دبلوماسية «مصر الثورة» تحقق نجاحات كبيرة فى ملفات متعددة وخبراء: الصورة الجديدة دليل فشل وعجز نظام مبارك
كتب سارة نور الدين ومحمد السنهورى وهيثم الشرقاوى ٤/ ٥/ ٢٠١١
نجحت الدبلوماسية المصرية بعد ثورة ٢٥ يناير، وفى توقيت قياسى، فى تحقيق نجاحات ملموسة، غيرت صورة الدور الخارجى للقاهرة التى اهتزت بشدة فى عصر الرئيس السابق حسنى مبارك. واللافت أن هذه النجاحات امتدت إلى ملفات متعددة شهدت تراجعا مصرياً حاداً وأزمات كبرى خلال السنوات الماضية، بدءاً من ملف المصالحة الفلسطينية والعلاقة مع حركة المقاومة الإسلامية «حماس»، انتهاء بملف حوض النيل، مروراً بالشد والجذب المستمرين مع إيران وقطر.
على الصعيد الفلسطينى نجحت القاهرة فى توقيع مصالحة تاريخية بين حركتى «فتح» و«حماس» تنهى ٥ سنوات من الانقسام، وأعلنت عن قرب فتح معبر رفح بشكل دائم، مؤكدة أنه لا إلزام دول على مصر للمشاركة فى حصار غزة. وفى توقيت متزامن اتجهت الدبلوماسية المصرية نحو أفريقيا، خاصة دول حوض النيل لتصلح ما أفسده نظام مبارك من إهمال لهذه العلاقات، وعدم الانتباه إلا بعد توقيع هذه الدول على اتفاقية منفردة لإعادة تقسيم مياه النيل، وأسفرت التحركات المصرية سريعا عن إعلان إثيوبيا عدم التصديق على الاتفاقية إلى حين انتخاب برلمان ورئيس جديدين فى مصر، وهو ما يفتح الباب لاتخاذ خطوات مماثلة من باقى دول الحوض.
أما عربياً، فقد أسفرت الجولة الخليجية لرئيس الوزراء، عن طمأنة المستثمرين هناك بتحسن الأوضاع فى مصر، وأن ثورة ٢٥ يناير هى ثورة مصرية خالصة وليست لـ«التصدير» إلى الخارج. وأعلنت العديد من الدول الخليجية عن نيتها زيادة استثماراتها فى مصر، وجاء أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثانى إلى القاهرة، أمس، فى زيارة تحمل الكثير من الدلالات بعد توتر متقطع مع النظام السابق، فيما يتوجه رئيس الوزراء إلى الإمارات الأحد المقبل، وهى الزيارة التى كانت مقررة ضمن الجولة الخليجية السابقة، وثار حولها الكثير من الجدل بعدما تردد عن خشية إماراتية من أن يكون التقارب المصرى الإيرانى على حساب دول الخليج. لكن تأكيد الدبلوماسية المصرية، أن عروبة الخليج «خط أحمر» للقاهرة وتوضيحها أن فتحها صفحة جديدة مع دول العالم بما فيها إيران لن يكون على حساب الأمن القومى العربى - بعث برسائل اطمئنان إضافية لدول مجلس التعاون.
وأرجع الدكتور عمرو الشوبكى، الخبير السياسى بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، قدرة الدبلوماسية المصرية على إنجاز العديد من الملفات فى الفترة الماضية، إلى نجاح ثورة ٢٥ يناير، معتبراً أنها منحت مصر فاعلية ومصداقية.
وقال «الشوبكى» إن الصورة الجديدة التى خلقتها الثورة لوجه مصر، رغم مشاكل المرحلة الانتقالية المتمثلة فى عدم انتخاب برلمان أو رئيس، دليل على «فشل وعجز النظام السابق»، واصفاً مصر فى ظل نظام الرئيس السابق، بأنها «كانت محبوسة». وأضاف أن الثورة فتحت أفقاً جديدة للسياسة الخارجية المصرية.
من جانبه، وصف الدكتور عمرو هاشم ربيع، المحلل السياسى، ما حققته الخارجية المصرية فى فترات وجيزة بــ«وثبات كبيرة ناجحة بشكل يفوق التصور».
ورجح «ربيع» أن يكون سبب هذا النجاح، وجود توجه خارجى مستقل عما سماه «تبعية مزرية لأمريكا وإسرائيل»، حيث كان النظام السابق يهدف من وراء ذلك إلى تمرير ملف التوريث، وكبت الحريات فى الداخل - على حد قوله.
وقال عبدالرؤوف الريدى، سفير مصر الأسبق لدى واشنطن، إن الدبلوماسية المصرية حققت انتصارات متتالية بعد الثورة، وأشار إلى أن هناك تطويراً نوعياً وملحوظاً فى السياسة الخارجية لمصر حققته هذه الدبلوماسية منذ سقوط النظام السابق.
وأضاف الريدى أن ملفى «مياه النيل» و«المصالحة الفلسطينية» على رأس هذه الانتصارات، مؤكداً أن تحقيق الدبلوماسية المصرية لها كسرت عوائق كبيرة كانت موجودة فى عدد من القضايا، موضحاً أن هذه الانتصارات جاءت لعمل نوع من التوازن فى مواقف الدولة المصرية وعلاقاتها الدولية.
وأكد أن هذا التطور الذى أحدثته الدبلوماسية المتبعة بعد ثورة يناير، أدى إلى وضع مصالح مصر ومكانتها فى المسار الصحيح.
وقال الدكتور محمد مجاهد الزيات، رئيس المركز القومى لدراسات الشرق الأوسط، إن الدبلوماسية الشعبية لعبت دوراً فى تقليل التوتر وتلطيف الأجواء وترطيبها مع دول حوض النيل، وأشار إلى ضرورة عودة الثقة بين الشعبين الإثيوبى والمصرى مرة أخرى، و«هذا لن يتم إلا من خلال عودة القوة الناعمة لمصر، وفتح الجامعات المصرية لاستقبال طلاب دول حوض النيل».
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]