شهد استاد القاهرة أحداثاً مأساوية أثناء مباراة الزمالك والأفريقى التونسى نتيجة التراخى الأمنى، وعدم توافر قوات كافية لتأمين الفريقين وطاقم التحكيم والجمهور أو لمنع الشغب.. «المصرى اليوم» رصدت الأحداث من خلال ١٠ مشاهد مأساوية.
المشهد الأول: كان مشهداً بديعاً فى مداخل ومدرجات استاد القاهرة قبل وأثناء مباراة الزمالك والأفريقى التونسى، لكنك تتساءل: ما هذه «السلاسة والتساهل الأمنى».. أعداد قليلة من الشرطة تتواجد على المداخل.. لا «تفتيش ولا رقابة» ولا سؤال ولا حديث عن مفرقعات وشماريخ وزجاجات معدنية، الشرطة اكتفت بـ«تنظيم المرور» وتوجيه المواطنين إلى بوابات الدخول.. بينما كان يتولى بعض المدنيين وأمن نادى الزمالك التأكد من أن كل من يدخل يحمل تذكرة.
المشهد الثانى: سيارات الأمن المركزى تنتشر أمام البوابات، وبداخلها أعداد من المجندين الذين يشعرون بأنهم فى راحة أو إجازة، وليس فى مهمة تأمين أول مباراة تقام على أرض الاستاد بعد الثورة، وسط مدرجات الاستاد لا تجد أياً من رجال الأمن، وزارة الداخلية المتمثلة فى مديرية أمن القاهرة، اكتفت بمجموعة من المجندين، الذين يرتدون الملابس الرياضية ويجلسون فى الصفوف الأمامية، لكن ضعفهم الشديد وعدم استعدادهم لمواجهة أى أعمال شغب كانا يظهران عليهم بوضوح.
المشهد الثالث: مع بداية المباراة كانت الشماريخ «تنذر» بـ«مشهد كارثى»، ٦ مجندين فقط تابعين للدفاع المدنى، تولوا منع أى وصول للشماريخ إلى أرض الملعب، باستخدام طفايات الحريق و«جردل رمل».. لم يصعد أى من الضباط المسؤولين عن التأمين للقبض على الخارجين عن القانون، أو لمنع إشعال الشماريخ مرة أخرى.
المشهد الرابع: بعد نصف الساعة الأولى من المباراة، ظهر ٣ من ضباط الأمن المركزى وبصحبتهم أحد قيادات مديرية أمن القاهرة طافوا أرض الملعب وهم يتشاورون فى أمر ما، وكانت أنظارهم معلقة تجاه «الدرجة الثالثة اليمين»، التى كان يسيطر عليها مشجعو «الوايت نايتس ــ الألتراس» وبعد دقائق خرجوا عبر أحد الممرات إلى خارج الملعب، ولم يظهروا إلا بعد اندلاع أحداث الشغب.
المشهد الخامس: التحول جاء فى الدقيقة ٩٣ من عمر المباراة. كانت هناك دقيقتان قبل انطلاق صافرة النهاية للحكم الجزائرى محمد بشارى، الذى ألغى هدفاً بداعى التسلل ولم يعترض أحد لصحة القرار، وسبق ذلك سقوط لـ«أبوكونيه»، مهاجم الزمالك، ومطالبات بركلة جزاء.
المشهد السادس: فوجئ الجميع بشاب عارى الجسد، يرتدى «بنتاكور» ويهرول داخل الملعب، وتبعته أعداد أخرى إلى ملعب استاد القاهرة وبدأت بعدها رحلات «الكر والفر» هذا يطارد لاعبى الفريق الضيف، ويسقطه أرضاً ليبدأ الضرب والركل واللعن وتمزيق الملابس.
المشهد السابع: مشجعون يضربون المحترف التشادى بقطعة خشبية، وآخر يهرول خلف رجل شرطة.. ورجل شرطة يمسك خشبة ويطارد بها الجمهور فى الملعب، وهو يردد «إرجع يالا.. ارجع.. امسك ده» ليتم القبض على البعض منهم فى ممرات أسفل المدرجات واختلطت الأمور ببعض لاعبى الزمالك يقفون للدفاع عن لاعبى «الأفريقى» دون فائدة.. الجمهور الغاضب يحاول ضرب «أبوكونيه» ويتجه إلى لاعبى الفريق الضيف، وينهال عليهم ضرباً بالأرجل والأيدى والقطع الخشبية.
المشهد الثامن: الأيادى تمتد إلى اللوحات الإعلانية ومقاعد البدلاء والمرمى والشباك والرايات الركنية، وتنتهى بـ«التحطيم المباشر»، بينما تحولت الأخشاب الموجودة فى اللوحات الإعلانية إلى أدوات ضرب فى يد «الغاضبين» فى مواجهة لاعبى الفريقين وحكم المباراة، فيما هبط بعض الجمهور إلى أرضية الملعب لالتقاط صور لنفسه وسط تلك الأحداث الدرامية.
المشهد التاسع: مشجعون حاولوا حماية اللاعبين والحكم، وكونوا حولهم دوائر لمنع الاختراق.. الضرب امتد إلى الجالسين فى مقاعدهم.. فألقى عليهم «الجمهور الغاضب» بزجاجات فارغة وأخشاب مع «وصلة شتائم».. لاعبو الفريق الضيف حاولوا الهرب.. فوجدوا الأبواب إلى غرف خلع الملابس مغلقة، وقفزوا على سور حديدى ليدخلوا إلى ممر يقودهم إلى الغرف وهم يرتعشون، والبعض منهم خرج من الملعب عارياً يستعطف من حوله ولسان حاله يقول: «إحنا آسفين.. إحنا آسفين.. بس طلعونا من الملعب.. إحنا إخوانكم».
المشهد العاشر: قوات الجيش تنزل إلى أرض الملعب.. ليهرول المئات من الجمهور إلى المدرجات، ومنها إلى البوابات الخارجية، ويخرج الضيوف وطاقم التحكيم فى حراسة الجيش، فى مشهد لم يكن فيه الأمن كافياً لمواجهة الجمهور الغاضب، ولا مقاومته، الأعداد القليلة من قوات الشرطة والتراخى فى المواجهة جعلا الأمر «مستحيلاً».
سألنا لواء شرطة على أرض الملعب ماذا حدث؟ رد بهدوء: «مش هى دى الحرية اللى عايزينها»، وتابع: «كان لابد أن تكون هناك لجان تفتيش شعبية».