الدولة : عدد المشاركات : 619 نقاط : 894 تاريخ التسجيل : 05/02/2011 العمر : 31 الجنس :
موضوع: اللوان الحب الثلاثاء فبراير 08, 2011 2:32 pm
اذا جلست في حجرتك ورحت تتلقت يمينا وشمالا فوجدت المقاعد متناثرا والصور معلقه وكتابا مفتوحا واظافرك طويلة وsمعت صوتا علي الباب الخارجي ثم لم يحرك هذا كله ساكنا فيك ولم تجد لهذا كله اي معني ولا ايه دلالة .. قلا الصور لها معني ولا الكتاب ولا الطرق علي الباب واستوي عندك ان توجد هذه الاشياء او لا توجد وان تبقي او لا تبقي . وقلت لنفسك : هذه الاشياء لا معني لها وفي لحظة واحدة تتذكر ان الساعة التي في يدك هدية من صديق عزيز وان الكتاب المفتوح امامك لمؤلف انت تحبه وان السرير الذي تنام علية يجب ان تسوية بنفسك والا اضطرت امك المريضة الي ان تسويه وفي ذلك ارهاق لها واهمال منك وان النافذة التي تطل علي البيت المجاور لا داعي لفتحها لان بنت الجيران قد سافرت وستعود بعد اسبوع .
الا تري ان الاشياء حولك قد اصبح لها معني واصبح لها دلالة واصبح لها صوت ولها حديث وكلام خافت وكلام صارخ وانها لم تعد اشياء بل اصبحت اشياء ومعاني فهذه تمد يدها تصافحك وتلك تبعث في نفسك البهجة ان الحجرة قد امتلات بالاصوات والحركات والذكريات ... واذا انت تصفحت وجوه زملاءك وجيرانك واصدقاءك وابيك وامك واخوتك وخادمك ثم رحت تتذكر اسماءهم ووجوههم وتقول هذا يعيش في شارع كذا وذالك في حي كذا و خادمك في حارة كذا وهذا ابيض وهذا اسود وهذا في الاربعين وذلك في العشرين .. مريض وفقير .. وغبي وطيب ثم لم تزد علي ذلك شيئا واستوي عندك ان يكون لهم وجود والا يكون . وان كل ما يربطك بهم انك تجدهم في اماكن تتردد عليها وحسب فابوك و امك في البيت والخادم كذلك وزملاؤك في المكتب واصدقاؤك في المقهي و جيرانك في النوافذ ثم وجدت انه لا يسرك ان تلقاهم ولا يحزنك ان تفارقهم وانهم جميعا علي مسافة واحدة من قلبك وراسك وانهم موجودون هناك بعيدا عنك فلا محل لهم في عقل ولا مكان لهم في قلب ...فلا اسف علي الفراق ولا فرحة باللقاء ..
ولكن عندما تجد ان بعض هولاء قريب من قلبك او من عقلك وليس سبب ذلك مصلحة او منفعة وانك تفرح اذا رايته وتفكر فية اذا تركتة وتتشاجر معه ويظل صديقك كما لو كنتما توامين , التصقت راساهما واتصل جسماهما فهذه صداقة او هذه العلاقة محبه وليست مصلحة او منفعة وهذه العلاقة ليست مجرد تبادل الصلة وانما هي وشيجة او هي قرابة ... وكثيرا ما تحولت الصله الي علاقة والهلاقة الي وشيجة وكثيرا ما حدث العكس .. وكان الشعراء القدامي يبكون الديار والاحجار وبقايا الرمال فكل شيء صوت وحديث .
اضطرت سيدة الي ان تبيع خاتمها الذهبي "خاتم الخطوبة " فذهبت الي احد المحال لبيعه ووقفت حزينة شاردة امام صاحب المحل وراح يقول لها :هل تطلب سيدتي خدمة ؟! . لكنها لم تتكلم ويعود ويقول لها : تحت امرك ياسيدتي لقد رايت مثل هذه المشاهد .. كثيرات اضطررن الي بيع هذه الخواتم ان الرجال خونة يا سيدتي ... كلهم مجرمون ؟! وتغضب السيدة وتقول له : اخرس ايها الحيوان !! فيرد عليها الرجل ببرود انني ياسيدتي كالطبيب كثيرا ما يسمع المرضي يسبونه ويضربونه وهو يعلم انهم لا يعنون ما يقولون .. انه المرض .. انها الحاجة .. انها الضرورة ضرورتي كتاجر وضرورتك انت ايضا ! وفي حركة عصبية تنزع السيدة خاتمها وتلقي به اليه .. وهي تبكي وتتاوه وتقول : انني انزع حياة كاملة .. انزع روح زوجي مرة اخري ... لقد مات . فيقول الرجل : لقد مات .. اذن هو خاتم من ياسيدتي ؟! فتقول له : اسكت .. ان ابني مريض وفي حاجة الي علاج سريع .
فالخاتم عند التاجر لايعدو كونه قطعة من الذهب توزن بالدرهم ... انة شــيء ... اما عند السيدة فهو ذكري وهو حياة وهو ايام سعيدة وهو فال حسن و الشيء هو هو انه شيء واحد .. ينظر اليه التاجر علي انه مجرد دراهم اما هي تنظر اليه علي انه حــــب و قلـــــب و دم و حلــــــــــــم و حياة