الدولة : عدد المشاركات : 1242 نقاط : 1573 تاريخ التسجيل : 26/10/2009 العمر : 32 الجنس :
موضوع: ܓܨسنين خلت من قبل... ܓܨبــدمــيــ،، الخميس يناير 21, 2010 7:37 pm
أكثر ما يحزن القلب .. هو ... وداع المغادرين فجأة !!
سنين خلت من قبل ...
قبل أربعة سنوات وفي إحدى الصباحات الماطرة . أتوجه لكفتيريا الجامعة لأخذ قصد من الراحة.
هذه صفاء زميلتي بالجامعة تناديني من بعيد , لنحتسي قهوة الصباح كالعادة ولكن مهلا من معها هذه المرة ؟
ملاك بري طفولي الملامح إنها ابنة عمها أسفار ..
وقفت لدقائق صامتا لا أتفوه بكلمه واحده وكان مكروها حصل لي !!
وجه ملائكي كالقمر , براءة بلا حدود , أنها أسفار هي ما كنت ابحث عنه . تقدمت بخطوات مرتجفة نحوها وقلت ( أسفار أنت لي وأنا لك , أنت من ابحث عنه ) احمرت وجنتاها من الخجل قلوبنا تدق كعقارب ساعة . صفاء وقفت مندهشة الجميع أيضا كان مندهش .
أحسست بإبرة الممرضة وهي تأخذ عينه من دمي وأنا ملقى في إحدى غرف مستشفى المدينة الطبية .
لكن لم اشعر بالألم لان أسفار كانت قد أتت لي بكوب من الماء .
أسفار كانت تأتي إلى الجامعة برفقة ابنة عمها صفاء كانت ذكيه وشقية حكيمة كالأفعى وديعة كالحمام ,
كانت صغيرة هذا العام هو المرحلة الثانوية بالنسبة لها .
لم اعرف الحب ولم أتذوق حلاوته ومرارته إلا مع أسفار !
ليس حب طبيعي بل يصل أحياننا حتى الجنون . أكملت المرحلة الثانوية وبمعدل عالي جدا 96/100 آه كم كنت واثق من ذكائها وأنها سوف ترفع راسي إلى الأعلى . كانت طفوليه بريئة لا تحب الطب لان قلبها البري لن يقدر على مشاهدة أي عمليات جراحيه . اتجهت للهندسة ومرت السنة الأولى وقد كانت الأولى على الدفعة بتقدير ممتاز .
رأيت الدكتور لا يزال يشرح لامي مدى صعوبة حالتي وما الذي حصل معي لانهار عصبيا ونفسيا لهذه الدرجة !
غير أنني رأيت ابتسامة أسفار الطفوليه وهي تداعب خصال شعري لتقويني .
عام كامل بكل لحظه ودقيقه عشناها مع بعضنا البعض . كم احبك يا أسفار .
العم سامي والجدة شهناز وأمك العصبية صباح وابنة عمك الوفية صفاء هولاء أصبحوا عائلتي لأنهم عائلتك واهلك يا أسفار .
تخرجت من الجامعة وأنهت أسفار سنتها الثانية في الجامعة كم كنت على أحر من الجمر لكي تنهي دراستها الجامعية لأتقدم لخطبتها حسب الاتفاق . اعد الأيام بالدقائق واللحظات أصبحت لا اقدر على الحياة بدون أسفار . حتى أدق تفاصيل حياتي أصبحت ملكا لأسفار .
لازلت اذكر ذلك اليوم الماطر حين مشيت بالخفاء خلفها وهي في طريق عودتها من الجامعة حين قام احد الصبية بمغازلتها وحين قامت بخلع حذائها وضربه فيه ليهرب الصبي ولتعجب الجميع من هذه الفتاه المخلصة الرائعة !
مر العام الثالث وأصبح مسمى الحب قليلا على العلاقة التي تجمعني بأسفار . أصبحنا روحان بجسد واحد لا يستطيع احدنا العيش من دون الآخر .
كنا اتفقنا في العطلة الصيفية أن نتدرب على قيادة السيارة وهي كانت متحمسة جدا للموضوع كنت أنا وهي كل يوم نأخذ حصة تدريبيه .
لا ادري لم ترك الدكتور الغرفة بعد أن همس بأذن الممرضة كلمات لم اسمعها . ولكني رأيت أسفار تخفي علبة السجائر من عندي وتضحك بابتسامه خجولة وتضع يديها على خصال شعري .
في صباح 15 أيلول من العام الفائت كنت في العمل .لم استيقظ باكرا غريب الأمر لم تتصل بي أسفار لتوقضني كالعادة ! رن جرس هاتفي , الو أنت فلان ؟ نعم . أسفار كانت مع صفاء تقود السيارة باتجاه الجامعة حصل معهم حادث سير صفاء خرجت من المستشفى ولكن أسفار للان بالعناية المركزة في حالة غيبوبة .
يا الله ماذا اسمع الو الو . لا اعلم هل هو حلم ام ماذا .؟ لا اذكر الا انني كنت ارفع وجهي محدقا بالسماء دون كلام !
سمعت صرير عجلات نقالت المرضى وهي تأخذني إلى الغرفة 241 ولا أشم إلا رائحة التبغ التي تذكرني بالموت .
أسبوعان وأنا وأسفار في المستشفى هي في العناية المركزة وأنا في غرفة 241 إلى أن كانت مشيئة الله ...
في صباح إحدى الأيام كانت الصاعقة . ماتت أسفار . نعم ماتت وتركتني وحيدا ماتت وتركت كل شي خلفها من ذكريات ...!
تبدأ سيول من الأفكار تدور في راسي امسك هاتفي النقال انظر إلى كل الأسماء التي تحمل ذكريات وأحلام وصور , ياربي الهاتف مغلق !
اخرج للشارع منهزما مكسورا باكيا أنادي على أسفار وأنادي على الله ليكلمني .
دقات قلبي تتسارع بحثا عن هواء فكان السماء فارغة من الهواء .!
امشي وامشي وامشي وكان المحيط حولي فارغ لم يحويني !
وتدخيني المتلاحق كالمجنون لم يعد يشفي غليلي .!
ادخل منزل أسفار ياربي انه العم سامي يرتدي ربطة عنق سوداء اللون ,
الجدة شهناز تنهار باكيه . صفاء تنادي علي !
آه يا ربي لو أنني أحاول الاعتراف بشي الآن لاعترفت بأنني .
اعترف بأنني اعشق التدخين حتى الموت ....
اعترف بأنني اعشق قهوتي حتى الجنون ....
اعترف بان حياتي لم يعد لها داعي بعد أسفار ....
لكن كل هذا غير مهم المهم الآن ماذا سأفعل أنا غير مصدق يا الله ما فعلت بأسفار .
هل سأعيش من دون أسفار ؟ ولمن أعيش ؟ هل هذا عدل الهي يا الله ؟ هل حقا أسفار ماتت ؟
أسفار لماذا اخترت البعد وتر كتيني وحيدا ؟؟ لماذا حكمت علي بالإعدام بعد طول المحاكمة ؟؟
لماذا قررت الرحيل فجاه يا أسفار ؟؟ وهل هكذا هي التجارب يا الله ؟؟
اعلم أن تساولاتي ليس لها أجابه !
أسفاري :
اكتب إليك كلماتي هذه بحروف مدادها الدمع والدم ....
أسفاري :
وجداني وكل أحاسيسي تناجكي وتعلن عدم الانصياع لي في كل اللحظات التي أكون فيها وحيدا
" وما أكثرها"
أسفاري :
أبدا أبدا ... لا يمكننا أن نجزم بإمكانية إصلاح الإناء المكسور ....