الدولة : عدد المشاركات : 73740 نقاط : 111480 تاريخ التسجيل : 30/01/2010 العمر : 36 الجنس :
موضوع: ال العرب حين ارتاد الفضاء أول إنسان منذ 50 سنة ™ الخميس مايو 05, 2011 9:27 am
حال العرب حين ارتاد الفضاء أول إنسان منذ 50 سنة
في عام 1961 شارك المنتخب السعودي لكرة القدم، وكان عمره عامان من التأسيس، في الدورة الرياضية العربية الثالثة بالدار البيضاء، وخاض مباراتين ضد نظيريه المغربي والمصري وخرج مثقلا بكارثتين: مع الأول خسر 13 مقابل هدف واحد، ومع المصري 13 مقابل لا شيء.
غاغارين حاز عشرات الألقاب
لم تكن النتيجتان في ذلك العام أكثر ما أثار استغراب العرب، ولا حتى الأوساط الرياضية الأجنبية أيضا، لأن خاطف كل أضواء 1961 كان هدفا لم يسجل مثله ولا قبله أي إنسان آخر في أي يوم بالتاريخ، وصاحبه لم يكن لاعب كرة قدم، إنما ابن فلاح روسي عمره 27 سنة، واسمه يوري غاغارين، الملقب بعشرات الألقاب، وأهمها كريستوفر كولومبوس الفضاء الكوني.
غاغارين كان طيارا شابا حملته كبسولة اسمها "فوستوك" إلى مدار حول الأرض في 12 أبريل/نيسان ذلك العام كأول إنسان ارتاد الفضاء، بل أول من رأى كوكبنا مستديرا بلون أزرق يغشاه ويهيمن عليه، وأول من رأى المنطقة العربية من خارج الأرض حين طواها ودار حولها دورة واحدة على ارتفاع 250 كيلومترا وبوقت لم يتجاوز 108 دقائق، وبعدها عاد- كما كولومبوس بعد اكتشافه في 1492 القارة الأميركية- مغمورا بالأمجاد ومدشنا عصر اكتشاف الفضاء الذي قد لا ينتهي إلا مع نهاية الكون نفسه.
في ذلك العام، وفي فصل الربيع بشكل خاص، كانت المنطقة العربية سوداء وبيضاء بأفلامها المصرية وأجهزتها التلفزيونية التي يقدرون بأن عددها لم يكن يزيد على 15 ألف جهاز في جميع الدول العربية، لذلك كانت هادئة ومستكينة وتنعم برومانسية، ولو مرفقة بهيجان قومي عربي "من المحيط الهادر، إلى الخليج الثائر" وفق ما كان يصرخ المذيع المصري، أحمد سعيد، من إذاعة "صوت العرب" من القاهرة كل يوم. في ذلك اليوم غطى على صراخ أحمد سعيد صوت محركات نفاثة هدرت من صاروخ سوفياتي عملاق حمل غاغارين وهو وحيد داخل الكبسولة إلى مدار خارج الكوكب الذي نعيش منه وعليه، وما إن وصل إلى نقطة الجاذبية صفر حتى صرخ وهو داخل الكبسولة السالكة بسرعة 27 ألفا و400 كيلومتر في الساعة وقال: "إنها كروية.. إنني أرى الأرض. إنها زرقاء، وأنا على ما يرام".
بن لادن كان بعمر ماجدة الرومي
الكبسولة فوستوك بعد هبوطها على الأرض
في ذلك العام كانت جميع الدول العربية واعدة ذلك الزمان، وتوتراتها قليلة، وفيها بعض الديمقراطيات، ولم يكن فيها سلفيون ولا متشددون كما هي اليوم، وبن لادن نفسه كان طفلا يحبو في الرياض وبالكاد كان عمره 4 سنوات، وبعمره كانت طفلة لبنانية تعيش قرب بيروت واسمها ماجدة الرومي، وأكبر منها بعامين كانت في مصر طفلة تلعب مع أبناء الجيران واسمها سيفين نسيم، المعروفة الآن باسم الممثلة يسرا. أما عادل إمام فكان عمره 21 سنة، ويحلم بأن يصبح ولو كومبارس في فيلم خفيف. في ذلك الوقت بالذات اختاروا غاغارين على عجل من بين 6 مرشحين حين علمت مخابرات الاتحاد السوفياتي أن الولايات المتحدة انتهت من كافة التحضيرات وقررت إرسال أول رائد إلى الفضاء في 20 أبريل/نيسان 1961، فأسرعوا ووضعوه في كبسولة حملها من مطار بايكونور صاروخ وزنه 5 أطنان في الساعة 9 و7 دقائق بتوقيت موسكو، وبعد القيام بدورة واحدة حول الأرض عادت الكبسولة إلى الأرض قبل دقيقة واحدة مما كان مقررا سابقا.
وحدث أن خللا بجهاز الفرملة أدى إلى هبوط "فوستوك" في مكان بعيد عما حددوه لها سلفا، لذلك لم يكن أحد باستقبال الرائد الأول حين هبط قرب نهر الفولغا في جرود ريفية بقازاخستان التي كانت جزءا من الاتحاد السوفياتي، فأسرعت إليه فلاحة ومعها ابنتها وهما مذعورتان من رؤيتهما رجلا داخل كرة معدنية ضخمة ببزة برتقالية، وعلى رأسه قبعة بيضاء وهبطت به كبسولته 7 كيلومترات بالمظلة، وهي حامية يتصاعد منها دخان، فخرج عبر كوّتها ونزع عنه قبعته وقال: "لا تخافا، أنا سوفياتي مثلكم، وجئت من الفضاء.. هل عندكم تلفون"؟
ولم تصدقه الأم ولا ابنتها بالطبع، كما ما زالت قلة من أحياء اليوم لا تصدق وتشكك بحقيقة عليها ألف دليل ودليل بأن الإنسان ارتاد الفضاء وهبط على القمر ووصلت مركباته إلى جميع كواكب المجموعة الشمسية أو مدارات قربها، بل خطط لإرسال رواد للمريخ بعد 20 سنة على الأكثر. أما الذين صدقوا فزعم بعضهم أن الرائد الأول قال: "لم أر الله وأنا في الفضاء" فإذا بالتسجيل الكامل لرحلته يؤكد قوله وهو وحيد داخل الكبسولة: "كل ما أراه رائع وجميل.. لا بد أن يكون هناك خالق لهذا كله" هكذا قال حرفيا، وحاسبوه عليها حين عاد إلى عاصمة الإلحاد في موسكو، بحسب ما يكتبون.