الدولة : عدد المشاركات : 73740 نقاط : 111480 تاريخ التسجيل : 30/01/2010 العمر : 36 الجنس :
موضوع: لسه الأغانى ممكنة السبت أبريل 02, 2011 3:48 am
لسه الأغانى ممكنة
بقلم محمد أمين
٢/ ٤/ ٢٠١١
لم يفقد أى منا إحساسه بالتفاؤل والأمل.. لا محمد منير ولا أنا.. كنت أشعر بالأمل، وأنتظر لحظة سقوط الديكتاتور.. وكان «الملك» يحث الناس على الثورة.. ثم يغنى «على صوتك بالغنا».. وكنت أقول لسه الأمانى ممكنة.. كنت كلما سمعت صوته الثائر عبر التليفون.. يتجدد عندى الأمل.. فلم يهدأ محمد منير لحظة.. دائما كان غاضباً ثائراً.. يندد بالفساد، ويندد بالديكتاتورية، ويرفض القهر.. لأن منير الفنان، لم يختلف عن منير الإنسان.. وهكذا كان صديقى الجميل يغنى للوطن!يوم جمعة الخلاص، أو جمعة التحرير، كان «منير» أول من يقول، مبروك وهو يبكى.. ويقول أخيراً مفيش مبارك.. أخيراً انتصرنا.. مفيش فاروق حسنى، مفيش أنس الفقى، مفيش فتحى سرور، مفيش صفوت الشريف.. قلت له أيوه يا منير.. مصر رجعت تانى لينا.. واحنا اليوم فى عيد.. كان «منير» يستعد قبل الثورة بأغنيته «إزاى».. ومنعوها ثم نجحت الثورة، وأصبحت الأغنية الأولى، على جميع الفضائيات.. كان يحلم وكان ينتظر الفرج.. حتى تحقق الحلم، وقامت الثورة!لا يعرف الكثيرون أن منير، كان قد أجرى جراحة دقيقة منعته، من حضور احتفالات الثورة.. والغناء لشباب الثورة، فى ميدان التحرير.. عرفت وأنا هناك، أن الملايين تنتظر قدومه فى المساء.. وأحببت أن أشرح لهم أنه لا يستطيع.. وطلبت الفنان الجميل.. وأعطيت الهاتف لجمهوره ومحبيه.. اعتذر لأنه لا يستطيع.. وكأنه كان يطبطب، على كتف جماهير الثورة.. الجماهير التى أحبته.. وصدقته.. وصدقت أغانيه فى حب الوطن!الطريف أن الفنان الكبير، حين نجحت الثورة، لم يذكر رؤوس النظام بسوء.. مثل الذين قالوا إن مبارك كان يضطهدهم.. وأن سوزان مبارك حبستهم بسبب الغيرة.. لم يقل شيئاً من هذا، وإنما قال: لا أريد المزايدة الآن، ولن أكون طرفاً فى سوق الكلام، وسيأتى الوقت المناسب، للكشف عن كل الذى تعرضت له، لكن تقديراً لظروف الوطن سألتزم الصمت.. وسأنشر كل الحقائق مستقبلاً، أما الآن فعلينا أن نفرح بالثورة ونستأنف الإنتاج بقوة.. هذا هو الفنان المسؤول.. وهذا هو الثائر الحق!ربما جاء الوقت، الذى نرد فيه الجميل لفنان صادق.. أحب مصر إلى حد العشق.. يتابع كل صغيرة وكبيرة، فى حياتنا السياسية، دون أن يدعى.. يقرأ بنهم شديد.. يحلل ولا أحسن محلل سياسى.. يصدمنا ويدهشنا بمواقفه وأغانيه.. وأظن أن محمد منير، يعرف أيضاً مكانته عند جمهوره.. ويعرف أن أغنية «إزاى» قد أصبحت نشيداً للثورة.. كما قال الزميل محسن محمود، فى حواره القيم بـ«المصرى اليوم» المنشور أمس.. وأظن أن الحوار قد كشف عن معدن محمد منير.. فهو يتكلم حين لا يجرؤ كثيرون على الكلام.. ويصمت حين يدعى كل من هب ودب، البطولات هنا أو هناك!يعرف «منير» أنه فنان الشعب.. يغنى له ويغنى بأمره.. ولا يغنى بأمر السلطان.. يبقى الشعب ويذهب السلطان.. ولذلك لم يصدق الذين غنوا للسلطان، أنه قد ذهب، فذهبت عقولهم معه.. أما هو فقد كان موقفه ثابتاً لا يتزحزح.. فلم يتحول مع المتحولين، ولم ينقلب مع المنقلبين.. وربما يكون من المناسب، أن أختم هذه السطور بما قاله، فى حوار محسن محمود: كنت منتظراً الثورة والتغيير، لكن لم يكن لدى أمل، أن أعيش هذا اليوم، ومنذ يوم ٢٥ يناير، وأنا أعيش فرحة الذهول، وذهول الفرحة!