الدولة : عدد المشاركات : 4905 نقاط : 6672 تاريخ التسجيل : 29/10/2009 العمر : 32 الجنس :
موضوع: دمعه علي عمر مضي السبت يناير 09, 2010 3:44 pm
لمحت تلك الدمعات في عين تتلألأ بالاحزان وقلب مليء بالاهات فحزنها ليس كاى حزن والمها ليس كاى الم
اعرفها جيدا هى من النوع الصبور الذى لا يشتكى
اعرفها جيدا هى زوجة صالحة وام صابرة
اعرفها جيدا هى اخت للجميع وقريبة للقلوب
فسالتها ما بك ؟
فقالت والاسى والحزن والعبرات تسيطر على صوتها
هى حكاية الصدق والوفاء , هى حكاية العمر الذى ضاع
واليكم هذه القصة التى هى من واقع الحياة
وقد استأذنت أصحابها في عرضها كي نتخذ منها العبرة والعظة
في زمن تاهت فيه المشاعر والقيم والأخلاق
في زمن اصبح فيه العطاء سذاجة والطيبة هبل والرحمة والشفقة مرادفات لا تفهم ولا وجود لها
في زمن تاهت فيه القيم والأخلاق ونبل المشاعر
في زمن ضاعت فيه حتى تعاليم الدين وضاع معها معاني السمو الروحي والاخوة في الله ونجدة الملهوف وإغاثة المنكوب ومساندة المحتاج والتيسير على المعسر
التقيا
[ معذرة ... يمكن للأعضاء فقط أن يشاهدوا الروابط ]
التقى الموسر مع أخيه المعسر واتفقا ألا يفترقا واتفقا أن يتقاسما الضحكة والدمعة واللقمة والمعاناة
وبالطبع كان دائما الموسر هو من يمد يد العون لصديقه في جميع الأحوال ماديا ومعنويا واجتماعيا
وطالت بهما السنون ظنا من الصديق الصدوق الذي عاش طيلة حياته يؤمن بالفروسية في الأخلاق ويؤمن بوجود الصداقة المخلصة والصديق الصدوق الذي إذا احتجته وجدته قبل أن يرتد إليك طرفك
طالت بهما السنون والزمن يسير على وتيرة واحدة الطرف الأول معط والطرف الثاني اخذ بلا حدود إلى درجة أن الصديق الموسر كان يقسم دخل بيته بينه وبين صديقه الوحيد
[ معذرة ... يمكن للأعضاء فقط أن يشاهدوا الروابط ]
يالها من مشاعر نبيلة نفتقدها في زمن الوحوش والوجوه المزيفة
يالها من حياة صادقة يعيشها الصديق الصدوق مع صديقه وقد اقتسما فيها طريق المعاناة
[ معذرة ... يمكن للأعضاء فقط أن يشاهدوا الروابط ]
ولكن هل ممكن أن تدوم هذه الصداقة على ما هي عليه من ود واحترام واخوة في الله ؟
هل نظن للحظة أن الصديقين قد يفترقان مهما كانت الظروف ؟
ولو افترقا ما السبب القوى الذي يكون وراء تلك القاصمة ؟
وهل تكون قاصمة على كل من الصديقين أم تكون على طرف دون الآخر ؟
ودارت الأيام دورتها ومرت السنون وإذ بالوضع ينقلب رأسا على عقب
فالصديق الذي كان متيسرا ماديا دارت الدائرة عليه وخسر جل ماله من اجل ديون أنفقها على صديقه كي ينقذه من شرك السجون التي كانت تنتظره
ولكنه فوض أمره لله وقال أنها لله ولن يضيعني أنا وزوجتي وأبنائي
ورغم ذلك ظلا صديقين رغم فقرهما فتقاسما جوعهما ومرارة حرمانهما معا لفترة من الزمن كان فيها أحدهما سببا في فقر صاحبه
وبعد فترة من السنين وبفضل الله وحمده وكرمه ومنه
بدأت تلوح للصديق المعسر من بعيد بوادر الانفراجة المادية
ولكن للأسف فرح بالمال وأنفقه على بيته ونفسه ونسى صديق عمره ودينه المادي والمعنوي
يا للأسف نسي أن يرد المال لأصحابه وان يرد جميل الصنع لصديقه الذي كان يحرم نفسه من نصف قوته ليعطيه لصديقه
يا للأسف الآن الصديق الصدوق مهدد بشيكات أعسر في سداد قيمتها لأنه لم يجد من يمد له يد العون لا من قريب ولا من بعيد
يا للأسف الصديق الصدوق لم يجد حتى صاحبه الوحيد يرد له ماله الذي أعطاه إياه منذ عشرات السنين
لأنه للأسف لم يأخذ عليه ورقة تضمن له حقه !!!
رحماك يا ربي هل أصبحت القيم والأخلاق الحسنة ونبل المشاعر لا تساوى في حين أن قطعة من الورق تكون القيمة الحقيقية لترجمة المشاعر
في زمن تاهت فيه المشاعر والقيم والأخلاق
[ معذرة ... يمكن للأعضاء فقط أن يشاهدوا الروابط ]
لم تسقط الدموع على المال ولكنها سقطت على العمر الذى ضاع في خداع