قراءة في كتاب " الحجاج في القرآن " .. / القراءة للدكتورعلي المتقي
كاتب الموضوع
رسالة
زهرة
~¤ô¦§¦ ادارة المنتدى ¦§¦ô¤~
الدولة : عدد المشاركات : 73740 نقاط : 111480 تاريخ التسجيل : 30/01/2010 العمر : 36 الجنس :
موضوع: قراءة في كتاب " الحجاج في القرآن " .. / القراءة للدكتورعلي المتقي الخميس أغسطس 18, 2011 8:24 am
تابع : الحجاج في القرآن من خلال أهم خصائصه الأسلوبية
حجاجية الكلمة في النص القرآني : خصص الباحث عبد الله صولة الباب الأول من كتابه الحجاج في القرآن لخصائص الكلمة القرآنية وحركتها الحجاجية . ويقصد بالكلمة حجاجيا : الوحدة المعجمية ـ الصرفية ـ الإعرابية معا القابلة لأن تكتسب بالإضافة إلى معناها المعجمي سمات دلالية إضافية من خلال علاقتها بالمقال الذي ترد فيه ، ويالمقال الذي تستعمل فيه . وهي قادرة في الوقت نفسه على التأثير في ذلك المقال والمقام بفضل ما لها من قيم دلالية مختلفة بعضها مستمد من اللغة نفسها وبعضها متأت من الاستعمال والتداول .انطلاقا من هذا التعريف الذي لا يسعف المقام في الوقوف عنده، و تفصيل القول في كل مكون من مكوناته،
قسم الكاتب خصائص الكلمة الحجاجية إلى ثلاثة أقسام :
ـ خصائص الكلمة الاقتضائية ـ خصائص الكلمة التقويمية و أبعادها الحجاجية ـ خصائص الكلمة التداولية و أبعادها الحجاجية .
وقسم حركتها الحجاجية إلى قسمين :
ـ حركتها الحجاجية بناء على خصائصها اللغوية ـ حركتها الحجاية بناء على خصائصها التداولية .
وسأحاول بكثير من الاختزال أن أمثل لكل قسم من هذه الأقسام :
1 ـ خصائص الكلمة الاقتضائية :
الاقتضاء هو الذي لا يدل عليه اللفظ ولا يكون منطوقا به ، ولكن يكون من ضرورياته .فعندما نقول مثلا : رفض فلان المجيء ، أو قبل فلان المجيء ، فمقتضى الفعلين "رفض وقبل" هو أن هناك دعوة وجهت إليه .فتوجيه الدعوة لا يدل عليها اللفظ ولا ينطق بها ، ولكن من ضروريات القبول أو الرفض أن توجه الدعوة .فتوجيه الدعوة إذاً مقتضى فعل "قبل ورفض" . وقد درس الباحث عددا من الكلمات القرآنية باحثا في دلالتها الاقتضائية وأبعادها الحجاجية . ومن هذه الكلمات : اسم الجلالة . الله و الكافرون و المومنون. وسأقتصر على كلمة "الكافرون" . هذه الكلمة من أكثر الكلمات تواترا في كتاب الله . والكفر في اللغة الغطاء . يقال لليل كافر لأنه يستر بالظلمة كل شيء . قال تعالى في سورة الحديد : كمثل غيث أعجب الكفار نباته " أي الزارعون. وسمي المشرك كافرا لأنه ساتر للحق وساتر لنعم الله .قال ابن عاشور في التحرير والتنوير : و أصله جحد المنعم عليه نعمة المنعِم، اشتق من مادة الكَفر وهو الحجب والتغطية لأن جاحد النعمة قد أخفى الاعتراف بها . فعندما يقول الله عز وجل : وبشر الذين كفروا بعذاب أليم " تفيد صفة الذين كفروا مقتضى ضمنيا هو من تحصيل الحاصل الذي لا يقبل الجدل، هو أن هناك نعمة ستروها وإلا ما كانوا ليوصفوا بهذه الصفة . هذه النعمة في سياق الآية هي الرسالة المحمدية التي أنعم الله بها على المشركين فجحدوها .فمنطوق كلمة الذين كفروا إذاً هو جاحدو النعمة . ومقتضاها هو وجود نعمة مسلم بها معترف بها من طرف المتكلم والمتلقي وهي وجود نعمة الإسلام ، وأن الله واحد ومحمد رسوله . وعندما يقول الله عز وجل في سورة ص : وعجبوا أن جاءهم منذر منهم وقال الكافرون هذا ساحر كذاب . فإن مقتضى كلمة "الكافرون" تفيد أنهم ستروا حقاً وقالوا نقيضه،" وهو ساحر كذاب وبهذه الصفة يصير قولهم باطلا . فلو قال لك إنسان : قال لي رجل كذاب إن فلانا هو الفاعل ، يفهم من القول أن قوله باطل وعكسه هو الصحيح .والمقتضى هو غير المقول .ومثل هذه الكلمة كلمة :الظالمون والفاسقون و المجرمون ..." وغيرها من الكلمات التي تواترت في القرآن الكريم .