الدولة : عدد المشاركات : 37456 نقاط : 41938 تاريخ التسجيل : 21/01/2010 العمر : 36 الجنس :
موضوع: لا تخسر إنسان غالي بلحضة ودع الكبرياء الخميس أبريل 07, 2011 6:12 pm
منـذُ أيامـ كنت أستمـع لـ حروفٍ مميـزه تغنّـى بهـا الصـوت الجريح واستغربـت سرّ تعلقي بهــا ..!
( بسيطـة بـكرا تتذكّر وتعرف قيمـة إحساسي وتبجي دمـ ما ينلمـ من كثـرة .. تتحسر على العشـرة عدد شعرك بعد ماروح )
لمـاذا لا نعرف قيمـة من حولنـا إلا عند رحيلهـم عنّـا ..!! نشعـر أنه سبب تعاستنـا وأن وجوده حولنـا بلا قيمـة فـ نسترخصـه !بكـل بساطـة نطلق كلمـة ( لا نريدك ) أو ( إرحـل ) !
لحظـة طيش وتسرّع نخسـر إنسان كالـ ملاك .. أحبّنـا دون أي مصلحـة وأخلص لنا بصدق ..
بعـد رحيله نُـدرك ان وجوده بقربنـا يعني ( الحياة ) .. نُـدرك بأنه حينمـا سقطنـا بأعمق حفـرة كـانت يده اليـد الوحيدة اللتي مُدّت لنـا ! كان يشاطرنـا أحزاننـا قبل فرحنـا .. ودموعنـا قبل إبتسامتنـا !! ويبدأ شريط الذكريـات يروي لنـا أبرز مواقفه وبطولاته ..!
ويسترسـل الشاعر قـولـة :
( وأغـادر عالمـك مهزوز .. بليّـا روح .. بقايـا روح )
صـورة يصعب ترجمتهــا ! إهتزاز الشخص نفسيًـا وعاطفيـًـا وجسديًـا لـ درجة أنه يبقى بلا روح !
يبقـى وحده مركون في زاويـة مظلمـه لـ يضمّـد جراح الزمـن ويدفـع ثمـن صدقـه .. إخلاصه .. وفاءه ..!
ويستكمـل الشـاعر قولــه :
( وتتغيّـر على قلبـي .. تلعـب بي كنّـي لأكبر ذنوبـك )
هـا قد وصلنـا لمرحلـة التغيّـر !بكل سهولـة يتركـه كأنه رداء قديمـ يبدلّـه ! أيـن الحب .. ؟ أين العطـاء .. ؟ أين التضحيـه ..؟
لمـ أقصـد بهذا المـوضوع أن أبيّـن جمـال الأغنيـه .. بل قصدت شيئًا آخر .. ربمّـا عرفه البعض والبعض الآخر لا ..!
لمـاذا لا نشعر بقيمـة من حولنــا ..؟! بلحظـة غضب وطيْــش نكون السبب بقتل روح ..!!لمـاذا لا نشعر بقيمـة الشيء إلا حينمـا نفقده ..!!
فـ هذا يدخّـن وعندمـا يصـاب بالسرطـان يقول ( ياليـت ) وهذا يسرق اللقمـة من فمـ اليتيمـ وعندمـا تقطـّع أياديه أو يدخل بـ محاسبة النفس يقول ( حسافـة ) وهذا يفتخـر بأخطـاءه ويزنـي وعندمـا يصاب بالإيدز يقول ( ياحسرتي )
وإلى جانب كل ذلك .. نرى صديقـة تركت صديقتهـا لسبب تافـه وكبرياءهـا منعهـا من قول كلمـة ( أسف ) وهذا باع أباه وشرّد أخوتـه لـ سبب مادي او غيره ! وأبناء رمـوّ بـ آباءهم في دار المسنين فقـط كيف يتخلصو من المسؤوليـه ويستمتعو بالحريـه وبالحياة بلا قيود !
ولكـن عندمـا يقـرأ الصحيفـه أو ترن سماعـة الهاتـف أو حتى بالصدفـه يسمـع خبـر ( وفـاة ) ذلـكـ الشخص .. هنا يصحـو من غفلتـه ويظلّ الندمـ وتأنيب الضمير يلاحقـانه ! يدركـ بأنه كمـ كان أناني .. قاسي .. وظالمـ ..!!
إذا كانت الفرصه مازالت سانحـة فـ لندع الكبرياء جانبًـا وتعترف باخطاءنـا ونفتخـر بقول كلمـة ( آسف ) إن كان يجب قولهــا !
فـ لاندري غـدًا ماذا سـ يحدث .. ومتى سنكون نحن او هم تحت التراب !!