الدولة : عدد المشاركات : 8730 نقاط : 9998 تاريخ التسجيل : 04/06/2010 العمر : 35 الجنس :
موضوع: صــــمـــــت !!! الإثنين مارس 28, 2011 4:35 am
مازال الحديث طريح الفراش منذ البارحة سهرنا في صمت أنا وبعض الهدايا البالية !! ليست الهدايا هي البالية فقط في حياتي الأفكار تبلى وتموت عندي ! ربما لأن قانون "حظر التفكير" يملأ شارعنا منذ قرن,, أو ربما لأن إطعام الأفكار أمر مريب وأخشى أن تقتل لاحقاً أو تموت كما ماتت أشياء أخرى ,,
أنا ...!! أنا من هزم بالرعب مسيرة دقائق , أعلنوا بعد أن تجمعوا بأن خروجي خيراً للكل كان يظنون أني أملك من الشجاعة ما يدفعني للوقوف , انتظروا بخوف , وهو ذاته ما أخرني فالوقوف أصبح حمل لا يقوى جسمي عليه سلمت نفسي لهم قدمت لهم يداي فوضعوا فيها أصفاد الحياة , لأكون عبرة لغيري ... وها أنا أعيش في صمت رغماً عني !!
أتأمل في عقارب الساعة ولا أجد لنفسي دقيقة تمر دون أن أتذكر أشيائي التي ماتت ولا أفكر أبداً لما ماتت ربما كان الكلام أحدها فقد سهرنا على صمت يصرخ فيه التمني بضجر من كتم العناء !
أتمنى مرة أن أخرج بالذي حشى عقولنا بأن البحر مكان جيد لرمي الهموم , أظنه لم يلاحظ أن الموج يعيد كل ما يرمى عليه حتى امتلأت المواني بأكوام البؤس التي تنتظرك لتلتصق بروحك متى ما اقتربت منها فتعود ساحباً روحك بيدك راجياً من الأرض أن تأخذ ما على روحك من عناء غيرك وهذا لن يحدث / يكون .
دائماً ما يؤسفني الحديث عن نفسي عن الرميم الذي مازال يكتب أفكار ماتت منذ زمن لاسيما أن الحديث يطول وأن المستمع غير موجود . ما الفائدة من الكلام إن كان لن يسمع , ربما لهذا مات الحديث أمس فقد سهرنا أنا والهدايا في صمت رهيب جداً ,, كنت أتأملها طويلاً ,, أعرف أنها مشاعر لم تفتح بعد
ربما كان حقدي على الأغنياء هو السبب الذي يدفعني لعدم فتح الهدايا ولماذا أكتب لنفسي عناء فتحها وما بها قطعاً لا يستحق !! أكبر كاذب في التاريخ هو ذاته الذي أخبرنا بأن الهدايا ليست بقيمتها !! ربما له قناعته الحمقاء هو , ولكنه عممها علينا لأسباب تافهة أنا أريد أن أراه حتى أهديه بعض أحذيتي العتيقة لأعبر له عن امتناني للأيام وأحاول أن أعبر له عن صدق كلماته فقد أعطيته شيء عاش معي طويلاً أشك بأن هذا الرجل هو ذات الرجل الذي أقنعنا مسبقاً بأن الحياة جميلة ولكننا نحتاج لفهمها ! ولأسباب لا تحضرني لم أفهمها إلى الآن , فينعتوني بالمتشائم ولهذا السبب قيدوني بالحياة رغماً عني !! فظللت فيها متأملاً لكل شيء حتى أصابني الضجر منها ,, وهو ما يقتلني دائماً على كل حال !!
أخبروني بما تستعظمون !! مابال الظل يزداد طولاً كلما اقتربنا من الضوء هل يريد القول بأن الأسوأ سيكون أطول كلما اعتقدت الاقتراب من الخلاص !! مابال الدموع التي نرفع أعلامها كلما بقينا في صمت ترفع أعلامها أيضاً عند السعداء ,, هل تريد القول أننا لا نجيد استخدام الأشياء !! أم مابالنا نعيش لنسحق من غيرنا وما بالنا نموت ولا يشعر فينا أحد ما بالنا نضيق حتى تكسر أضلاعنا ثم نتحدث فلا نجيد الكلام ما بالنا نقرأ مشاعرنا وقد كتبت من غيرنا ...
ثم بعد هذا ضجرنا الكلام فصمتنا لنبحث عن "الهدوء" فأصبحنا مزعجين أكثر مما سبق ,, وياليتنا علمنا من قبل أن الصمت لا يعني الهدوء ..!
والآن ,, سنظل نفكر حتى تغرب الحياة "أين السعادة" وننسى أن أهم مقومات البؤس هو التفكير في السعادة !! ليس كلاماً من وحي الخيال أنما هو كلام لوحي الشيطان أقرب وإنما يتبع الشيطان أولياؤه ,, ولذات السبب كنا نتأمل بعضنا في صمت أنا وبعض الهدايا البالية .