إن الناطقين البارزين للحركة امتنعوا عن الظهور في التلفزيون
وزعيم الحركة، المرشد العام الدكتور محمد بديع، اكتفى بأقوال عمومية.
أساسها ادعاءاته ضد النظام وفضل أن ينشرها في موقع الحركة على الإنترنت.
وحتى البيان الدراماتيكي لمبارك عن نيته الاعتزال في نهاية فترة ولايته لم
يُخرج الإخوان إلى الشوارع.
وتختتم الصحيفة بالتساؤل عن الخطر الذي يمكن أن
ينجم عندما تسيطر هذه الجماعة على الحكم، ليس في هذه المرحلة من الوضع
السياسي في مصر وليس عندما تكون الحركة لم تبلور بعد مبادئ المشاركة في
الحكم.
وتشير إلى أن نتائج الانتخابات الأخيرة للبرلمان تشهد على
أن الجمهور أيضا غير مستعد لأن يعطيها الكثير من الثقة، فمن أجل ألا تتمكن
الحركة حتى من إدخال مرشح واحد للبرلمان مطلوب أكثر من منظومة تزييف
وتهديدات ناجعة من جانب الحكم، ومطلوب أيضا عدم ثقة من جانب الجمهور.
معاريف
أما
معاريف فقد أشارت في مقال بعنوان "انظروا من يتكلم" إلى أن مزيدا من التحول
الديمقراطي لدولة مثل مصر هو مصلحة إسرائيلية لا تقل عن كونها مصلحة
أميركية.
وقالت الصحيفة إن الرئيس الأميركي باراك أوباما
جاء إلى البيت الأبيض كي يغير أنظمة العالم. وهذا لا يعني أنه ينجح في ذلك
كثيرا، ولكن من الواضح تماما أنه وفقا لمذهبه الفكري الواسع والصحيح جدا،
لا يمكنه أن يؤيد الرئيس حسني مبارك ولا ابنه جمال أيضا.
وتلفت الصحيفة إلى أن ما سمته محبة إسرائيل
ليست هي التي جلبت حسني مبارك إلى علاقاته الطيبة معها، بل المصالح. هكذا
ينبغي أن يكون. استمرار وجود اتفاق السلام بيننا وبين مصر هي مصلحتهم
بالضبط مثلما هي مصلحتنا. وعليه فهناك احتمال كبير في أن كل من يقف على رأس
الأمة المصرية سيواصل الاحتفاظ به. إسقاط حكم مبارك يمكن أن يؤدي إلى
انعطاف إيجابي في الشرق الأوسط، قد يحقق اختراقا مع الفلسطينيين. فمزيد من
التحول الديمقراطي لدولة مثل مصر هو مصلحة إسرائيلية لا تقل عن كونها مصلحة
أميركية.
يديعوت
ورأت صحيفة
يديعوت في مقال حمل عنوان "خيار أوباما.. الطريق الثالث" أن الثورة
الديمقراطية في العالم العربي يصعب عليها أن تكون مؤيدة لأميركا. وهو يرغب
في أن يضمن ألا تكون مناهضة لأميركا.
وأشارت الصحيفة إلى أن الاستخبارات الأميركية
قدرت يوم اندلاع المظاهرات في القاهرة أن "مبارك انتهى". وعليه فقد عرض
قادتها على أوباما ثلاثة بدائل سياسية في ضوء ما وصف بأنه تغيير نظام مؤكد
في دولة أساس للولايات المتحدة في الشرق الأوسط. وكان الخيار الأول هو
السكوت، فالسكوت من ذهب. لكن أوباما ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون رفضاه
رفضا باتا.
والخيار الثاني كان تأييد مبارك حتى النهاية
المريرة. الكثير من الإسرائيليين وغير قليل من الأميركيين واثقون اليوم
أيضا بأن أوباما وكلينتون أخطآ خطأ شديدا حين لم يتخذا هذا الخيار.
الإدارة
في واشنطن، كما يقولون، انكشفت أمام العالم العربي أنها سند متهاوٍ. إدارة
خائنة، تهجر رفاقها الجرحى في ميدان المعركة، ولا يمكن الاعتماد عليها.
وفي رأي هؤلاء المنتقدين كان على أوباما أن يبذل كل جهد مستطاع أو على
الأقل أن يظهر كمن يبذل كل جهد مستطاع كي يحافظ على مبارك في الحكم رغم
تقدير الاستخبارات القاطع الذي لا لبس فيه بأن لا أمل في إبقائه في الحكم.
بعد
بعض التروي النسبي، رفض أوباما هذا البديل أيضا. وقد علل قراره
بالأيديولوجيا والإستراتيجية. أميركا كما أقودها أنا قال لمستشاريه، لن
تؤيد رئيس دولة يتمسك بكرسيه خلافا لإرادة الشعب، بعد أن وجدت هذه الإرادة
تعبيرها بهذا القدر البارز. أميركا بقيادتي لن تؤيد رئيس دولة يزور
الانتخابات ويستعد لنقل الحكم من نفسه إلى ابنه. بمسؤوليتي أن أقول له: يا
صديقي، انتهى طريقك، انصرف.
يتبقى
إذن على الطاولة الخيار الثالث فقط: الدور النشط للولايات المتحدة في
تغيير النظام في القاهرة. هذا الدور أعمق بكثير مما يبدو من الخارج. وهو
يتسلل سواء إلى داخل المداولات الداخلية للقيادة المصرية المدنية والعسكرية
أو إلى الشارع، إلى تنظيم المظاهرات. فأوباما يعرف أن الثورة الديمقراطية
في العالم العربي يصعب عليها أن تكون مؤيدة لأميركا. وهو يرغب في أن يضمن
ألا تكون مناهضة لأميركا. فكلما اتخذت أميركا صورة القوة التي تحرك التغيير
ولا تنجر وراءه رغم أنفها، ازداد نفوذها (كما يعتقد أوباما) على بلورة
النظام الجديد في مصر.
إسرائيل اليوم
وفي
افتتاحيتها "تنحية مبارك: العجلة من الشيطان" كتبت صحيفة إسرائيل اليوم
تقول إنه إذا أراد العالم أن يمنع ما حصل في أماكن أخرى في العالم، والتي
أدت فيها مظاهرات كبرى إلى نظام سلطوي آخر ولكن ليس لأي شيء يشبه
الديمقراطية، لا يمكنه أن يكتفي بإطلاق الشعارات في مؤتمر في ميونيخ.
وأشارت الصحيفة إلى أنه من الصعب ألا يتضامن
المرء مع الشباب الذين يملؤون ميدان التحرير ويدعون إلى الحرية وحقوق
الإنسان. كما أن الرغبة في تغيير النظام الحالي، وعدم انتظار شيء، ليس أمرا
غير مفهوم. تخوفهم هو أنه إذا لم يستغلوا الزخم وإذا ما مر الوقت بين
أحداث الميدان وبين الموعد الموعود بالتغيير –فسيذوب التغيير. توجد في هذه
اللحظة فرصة تنبع من الشجاعة العامة التي لا تتكرر كثيرا من الجماهير
المصرية، ولا يعرف أحد متى ستكون الجماهير مستعدة، وهي التي كانت على مدى
ستين سنة هادئة وساكنة ومعانية، كي تخرج مرة أخرى إلى الميادين.
غير أن هناك فارقا كبيرا بين الهتافات في
الميدان وبين تحقق الديمقراطية. كيف ستولد الديمقراطية المصرية؟ لا توجد في
مصر حركة ديمقراطية جارفة أقامت من داخلها زعامة ومستعدة أن تأخذ على
عاتقها الحكم مثل حركة "التضامن" بقيادة ليخ فالنسا في بولندا أو المجلس
القومي الأفريقي في جنوب أفريقيا. ليس للمصريين قيادة منفية، بنت نفسها على
مدى السنين وقادرة على أن تصل اليوم لتصبح عنصرا مركزيا في نظام ديمقراطي،
مثلما حصل في تشيلي، في إسبانيا وفي أماكن أخرى في العالم. الزمن الذي بقي
حتى انتخابات سبتمبر/ أيلول، التي وعد الرئيس مبارك بألا ينافس فيها، وألا
ينافس فيها ابنه أيضا، هي فترة قصيرة، ولكن ضرورية، لإقامة منظومات
سياسية، لبلورة القوى، لاختيار مرشحين ولحملة انتخابات حقيقية.
هذه فترة تحتاجها مصر الحرة حقا حاجة ماسّة،
وهي يمكنها أن توجد عندما يواصل مبارك رئاسته، إلى جانب جهة دولية متفق
عليها تضمن سلامة السياقات الديمقراطية.
هآرتس
أما
هآرتس فأشارت في مقال بعنوان "عندنا هذا لن يحصل" إلى أنه عندما تحدثت
العناوين الرئيسة في الصحف في كل العالم بحماسة عن مئات الآلاف من
المصريين، ومعظمهم شباب، يتظاهرون ليل نهار في ميدان التحرير لصالح إصلاحات
ديمقراطية، ظهر في هوامش الصحف في إسرائيل نبأ صغير. وجاء في النبأ أنه في
استطلاع جديد أُجري في أوساط الجمهور اليهودي في إسرائيل، فإن 52% من
المستطلعة آراؤهم وافقوا على تقييد حرية التعبير بقدر ما تمس التقارير في
الصحافة بصورة إسرائيل.