الدولة : عدد المشاركات : 73740 نقاط : 111480 تاريخ التسجيل : 30/01/2010 العمر : 36 الجنس :
موضوع: شباب الثورة وقبلة الحياة السبت أبريل 02, 2011 3:40 am
شباب الثورة وقبلة الحياة
بقلم د. ليلى عبدالوهاب
٢/ ٤/ ٢٠١١
لقد كنت من أكثر السعداء والفرحين والمتحمسين لثورة ٢٥ يناير ليس فقط لأننى تعرضت لأشكال وألوان من الظلم والاضطهاد والتنكيل والتشهير لحد الاغتيال المعنوى ومحاولة الاغتيال الجسدى من النظام البائد، بل لأن شباب مصر قد خيبوا ظننا وأثبتوا أنهم قادرون بمنتهى الوعى والمسؤولية على تحريك ملايين الشعب المصرى نحو تغيير نظام مستبد جائر ظل قابعاً جاثماً على قلب الوطن لأكثر من ثلاثين عاماً.ما لبث الشعب المصرى أن يتنفس الصعداء بسقوط بعض وليس كل رموز النظام الفاسد، حتى بدأت تطل علينا رؤوس الفساد (اللابدة فى الذرة) فى مختلف مؤسسات الدولة، وعلى رأسها المؤسسات الإعلامية والأمنية.لم تكتف هذه المؤسسات طيلة ثلاثين عاماً ببث سمومها وأكاذيبها فى عقول وقلوب أبناء الوطن، بل أخذ المنتفعون والفاسدون من بقايا النظام البائد فى تنظيم أنفسهم فى مختلف المواقع للانقضاض على ثورة ٢٥ يناير المجيدة وما أنجزته حتى الآن، لكن هيهات أن ينجحوا.إن ما أزعجنى ويزعجنى جداً وجعلنى أقرر أن أكتب هذا المقال، هو ما ألاحظه من محاولة تغييب الشباب عن المشهد الإعلامى والعودة من جديد للتركيز على النخبة السياسية التقليدية، خاصة الدينية منها، تلك التى ساهمت بوعى أو بغير وعى فى تكريس أوضاع ما قبل الثورة مما أحدث بلبلة فى وسط المصريين عبرت عن نفسها بجلاء فى نتيجة استفتاء ١٩ مارس.والسؤال الذى يطرح نفسه: لماذا هذا التغييب الواضح لشباب الثورة واستبدال رموز بهم لم تكن لها وجود فى الإعلام من قبل بهذه الكثافة، وأقصد بالتحديد رموز الإخوان المسلمين وبعض قادة التيار السلفى والجهادى؟!إن الاجابة عن هذا التساؤل تستدعى منا التوقف بالتحليل لما اصطلح على تسميته بـ«الثورة المضادة» والتى أفضل تسميتها بـ«القوى المضادة للثورة»، تلك التى وصفها السيد الدكتور عصام شرف، رئيس وزراء الثورة بأنها منظمة وممنهجة. هنا يجب تحديد القوى المضادة للثورة لكى نستطيع تحليل مخططاتها فى الانقضاض على الثورة ومكتسباتها. ببساطة شديدة، فإن كل من كان متعاونا مع الرئيس السابق ونظامه من رجال أعمال وسياسيين وإعلاميين وأكاديميين ونقابيين وأجهزة أمنية موجهة ومنتفعة من بحور الفساد الذى كدنا نغرق فيها ــ وعلى رأسهم جهاز أمن الدولة المنحل ــ معظم هؤلاء يعملون معاً وهم طلقاء لضرب ثورة الشعب المصرى وضياع حلمه فى التغيير للأفضل.أما عن باقى القوى المضادة للثورة من إعلاميين وسياسيين ورجال أعمال وأكاديميين ونقابيين، فكما تعلمنا فى علوم السياسة والاجتماع أن الثورات لابد من حماية نفسها بتطهير مؤسساتها من القوى الحليفة للنظم السابقة عليها، وهذا ما لم يحدث حتى الآن.وهنا أوجه نداءً ورجاءً إلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة بجيشه العظيم الذى التف حوله الشعب المصرى منذ اللحظة الأولى والذى احتضن الثورة وتعهد بتلبية مطالبها المشروعة ــ بأن يبادر بتطهير المؤسسات الحيوية للدولة من جميع من ساهموا فى إفساد وتخريب الحياة الاجتماعية الاقتصادية والسياسية للبلاد. بقيت كلمة أخيرة أوجهها للشعب المصرى الأصيل، الشعب الواعى الذى خرج بالملايين ليحقق المعجزة التى أبهرت العالم: ألا يضيع ما أنجزه بالانقياد وراء الشائعات المغرضة، أياً كان من يرددها، وأن يفكر فى كل ما يسمعه ويراه، وهو بوعيه وحسه الوطنى قادر على التمييز بين ما هو مغرض وما هو فى صالح الوطن، وأن يعود للالتفاف حول أبنائه من شباب الثورة ولا يتركهم فى مهب الريح.