«كارنيجى» : «المصري اليوم» تنافس مكانة «الأهرام» ورحيل «مبارك» وضع الصحافة القومية فى «موقف صعب»
كاتب الموضوع
رسالة
زهرة
~¤ô¦§¦ ادارة المنتدى ¦§¦ô¤~
الدولة : عدد المشاركات : 73740 نقاط : 111480 تاريخ التسجيل : 30/01/2010 العمر : 36 الجنس :
موضوع: «كارنيجى» : «المصري اليوم» تنافس مكانة «الأهرام» ورحيل «مبارك» وضع الصحافة القومية فى «موقف صعب» الأربعاء أغسطس 24, 2011 9:44 am
«كارنيجى» : «المصري اليوم» تنافس مكانة «الأهرام» ورحيل «مبارك» وضع الصحافة القومية فى «موقف صعب»
بسنت زين الدين ٢٤/ ٨/ ٢٠١١
وصف معهد «كارنيجى» الأمريكى للسلام، صحيفة «المصرى اليوم»، بأنها «الوحش الكاسر» الذى دخل مجال الإعلام المطبوع منذ عام ٢٠٠٤، موضحاً أن خبراء ومراقبى الإعلام يرون «المصرى اليوم» بأنها الصحيفة المستقلة الوحيدة التى تنافس المكانة الرفيعة لمؤسسة «الأهرام»، وربما تتجاوزها أيضاً.
وأشار التقرير، الذى صدر أمس وكتبه كبير الباحثين بالمعهد ناثان براون، أستاذ العلوم السياسية بجامعة جورج واشنطن، إلى أن «الصحافة القومية» هيمنت على الحياة العامة فى مصر لأكثر من نصف قرن حتى اندلاع الاحتجاجات التى اجتاحت البلاد فى يناير وأسقطت نظام الرئيس السابق حسنى مبارك.
وذكر التقرير أن كبرى الصحف المملوكة للدولة، «الأهرام» و«الأخبار» و«الجمهورية»، كانت تواجه سلسلة من المشاكل السياسية والصعوبات المالية قبل الثورة، موضحة أنه كانت هناك ضغوط داخلية من أجل التغيير «تم تجاهلها» ببساطة، وبالتالى لم تكن هناك «أزمة» فى المشهد.
وأكد التقرير أن الصحافة القومية واجهت «منافسة متزايدة» تمثلت فى تناقص معدل شرائها بجانب فقدان المصداقية، ولكنها تمكنت فى عمل حصن منيع لمشاكلها قبل الثورة، ولكن بعد ذلك، وبعد سقوط نظام «مبارك» دخلت الصحف القومية فى «أزمة عميقة» ولم تعد قادرة على تجاهل مشاكلها أو مطالب الإصلاح.
وقال التقرير إن رؤساء تحرير الصحف القومية كانوا يظهرون وكأن رئيس الجمهورية هو الذى قام بتعيينهم، موضحاً أنهم كانوا يصورون أنفسهم بأنهم الأقرب إلى رئيس الجمهورية شخصياً أو كبار المسؤولين وخصوصا وزير الإعلام، وأكد التقرير أنه فى مقابل هذا الولاء، يتم منح رؤساء التحرير حرية التصرف فى عملهم وقد يكون من أجل تحقيق الأمن الوظيفى الهائل، والحكم الذاتى والحصول على أعلى الأجور المالية.
وفند التقرير ٤ مشاكل تواجه الصحافة القومية أولها هى فقدان الصحف لمصداقيتها بسبب تراجع مستوى المهنية والدقة، بجانب تقديم مزيج من الأخبار والهجمات اللاذعة ضد معارضى النظام بخطى ثابتة، أما المشكلة الثانية فهى وجود منافسين جدد لوسائل الإعلام المطبوعة مثل المنشورات باللغة الإنجليزية.
أما المشكلة الثالثة فهى تقديم رواتب قليلة للموظفين، فى ظل عدد كبير جداً من العمالة هناك، مما يجعلها «حالة كارثية» فى مجال البيزنس ــ على حد وصف التقرير.
والمشكلة الرابعة والأخيرة أن القائمين على تلك الصناعة يتعاملون معها وكأنها «ملعبهم الخاص» ويقومون بتوفير «رواتب فلكية» لأنفسهم.
وأوضح التقرير أن صحيفة «الشروق» أيضاً قدمت مستوى عالياً من الاحتراف الذى طالما غاب عن وسائل الإعلام المطبوعة، مضيفةً أنها حافظت على موقف «هادئ» تجاه «المعارضة».
ورأى التقرير أن الرحيل المفاجئ للرئيس السابق حسنى مبارك يبدو أنه وضع الصحافة الوطنية فى «موقف صعب» على ما يبدو، قائلاً إن مانشيت «الأهرام» يوم سقوط مبارك بأن «الشعب أسقط النظام» كاد أن يُضحك المصريين أكثر مما يبكيهم ــ على حد وصفه.
وذكر التقرير أن الصحافة القومية وقفت قليلاً بجانب الثوار ثم اندفعت بحماسة وراء المجلس الأعلى للقوات المسلحة، ثم انحسر الحماس الثورى وتحولت الصحافة القومية بحزم أكثر وراء الجيش، واصفاً تلك المحاولات بأنها ربما تكون محاولة يائسة للعثور على راع قوى جديد لإنقاذ الصحف القومية من كارثة مالية وسياسية.
وتوقع التقرير أن الصحافة القومية فى مصر لن تستطيع القيام بما كانت تفعله فى الماضى، موضحاً أنها فقدت قاعدتها الاقتصادية والسياسية وأن الطريق أمامها «ضبابى للغاية».
ورجح التقرير وقوع بعض التطورات من أجل وضوح طريق الصحافة، أولا أن تعصف قضايا الفساد فى وسائل الإعلام بمسؤوليها من أجل فضح التعفن الموجود داخل هذه المؤسسات.
ثانياً، ربما يعود غضب الموظفين فى الصحف والمؤسسات ما لم يتغير رؤساء تحريرها أو ما لم يتم دفع أجورهم، بجانب مثول المتهمين أمام المحاكمة وتطبيق بعض الإصلاحات التى لاتزال متخلفة.
ثالثاً، ربما تؤدى انتخابات نقابة الصحفيين المقرر عقدها فى خريف هذا العام إلى وجود «جمعية مهنية أكثر مشاكسة»، والتى كان يرأسها قديماً بعض من أنصار النظام، رغم أن المجلس غالباً ما تضمن شخصيات مستقلة ومعارضة، وقال التقرير إن النقابة لا تقدم إجراءات سهلة للانضمام إليها.