الدولة : عدد المشاركات : 15764 نقاط : 30066 تاريخ التسجيل : 26/10/2009 العمر : 35 الجنس :
موضوع: * برج الميزان * الجمعة يناير 22, 2010 4:49 am
الصفات العامة لبرج الميزان
إذا كان الميزان مرادفا للاتزان فهل يعني ذلك أن مواليد برج الميزان هم حتما من أصحاب هذه الصفة العظيمة ؟ قبل الإجابة على هذا السؤال علينا أن نتخيل ميزانا عاديا يقوم بوظيفته التقليدية . ماذا يحدث له بالضبط ؟ ترتفع إحدى كفتيه قليلا ثم تهبط لترتفع الكفة الأخرى , و تهبط هذه بدورها لتعود الأولى إلى الارتفاع من جديد , بعدئذ تتوازى الكفتان و تتعادلان و يصبح الميزان في وضعه المثالي الذي يجسد الدقة أو التعادل أو التوازن , لا فرق . مواليد برج الميزان يسيرون بدورهم على النظام ذات اليمين و ذات اليسار , تصعد و تهبط ثم تستقر على وضع ثابت فيه كل معاني الدقة و الاتزان و ما شابهها .
يُقال عن هؤلاء الأشخاص أنهم رسل السلام و وسطاء الخير و المحبة بين أبناء البشر . إن طيبة عنصرهم , و استعدادهم للتأمل و البحث , و قربهم إلى القلوب , و حبهم للناس ( على الرغم من كراهيتهم الشديدة لكل حشد أو جمع غفير ) , كل ذلك كفيل بجعلهم أجدر من سواهم بتقريب وجهات النظر و توحيد الكلمة و الصف و استخلاص المحبة و الخير من بذور الشر و النزاع . غير أن نفسهم تنطوي على العديد من التناقضات . فهم ساذجون و أذكياء بإفراط في آن واحد . قلقون من جهة و متمهلون في اتخاذ كل رأي أو قرار من جهة أخرى . إذا انطلقوا في الحديث بات إسكاتهم صعبا , و إذا أصغوا فعلوا ذلك بكل جوارحهم . و مع ذلك لا تعود تلك الطباع المحيرة تباغت أحدا متى أخذ الشبه بينهم و بين الميزان في عين الاعتبار .
يفتقر رجال مواليد هذا البرج إلى الخشونة المعهودة في أبناء جنسهم , و النساء يفضلن ألبسة الرجال على أثوابهن التقليدية على الرغم من الأنوثة الشديدة التي يتمتعن بها .
لا أحد ينكر أن هدف مواليد برج الميزان الاعتدال في كل الميادين . و مع ذلك نجدهم يتبدلون من حال إلى حال بالطريقة نفسها التي يتبدل بها مواليد الجوزاء المعروفين بازدواجيتهم . لكن الفرق بين الطرفين هو أن مواليد برج الميزان يعرفون سلفا ما يريدون و يتعمدون التبديل بغية استعادة توازنهم الطبيعي , بينما مواليد برج الجوزاء يفقدون عادة السيطرة على أنفسهم فينقلب مزاجهم انقلابا تاما و خارجا عن إرادتهم . و بهذه المناسبة نقول أن المزاج في برج الميزان خليط عجيب من الطيبة و النعومة و الدماثة و الجدل و العناد و المنطق و التردد و عدم التراجع . يثير الجدل مثلا بسبب أبسط الأمور و القضايا , و يستعمل المنطق و الحجة من أجل المعارضة لا غير . ولا يتخذ القرارات إلا بعد الدرس و التمحيص و استعراض جميع الاحتمالات الممكنة و غيرها . لهذا السبب يقال أن مولود برج الميزان أكثر ما ينجح في ميدان التخطيط الاستراتيجي للحروب مع أنه يكره إراقة الدماء إلى أقصى حد , فإذا اضطر إلى النزول بجيشه إلى القتال عمل ما في وسعه للخروج بأقل عدد ممكن من الضحايا . ينجح هذا الإنسان أيضا كوسيط بين الأشخاص و الفرقاء و ذلك لتمكنه العجيب من تهدئة الخواطر و لقدرته على استعراض جميع وجهات النظر بروح العدالة و الموضوعية .
مولود برج الميزان مفطور على التردد و التمهل و يكره بالتالي أي استعجال يفرضه عليه الآخرون . في هذه الحالة يصبح عنيدا مشاكسا إلى درجة لا تطاق . لكن إذا ترك لشأنه قضى الساعات و الأيام في التأمل و البحث و من ثم توصل إلى نقطة اللارجوع عن أي قرار يطلع به . قد يظن البعض أن في ذلك المزاج بعض الطرافة و الهوس , لكن مواليد برج الميزان هم في الواقع أشخاص طبيعيون جدا بل في منتهى الحكمة و التعقـل . و بالإضافة إلى استقامتهم في الأعمال و الأشغال و إلى اعتدال ميزانهم العاطفي يجلون الكتاب و الكلمة و يقضون معظم أوقاتهم في المطالعة لذلك قلما يخلو بيت أحدهم من مكتبة غنية تزخر بأفضل الكتب و المنشورات .
يستطيع إنسان برج الميزان حماية نفسه من الأمراض النفسية و الجسدية الخطيرة بالعادات الحسنة التي ينتهجها في أكله و شربه و عمله و راحته . من الأمور المؤذية له الإفراط في الطعام و في الكحول خاصة . يعتبر إجمالا من أصحاب العافية الشديدة و الصحة الممتازة لولا حاجة ماسة إلى الراحة بين الفينة و الأخرى . علاوة على العقاقير التي يحتاج إليها في أوقات المرض يدخل في علاجه عنصر الهدوء و الراحة و الموسيقى و المطالعة .
من أحب الأمور إلى نفسه التوافق سواء أكان ذلك في اللون أو الصوت أو الشعر أو الكلام المقروء و المحكي . إنه ولا ريب صديق الجمال و النظافة أينما وجدا . روحه فنانة , و عقله حاد كالألماس , طري كالحرير في آن واحد . الهواء رمزه . يهيمن عليه سلام مبعثه كوكب الزهرة ( فينوس ) . سر هذا الإنسان يبدو في موقفه من الفصول الأربعة , فلا برد الشتاء و لا حر الصيف يلقيان هوى في نفسه . و هو بكل تأكيد يفضل عليهما اعتدال الخريف و الربيع .
الطفل الميزان
عندما يرزق الأهل طفلا ينتمي إلى برج الميزان تتضاعف سعادتهم أمام جمال خلقته إذ يبدو متناسب التقطيع , مكتنز الجسم , مورد الخدين , وجهه ملآن بالبشر و الحبور , و ابتسامته توحي بأنه نموذج إعلاني في مجلة أطفال أنيقة . فإذا أضفنا إلى ذلك دماثة الطبع و غمازة أو اثنتين لا غنى لطفل برج الميزان عنهما أمكننا إعطاء صورة واضحة عن مرحلة ما بعد الولادة حيث يبدو كل من يراه مبهورا متعجبا من وسامته و عذوبته الملائكية .
في المرحلة التالية يبقى طفل الميزان محتفظا بعذوبته و حلاوته و لكنه يتكشف أيضا عن طباع قد لا تنال من الإعجاب ما نالت صورته الخارجية ساعة الولادة . يتكشف مثلا عن التردد و العناد أمام الطعام و خصوصا إذا وضع أمامه صنفان أو أكثر . ماذا يحدث بالضبط ؟ ينظر إلى أحد الصنفين مليا ثم ينتقل إلى الصنف الثاني و منه إلى الأول و هكذا دون أن يمس أحدهما . تتدخل والدته عندئذ ملحة مستعجلة , فيزيد عنادا و غضبا هذه المرة . من الصعب أن تدرك والدته سر تصرفه هذا ما لم تذكر أنه ينتمي إلى برج الميزان و أن ما تعتقده عنادا ليس سوى الحيرة و التردد في الاختيار . يقال عن الطفل – الثور أنه عنيد , و هذا صحيح أما طفل برج الميزان فليس سوى طفل يكره العجلة كما يكره الأوامر المشددة و يفضل أن يصل بنفسه إلى كل قرار – مهما كان بسيطا – بعد طول البحث و التفكير . و بكلام أبسط ينبغي لوالدته أن تريحه من مشقة الاختيار فلا تقدم له أكثر من صنف واحد من الطعام في كل مرة . هذا من جهة , و من جهة أخرى لا بد من أن يظهر الحيرة و التردد نفسيهما أمام كل أمر آخر سواء أكان يتعلق بلباسه أو لعبه أو دراسته . هنا أيضا ينبغي منحه الوقت الكافي , و إذا وجب التدخل في الوقت الملائم فليكن بلطف و هدوء و بأسلوب أقرب إلى الاقتراح منه إلى الأمر الجازم .
كثيرا ما تساءل الأهل عن سبب هذا التردد . السبب هو دون ريب البحث عن الصواب . فالطفل في برج الميزان طيب مستقيم يخشى ارتكاب الخطأ كما يخشى إلحاق الأذى بمن يحب . لذلك يمتنع من الإتيان بأي عمل قبل إشباعه درسا و تمحيصا الأمر الذي يقوده بطبيعة الحال إلى طرح الأسئلة و إثارة الجدل و استعمال لغة المنطق في كل ما يقوله أو يفعله . إن إحساس الخطأ و الصواب هذا يجعله كتوما للأسرار , كارها للنميمة , متمسكا بالحق إلى درجة الوقوف ضد أهله إذا بدا الحق إلى جانب سواهم .
تخلق مع طفل الميزان عادات حميدة لا تتوقع ممن في مثل عمره . فهو يظهر الاهتمام بالطعام لا بالنسبة إلى مذاقه فحسب بل أيضا بالنسبة إلى تنوعه و مظهره , كما أنه يأكل الحلوى بكثرة , و يعطي جو الطعام أهمية لا يقدرها عادة إلا من كان أكبر سنا و أرجح عقلا , فيحيط نفسه بالأزهار و الشموع و الألوان الجذابة الخ . . . من الطبيعي أن تظهر روحه الفنانة هذه في هندامه و نظافته و تنسيق غرفته و حاجاته و غير ذلك . و تعبر الفتاة المولودة في برج الميزان عن الظاهرة نفسها في طريقة عنايتها بنفسها و استعمالها العطور و الصابون و أدوات الزينة و غيرها .
يميل مولود برج الميزان من الجنسين إلى الموسيقى و المطالعة و الكتابة إذا لقي التشجيع اللازم من أهله و معلميه , كما يميل إلى المناقشة و الاستفسار عن كل ما يتعلق بالحياة ولا يستبعد أن يكون عنده الجواب لكل قضية الأمر الذي يهيئه منذ الطفولة لدور رجل القانون في المستقبل . وهو يسعى بالإضافة , إلى المحافظة على استقلاله و على الجوانب الخاصة في حياته و يبدي في الوقت نفسه اهتماما كبيرا بأفراد الجنس الآخر . و لهذا السبب تتخلل حياته في سن المراهقة قصص حب عديدة تمر سريعا دون ان تترك في نفسه أثرا كبيرا .
قد يشعر أهل هذا الطفل بالضيق بين الحين و الآخر بسبب تردده و تفكيره و أسئلته المستمرة . لكن فيما عدا ذلك تبقى الحياة بقربه عميقة ذات مغزى شرط أن تؤمن عوامل سعادته التي هي من الدرجة الأولى : الراحة و الجمال و السكينة . الرجل الميزان : لا شك أنه أكرم الناس في توزيع النصائح بلا مقابل . عنده الجواب الشافي لكل سؤال و قضية و إن كان صعبا عليه الوقوف موقف المحايد بصورة مستمرة , فحبه للجدل و استناده إلى المنطق و التحليل يدفعانه إلى المجاهرة بآرائه الخاصة بأسلوب فذ يقنع الآخرين على الرغم منهم في كثير من الأحيان . سحره عظيم إلى الدرجة التي يستحيل معها التحرر منه . ابتسامته و لطفه كثيرا ما يمحوان سيئاته عند من يحب فلا ينسى الإساءة و حسب بل تلازمه الابتسامة أيضا مثل ظله و تعمل المستحيل كي يهنأ و يسعد .
الحب مع هذا الإنسان عملية صعبة يتخللها صعود و هبوط على الرغم من تأثيرات كوكب الزهرة ( فينوس ) في سير حياته . لا شك أن سبب تلك الصعوبة يعود إلى عادة التفكير و التمحيص عنده . و هو لا يكتفي بإطالة فترة الدرس و حسب بل يتورع أيضا عن الرجوع عن قراراته في اللحظة نفسها التي يشعر فيها بأنه غير مقتنع تماما , مما يدفع الكثيرين إلى اعتقاد أنه لئيم الطبع بارد الشعور غير أهل للثقة . غير أن الواقع عكس ذلك تماما . إن طبيعة رجل برج الميزان و العاطفة مترادفان على الرغم من كل التناقضات التي عرفت عنه و هو يمارس الحب و حسب بل عرف كيف يصقله و كيف يجعله أرقى منه في جميع الأبراج الأخرى .
من الصعب أن يفشل هذا الإنسان في محاولاته مع الحبيبة , لكن الطريف في الأمر هو أنه حالما ينجح في مهمته يأخذ في إظهار التردد و التساؤل عن جدوى الاستمرار . ذلك التردد الذي يكاد يشبه الخوف لا يفقده على كل حال اهتمامه بالجنس الآخر حتى في مرحلة الشيخوخة , و قد يكون أحد أسباب تعلق النساء به أسلوبه القائم على المناورة و عدم الرفض من البداية . لكنه " تكتيك " معقد يعذب المرأة أكثر من الرفض دون ريب . إذا نظرنا إلى رجل الميزان في مرحلة الشباب وجدناه هوائيا متقلب المزاج غالبا ما يخلط بين الصداقة و الحب . و هو إذا شاء لنفسه النسيان و السلوى استطاعهما دون كبير عناء أو ندم . لكن ألمه الحقيقي أعظم منه عند الآخرين , ولا نكون مبالغين إذا قلنا أنه في مرحلة العذاب ينهار و يتحول إلى حطام .
فضول الرجل في برج الميزان محدود . وهو إذا ناقش فعل ذلك بطريقة مجردة بغية الوصول إلى النظريات الصحيحة لا أكثر . أي أن اهتمامه بالنظريات يفوق اهتمامه بالإنسان نفسه . إن قابليته لدرس الحقائق دون الدوافع تضعه في مصاف القضاة لا الأطباء النفسيين . تلك هي على كل حال مشكلته الأساسية مع شريكة حياته التي يجهل كوامنها النفسية على الرغم من وضوح الرؤية و مهارة الاستنتاج المعروفين عنه . مقابل ذلك لا يعلو شيء على مكانة الزوجة عنده . و هي – أي الزوجة – تأتي قبل أولاده الذين يعزهم من كل قلبه . و بهذه المناسبة نقول أن دوره كأب يتسم بطابع الحكم و المرشد . فهو يحمي أبناءه الصغار من تعسف أخوتهم الكبار , و يعطي هؤلاء ما يستحقونه من الحرية و الاستقلال دون أن يتأثر بمن هم أصغر سنا . بفضله يسود الهدوء و النظام في البيت في معظم الأحيان . و إذا حدث من أولاده أمر يستحق العقاب قام بالواجب دون تردد و دون أن يتخلى قيد شعرة عن أسلوب المنطق الذي يتمسك به في جميع أقواله و أعماله .
الرجل في برج الميزان ميسور الحال إجمالا على الرغم من كثرة إنفاقه على الأشخاص و الأشياء التي تعتبر مصدر الجمال و السعادة . وهو يستضيف الناس بكثرة , و مع ذلك يكره الاختلاط بالغرباء و الجموع الغفيرة كما يكره الأماكن المغلقة و الضجيج و الفوضى , ثم إنه يهوى التنسيق و الترتيب و النظافة و الهدوء و الأماكن الفسيحة و الهواء المنعش و لهذا السبب يبدو بيته أشبه شيء بالواحة وسط ضجيج و غبار و لهاث العالم الخارجي .
أخيرا لا بد من كلمة إلى المرأة التي تقع في حب رجل الميزان : لا تيأسي من تردده و حذره . كوني إيجابية و اخطي الخطوة الأولى فهو يستحق منك المبادرة .
المرأة الميزان
يقال أن في كل رجل شيئا من الأنوثة مهما كان بسيطا , كما أن في كل امرأة شيئا من الرجولة مهما كان بسيطا , و هذا صحيح من الوجهة العلمية و إن لم نكن في صدده الآن . نظرة إلى المرأة في برج الميزان ترينا إياها مرتدية زي الرجل بالبساطة نفسها التي ترتدي بها ثياب الحرير . و تبدو في الزيين بمنتهى الرقة و العذوبة و الأناقة . و إذا أمعنا النظر قليلا و جدنا أن وراء الثوب – أو البنطلون لا فرق – عقلا واعيا و إرادة صلبة و تفكيرا منطقيا يعمل بمبدأ الرجال . و بكلام آخر نقول أن المرأة التي تنتمي إلى برج الميزان يجب أن لا نحكم عليها من خلال غمازتيها و ابتسامتها العذبة فقط . لا نبالغ إذا قلنا أنها أول من أوجد " المونولوج " أي الحديث من جانب واحد . لكن ذلك لا يعني أنها مجرد امرأة ثرثارة . فهي تزن في الواقع كل كلمة و رأي بغية الوصول إلى أصدق النتائج و أكثرها موضوعية . و بما أن عندها من الرقة قسطا وفيرا نجدها تصدر آراءها و معتقداتها بطريقة دبلوماسية لا تتوفر لزميلها رجل الميزان . لا يمنعها هذا من الابتعاد عن أساس المواضيع و القضايا التي تعالجها في بعض الأحيان , الأمر الذي يسبب للآخرين الضيق و الانزعاج دون أن يفقدها شيئا من سحرها و جاذبيتها . تحب هذه المرأة العمل خارج البيت قبل الزواج و بعده , و هي تهدف من وراء عملها إلى المال الذي تعتبره بطاقة دخول للآخرين الضيق و الانزعاج دون أن يفقدها شيئا من سحرها و جاذبيتها . تحب هذه المرأة العمل خارج البيت قبل الزواج و بعده , و هي تهدف من وراء عملها إلى المال الذي تعتبره بطاقة دخول إلى عالم الجمال و الذوق الرفيع . و إذا فكرت في المال أيضا فمن أجل زوجها الذي تعزه و تحترمه أكثر من أي انسان آخر . و يعتبر الزواج في رأيها شركة مساهمة بين اثنين مع ضرورة وجود أحدهما – تختار نفسها عادة – على رأسها . و هي باختيارها الدور الأول تسعى قبل كل شيء لخدمة زوجها , فتمهد أمامه الطريق و تدرس جميع الإمكانات و السبل التي من شأنها أن توصله إلى حيث يبغي . كل ذلك دون تذمر من ناحيتها , أو شعور بالحرج من ناحيته . المشاركة على كل حال في طبعها , و الانفراد بالرأي أو العمل خطأ تحاول تلافيه قدر المستطاع . بيتها يبدو كالتحفة الفنية أو كالإعلان في مجلة أنيقة ذات مستوى عال . تهوى جمع الأدوات الفضية و الأطباق الثمينة و المفارش الأنيقة و الشمعدانات و غير ذلك . طعامها سواء أعد للضيوف أو لأفراد البيت ممتاز نوعا و طعما و كمية . و هي محدثة لبقة تعرف كيف تصغي متى أرادت . ثم إنها تحب الملابس الفاخرة و العطور الثمينة و الموسيقى الكلاسيكية و تكره العيش بمفردها . هذه المرأة أيضا مثقفة تثقيفا عاليا ينفعها في حياتها الخاصة و العامة . و مع أنها مفطورة على العاطفة إلا أن رجاحة عقلها تدفعها إلى التحرر من تلك العاطفة و خصوصا في الميادين التي تتطلب المنطق و الحكمة . هذا و بسبب أنوثتها الشديدة يظنها البعض ضعيفة مترددة أمام المحن , لكنها من معدن طيب صلب و ذات إرادة حادة تعمل في الأزمات على أفضل نحو و إذا فليس بالمستغرب أن ( يعبدها ) زوجها من أجل خصالها العديدة بوجه عام و من أجل لطفها و توددها بوجه خاص . إذا تمنت امرأة برج الميزان أن ترزق الأولاد كان دافعها الأساسي إرضاء زوجها لا غير . لذلك من الصعب على أولادها أن يحلوا محل أبيهم في قلبها في أي وقت من الأوقات مع أنها تكون لهم أما ممتازة تحسن رعايتهم و تشرف على نظافتهم و راحتهم و تعاملهم باللين و الحسنى في معظم الأحيان . إلى جانب ذلك لا تتردد في تطبيق النظام و فرض العقوبات بوحي من إدراكها و حكمتها و دون أن تنسى , ولو لحظة , هناء زوجها و راحته . فهل يسعنا بعد ذلك سوى القول هنيئا له بها ؟
المدير الميزان
من الصعب أن يكون رجل برج الميزان رب عمل مستقلا و ذلك لإيمانه بمبدأ المشاركة في جميع الحقول و الميادين . فإذا وجد على رأس مؤسسة أو شركة ما لا بد من أن يكون إلى جانبه – و لو لم يظهر علانية – على الأقل شريك واحد . على كل حال سواء أوجد الشريك أم لم يوجد يبقى رجل الميزان في سدة الرئاسة إنسانا قلقا في قرارة نفسه و إن بدا عكس ذلك . و هو قلما يلازم مكتبه طويلا بل يخرج منه المرة تلو المرة دون أن تظهر عليه العجلة أو الاهتمام الشديد . و بكلام آخر يبدو ساكنا هادئا على الرغم من انهماكه في العديد من الأفكار و الأعمال . تلك الظاهرة هي من بين التناقضات الكثيرة التي فطر عليها .
يبقى رجل برج الميزان على الرغم من علو شأنه إنسانا خجولا دمث الطبع يسعى إلى التلاحم مع غيره عن طريق المحادثة الإيجابية . لكن من الخطأ الاعتقاد أنه يثرثر أو يرمي الكلام جزافا . إنه ولا ريب يهيئ آراءه و أقواله قبل الإفصاح عنها , و لهذا السبب يستطيع الاستمرار في كلامه السلس المنمق دون أن تضعف حججه و قوة إقناعه . و بما أنه إنسان موضوعي و محلل من الدرجة الأولى يفضل دائما منح الآخرين فرصة التعبير عن آرائهم و معتقداتهم كي تتسنى له المقارنة الصحيحة , و من ثم الخروج بأفضل الاستنتاجات . و مع ذلك لا يستبعد على مدير برج الميزان أن يرجع عن قراراته النهائية بعد طول البحث و التفكير الأمر الذي يحير من حوله دون أن يسبب له أدنى انزعاج . المهم بالنسبة إليه هو أن يبقى ذلك التوافق بين عقله و مشاعره الأخرى . تلك هي حكمته الأساسية .
بين أرباب العمل التابعين لبرج الميزان نساء كثيرات يعملن في مكاتب في غاية النظافة و التنسيق و ينجحن في خلق أجواء من السكينة و الهدوء مستمدة من حكمة الشرق التي تستهويهن . و هن يحطن أنفسهن عادة بالزهر و النبات و الموسيقى و المرايا و الألوان الهادئة و يقضين أوقاتهن بالمطالعة و الاختلاط بزملاء العمل , و لكنهن لا يترددن في إظهار القسوة و الصرامة إذا ما دعت الظروف إلى ذلك . و الطريف أنهن أصلب من رجل برج الميزان في معاملتهن للموظفين و المستخدمين . يضاف إلى هذا أنهن يكرهن الاستغابة و النميمة ولا يسمحن بأن تتردد الشائعات داخل المكتب , و هن يحفظن الأسرار ولا يتدخلن في ما لا يعنيهن . و مع ذلك يبقين نساء في الدرجة الأولى , أي أنهن يتعرضن للوقوع في الحب دون أن يفقدن وعيهن الكامل . بقي القول أن أناقة ربات العمل هؤلاء تلفت الانتباه حقا .
يحتاج رب العمل في برج الميزان – رجلا كان أو امرأة – إلى الطعام الجيد المتعدد الأصناف و إلى الراحة ساعة على الأقل خلال النهار , و هو يكره الضجيج و الأصوات العالية و الكلام الفظ , و يحب دعوة موظفيه إلى منزله حيث يجيد استقبالهم و يشرف على راحتهم بنفسه . هذا و يتهمه البعض بالبخل بينما يراه البعض الآخر سخيا جدا . و الحقيقة أن فيه الصفتين معا الأمر الذي يعتبر أحد تناقضاته .
يتصرف هذا الإنسان في المكتب و خارجه تصرفا لائقا يرضى عنه الجميع . و هو يؤمن بالأعمال المشتركة – كما ذكرنا سابقا – و لهذا السبب يشجع على إيجاد النقابات المختلفة و على تطبيق العدالة بين جميع الناس . و هو في موقفه هذا يثبت أنه بعيد عن الأنانية و جدير بالثقة و الاحترام , و ليس كما يتصوره البعض . إنه على الرغم من أخطائه إنسان عظيم في رجاحة عقله و سلامة منطقه , و هذا وحده كفيل بمحو سيئاته الأساسية التي هي التردد في اتخاذ الرأي و الرجوع عنه في بعض الأحيان .
الموظف الميزان
يمتاز الموظف المولود في برج الميزان بحس مرهف تجاه الأشياء و الأشخاص مما يؤثر في مزاجه و كفاءته فيأخذان في الصعود و الهبوط مثل كفتي الميزان الحقيقي . من العوامل التي تؤثر فيه بصورة سلبية فلا يعطي كل ما يقدر عليه الضجيج و الصراخ و الاستعجال و تصلب الأوامر بينما يتفاعل إيجابيا مع الهدوء و الصبر و اللطف و الموسيقى و الألوان الهادئة . . . الخ .
هذا الرجل – في أفضل حالاته – وسيط خير و محبة بين زملاء العمل , يقرب وجهات النظر و يجمع الشمل و يصفي النيات . وهو كثيرا ما ينتمي إلى النقابات و الجمعيات حيث تتسنى له فرص أكثر للدفاع عن حقوقه و حقوق الآخرين . لذلك يظل يجادل و يناقش و يبحث و يسأل دون أن يتخلى عن المنطق و الحكمة اللذين منت الطبيعة بهما عليه . غير أن من الصعب معرفة ما يرضيه أو يزعجه بصورة مستمرة , فهو قد يكره فجأة ما كان يحب أو يحب ما كان يكره . و مهما يبدر منه يظل الصراخ أو العنف أسوأ وسيلة تسيره . في هذه الحالة يتخلى عن دماثته و اعتداله و يصبح كسولا عنيدا و لو أغضب الجميع .
لا بد من أن يكون هذا الإنسان مبحرا في القانون أو خبيرا بحقل ما بالإضافة إلى عمله الأساسي . و هو ينتمي غالبا إلى ناد ثقافي أو مكتبة حبا بالمطالعة . هذا و من هواياته المفضلة النزهات الطويلة سيرا على القدمين و الاستماع إلى الموسيقى أو العزف على آلة ما و قراءة المواضيع الفلسفية أو مناقشتها . أما الموظفة الأنثى في برج الميزان فتبدو حلوة الوجه ساحرة الابتسامة كاملة الأناقة . و هي كزميلها تنتمي إلى أحد النوادي و تقرأ بكثرة و تمشي المسافات الطويلة . و كلاهما يكره الوحدة و يسعى لإقامة العلاقات الطبيعية بأفراد الجنس الآخر . كذلك يهتم الموظف الذي ينتمي إلى برج الميزان بالمجلات التي تتناول المواضيع الجنسية شرط أن تكون ذات مستوى رفيع . إنه قلما يعيش وحيدا , فهو إما متزوج أو يوشك أن يتزوج أو له صديقة أو أكثر .
إن هذا الموظف فنان لا في الموسيقى و حسب بل في حقول أخرى كثيرة أيضا . أما في الأعمال التي ينجح فيها أكثر من سواها فتتناول الطب و القضاء و التأليف و النشر و المسرح و السياسة و التموين و الديكور و الزراعة و الدين , و مهما يكن نوع عمله لا يستطيع تأديته على أكمل وجه إلا إذا أمن لنفسه الهدوء و السكينة بعيدا عن كل ما يشكل في نظره ضغطا أو ملاحقة . على هذا الأساس يكون فعلا رسول خير و محبة .
لقد شبه زملاء العمل رجل برج الميزان أكثر من مرة بالجهاز المكيف للهواء . كلاهما يؤمن أفضل مناخ للإنتاج الجيد مع فارق بسيط هو أن أحدهما يبقى جامدا لا حراك فيه بينما الثاني يفيض بالحركة و الكلام و الابتسامة الساحرة خاصة