الدولة : عدد المشاركات : 49757 نقاط : 58030 تاريخ التسجيل : 24/12/2009 العمر : 31 الجنس :
موضوع: صحابية تشتكي إلى الله السبت يوليو 30, 2011 9:55 am
الله , تشتكي , صحابية , إلى
الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين والصلاة و السّلام على رسولنا محمد وعلى آله و أصحابه أجمعين [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
قصة من قصص القران اهتزت لها السموات العلا هذه القصة تحمل في طياتها من العبر والدلالات ما يجعل المرأة المسلمة ترفع رأسها عاليا بفخر واعتزاز لاهتمام الإسلام بها هذه القصة لسيدة من سيدات المسلمين هذه السيدة دخلت الإسلام من أوسع أبوابه وأضاء الإيمان جوانحها وصقل نفسها حتى غدت لا ترى شيئا إلا من منظار الإسلام هذه السيدة هي صحابية من الأنصار مثال الزوجة الوفية للعشير محافظة على قيم أسرتها وركائزها إنها خَوْلَةَ بِنْتِ ثَعْلَبَةَ الأنصارية الخزرجية والملقبة بالمجادلة وَزَوْجِها أَوْسِ بْنِ الصَّامِتِ رضي الله عنهما
وقصتها أن زوجها كان شيخاً كبيراً قد ساء خلقه فدخل علي يوماً فراجعته بشيء فغضب فقال أنت عليّ كظهر أمي شبهها بأمه وإذا شبه الإنسان زوجته بأمه يريد التحريم فقد حرمت عليه زوجته
ولكن بعدما هدأت أعصابه وسكن فؤاده أراد أن يجامعها فقالت له لا يا أوس لا تقربني حتى أسال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنها حدود الله ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه
انظروا إلى هذه المرأة التي كان مبدأها في الحياة لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ها هو أوس بن الصامت زوجها وأحب الناس إليها يطلب حقه منها كزوجة فتقسم أن لا تمكنه من نفسها حتى تستشير معلمها رسول الله صلى الله عليه وسلم وتسأله في هذه القضية لأن الظهار في الجاهلية كان يعني الطلاق ولا تدري هل أقر الإسلام ما كان ساريا في الجاهلية أم للإسلام حكم آخر
فذهبت إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام وعرضت أمرها بأسلوب يعجز اللسان عن التعبير عنه فقالت يا رسول الله إن أوسًا تزوجني وأنا شابة مرغوب في فَلَمَّا كَبِرْتُ وَمَاتَ أَهْلِي ظَاهَر مِنِّي جعلني عليه كأمه يارسول الله وإنَّ لي مِنْهُ صِبْيَةً صِغَارًا إنْ ضَمَمْتُهُمْ إلَيْهِ ضَاعُوا وَإنْ ضَمَمْتُهُمْ إليَّ جَاعُوا
فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم يا خولة مَا أرَاكِ إلاَّ وَقَدْ حَرُمْتِ عَلَيْهِ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ لاَ تَفْعَلْ فَإنِّي وَحِيدَةٌ لَيْسَ لِي أَهْلٌ سِوَاهُ وراحت تناقش المصطفى صلى الله عليه وسلم الحديث وتراجعه القول وتجادله والنبي صلى الله عليه وسلم يقول لهاياخولة مَاأرَاكِ إلاَّ وَقَدْ حَرُمْتِ عَلَيْهِ فراحت تقول اللَّهُمَّ إَلَيْكَ أَشْكُو حَالِي وانفرادي وَفَقْرِي إلَيْهِ
ماذا حدث بعد توجهت إلى الله وإذا بالأمين جبريل عليه السلام يرفرف بأجنحة الرحمة على الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم بقرآن يتلى إلى يوم القيامة واسمع إلى ما قاله ربنا جل جلاله قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا خولة أبشري قالت خيرًا قال فقرأ عليها قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا
هذه الآية من سورة المجادلة وهذه السورة لم تخل آية من آياتها من لفظ الجلالة وهو الله وإنما ذكر الله في كل آية من آياتها لأن هذه الحادثة تتعلق بأقدس قضية وبأقوى مسالة وهي الحياة الزوجية فعندما أوشك البيت أن ينهدم ضجت السموات العلا
قالت خولة قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم مُريه فليعتق رقبة قالت فقلت يا رسول الله ما عنده ما يعتق قال فليصم شهرين متتابعين قالت والله إنه شيخ كبير ما به من صيام قال فليطعم ستين مسكينًا وسقًا من تَمر قالت يا رسول الله ما ذاك عنده فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنا سنعينه بعَرَقٍ من تمر قالت يا رسول الله وأنا سأعينه بعَرَقٍ آخر قال فقد أصبت وأحسَنْت فاذهبي فتصدقي به عنه ثم استوصي بابن عمك خيرًا قالت ففعلت
هى خولة بنت ثعلبة التي أنزل الله تعالى فيها قرانا يتلى وشرع من اجلها جانب هام من جوانب الشريعة الإسلامية التي رفعت من شان المرأة المسلمة وحافظت على كرامتها ابد الدهر
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] هي التي في ذات يوم مرت بعمر بن الخطاب رضي الله عنه أيام خلافته وكان خارجا من المنزل فاستوقفته طويلا ووعظته قائلة له يا عمر كنت تدعى عمير ثم قيل لك عمر ثم قيل لك يا أمير المؤمنين فاتّق الله يا عمر فإن من أيقن بالموت خاف الفوت ومن أيقن بالحساب خاف العذاب وعمر رضي الله عنه واقف يسمع كلامها بهدوء فقيل له يا أمير المؤمنين أتقف لهذه العجوز هذا الوقوف كله [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] فقال عمر والله لو حبستني من أول النهار إلى آخره لا زلت استمع لها إلا للصلاة المكتوبة ثم سألهم أتدرون من هذه العجوز قالوا لا قال رضي الله عنه هي التي قد سمع الله قولها من فوق سبع سماوات أفيسمع رب العالمين قولها ولا يسمعه عمر رضي الله عنه وأرضاه [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] أسأل الله أن يردنا إلى الحق وأن يأخذ بنواصينا إلى العدل وأن يوفقنا لما فيه رضاه