عندما يغلق مراسل "كووورة" سماعة الهاتف في وجه "الوديع" أرسين فينجر !!
كاتب الموضوع
رسالة
ali_hassan38 مشرف
الدولة : عدد المشاركات : 690 نقاط : 1438 تاريخ التسجيل : 24/12/2009 العمر : 36 الجنس :
موضوع: عندما يغلق مراسل "كووورة" سماعة الهاتف في وجه "الوديع" أرسين فينجر !! الجمعة سبتمبر 09, 2011 3:13 am
لم أكن أود أن أبدأ مبكرا في تناول المشاكل أو المنغصات التي قد تصادف زملائي من المراسلين او المحررين في موقع " كووورة" وهم يواجهون ويتعاملون مع مصادر الرياضة وكرة القدم من نجوم الملاعب والتدريب والتحكيم والادارة في أنحاء العالم بحثا عن المعلومة والخبر والتعليق وصولا إلى الحقيقة والتميز والانفرادات، ولكن الحقيقة أن مصاعبي انا وزملائي تضاعفت وستتضاعف كل يوم مع هؤلاء بسبب تخمة الارباح والاضواء الاعلامية التي أصبحت تحيط بهؤلاء، وتجعل معظمهم يتخيلون أنهم لا يمشون على الارض!.
وأذكر أنني ذهبت إلى الفندق الذي كان يقيم به منتخب نيجيريا عام 2008 خلال كأس امم افريقيا بغانا وذلك في اليوم الثاني لخروج هذا المنتخب الافريقي العريق من دور الثمانية للبطولة امام المنتخب الغاني المضيف ، ورحت اتفقد نجوم نيجيريا الذين تسببت النجومية والغرور والتشبع بالمال في فشلهم وتراجع مستوياتهم بعد أن كانوا في وقت من الاوقات أفضل فرق القارة الافريقية، والتقيت لحسن حظي بالنجم أوتاكا الذي تألق في اوروبا بعد انطلاقة رائعة من صفوف الاسماعيلي المصري، وراح أوتاكا يتحدث معي بكل أريحية ويذكر بعض الكلمات العربية التي لم ينساها واستطرد يحكي ذكرياته عن الاسماعيلي والكرة المصرية وصداقته المتواصلة مع رضا سيكا ومعظم نجوم الاسماعيلي في تلك الفترة ..
* وبعد أن أنهيت حواري مع أوتاكا، وجدت أمامي كابتن نيجيريا النجم الشهير نوانكوكانو الذي تعاطف معه العالم كله ابان مأساة مرضه بالقلب واجراءه عملية جراحية عندما كان في صفوف انتر ميلان ، وكان هذا اللاعب في أسوأ حالاته في غانا واردت ان أعطيه فرصة ليبرر ما حدث، ولكنه بكل صفاقة عندما علم أنني من صحيفة عربية وليست اوروبية ، اعتذر ببجاحة عن عدم وجود وقت لديه لمحاورتي واكتفيت بالنظر إليه بإشمئزاز من عنصريته ودونية أخلاقه وضحالة تفكيرة وتركته وانصرفت غير نادم على أنني لم أحاور هذا اللاعب المريض في ذهنه وأخلاقه وليس قلبه او جسده!.
** والحمد لله أنني نسيت هذا الموقف في الحال بسبق صحفي عندما وجدت أمامي الالماني الشهير بيرتي فوجتس المدير الفني وقتها لمنتخب نيجيريا ليقف معي لوقت طويل دون موعد سابق ويجيب على أسئلتي بصراحة وصبر كبير وصدر رحب رغم أنني كنت أواجهه باحتمالات إقالته .
** ولا يغيب عن بالي مشادة كادت تتحول إلى مشاجرة بيني وبين النجم الارجنتيني الشهير كلاوديو كانيجيا وهو يدلي لي بحوار خاص بمقر اللجنة الاولمبية القطرية بالدوحة عام 2003 ، وكان يلعب وقتها لاحد الاندية القطرية ، ولما بدأت أسأله عن مارادونا وسلوكياته ، بدأ يتوتر ولما وجهت إليه استفسارا عن اتهامه السابق بتعاطي المخدرات والتي تعرض في أعقابها للطرد من الدوري الايطالي في التسعينات ، ثار في وجهي واتهمني بالجنون والاسئلة السخيفة ، ورددت عليه بصوت عال وانا مندهش من ثورته بأن من حقي أن أسأل وأن من حقه ان يمتنع عن الاجابة بمقولة " No Comment " أو "لا تعليق ".. كما يحدث في العديد من المؤتمرات الصحفية في البطولات العالمية ووقتها تدخل اولاد الحلال من الشباب القطريين وفضوا هذه المشادة ، وحتي تكتمل القصة ، قابلت كانيجيا مساء نفس الليلة بمطعم الفندق الذي كان كلانا يقيم فيه ، ووجدته أمامي ولم استطع تجاهله واعتقدت أنه سيثور في وجهي مرة أخري أو أنه سيتعامل معي بسخافة ولكن وجدته يرحب بي بابتسامة واسعة وكان يظنني احد المعجبين به، ولكن بعد ثوان تذكرني ولم أعطه فرصة للسخافة ، فبادرته بأنني مندهش من عصبيته بسبب سؤال صحفي وهو النجم المخضرم المحترف الذي يعرف كيف يتعامل مع الصحافة مهما كانت حساسية أسئلتها ، والغريب أنه استسلم لعتابي واتفقنا أن نكمل حوارنا بعد ساعة في نفس الليلة باللوبي الرئيسي بالفندق ولكنه صعد إلى غرفته بالفندق واختفى ولم أره إلى اليوم !
** ولا أنسى لطف النجم الاسباني سرجيو راموس نجم ريال مدريد والمنتخب الاسباني إبان بطولة كأس العالم للقارات 2009 بجنوب افريقيا، بعد أن تجاوز تعليمات الفيفا وسمح لي بتصريحات خاصة في المنطقة المختلطة عبر مترجمة من الاسبانية إلى الانجليزية ، وكان التصوير ممنوعا في هذه المنطقة ولما طلبت تدخله لدي المسئول الاعلامي للفيفا لالتقاط صورة معه تكمل السبق الذي حصلت عليه ، تدخل بكل شهامة دون أن يسأل عن صحيفتي او جنسيتي وكان واضحا أنني لست أوروبيا !.
** تذكرت كل هذا وتداعى إلى مخيلتي الكثير من المواقف السخيفة التي قد تواجه الصحفي الرياضي الساعي إلى السبق والتميز وتقديم الافضل للقاريء ، تذكرت كل هذا منذ عدة أيام ، حينما كلمني زميلنا النشط هيثم عرابي مراسل "كووورة " في نيويورك ، الذي يتألق في اصطياد السبق الصحفي هاتفيا من كل قارات الدنيا وهم مقيم في بيته بنيويورك ، ويتفنن في الوصول إلى الهواتف الخاصة والموبايلات للنجوم والمصادر الشهيرة ، ويجعلهم يستسلمون لاسئلته وتسجيله ، فيأتي لنا بانفرادات بالصوت والكلمة لاتقبل التشكيك .. كان هيثم قد وعدني بسبق من العيار الثقيل ، وبعد عدة أيام جاءني صوته مختلطا بالحزن والحرج مما حدث له مع الفرنسي الشهير آرسين فينجر المدير الفني الفرنسي لفريق الارسنال ، وكان فينجر كما نعرف جميعا في حالة يرثى لها بعد هزيمة فريقه التاريخية القياسية بثمانية أهداف امام مانشستر يونايتد ، وقال فينجر لعرابي وهو مندهش من كيفية وصوله إلى هاتف منزله في لندن : أمامك فقط دقيقتين وليس أكثر ، وبدلا من أن يتسلل عرابي كعادته لاستمالة مصدره بأسئلة لطيفة تشجعه على الحصول على المزيد من الاسئلة وتجاوز الوقت المخصص ، قرر عرابي ان يبدأ بسؤال ساخن لفينجر عن هزيمته 2/8 وهل شجعت هذه الهزيمة الثقيلة ،إدارة الارسنال علي فتح خزينة النادي امام صفقات سريعة لانقاذ الفريق ، فثار الفرنسي الهاديء الذي يبدو لطيفا ومؤدبا امام الكاميرات ، واتهم عرابي بالجنون وأغلق هاتفه في وجهه ورفع السماعة! وقلت لهيثم عرابي وأنا اضحك لتخفيف هذه الصدمة عليه : لماذا اخترت ان ترش الملح علي جرح فينجر وفريقه بعد هذه الهزيمة النكراء ، وأنك كان لابد ان تدخل للرجل من باب آخر وتكلمه عن جزع محبي النادي عليه ورغبتهم في الاطمئنان على أن الفريق سينهض بسرعة، وقلت له أن ماحدث أمر عادي ويحدث مع أكبر الصحفيين ، وقال لي هيثم انه شعر بغطرسة وتكبر الرجل وليس توتره من الموقف واستغربت عندما أخبرني انه سوف يحاول مكالمته مرة أخرى ، ولكني حذرته أن لايقبل أي إهانة أخري، وأننا لا نريد حوارا او تصريحا من هذا الرجل الذي أحيانا ما نجده "ملطوعا " في قناتنا العربية الشقيقة "الجزيرة الرياضية" في ملاعب او استديوهات تحليل وهو وديع كالاطفال ، ربما لانهم يدفعون له من المال ما يشفي غليله ويخفي غطرسته.
** وللاسف كرر هيثم عرابي اتصاله مرة أخري مع فينجر ، وفوجيء به هذه المرة يفتح حنفية قلة أدب ويزبد ويرعد في شتائم قذرة لا تليق بمن انخدعنا بشخصيته ووداعته وأحببناه وساندنا الفريق الذي يدربه والملعب الذي يلعب عليه وأسهمت الاموال العربية في الملايين التي أصبحت مُكدسة في رصيده .. ولان هيثم عرابي مؤدب وابن ناس ، فلم يرد الاساءة ولم يقارع المدرب الشهير الذي سقط من نظرنا ومن دائرة إعجابنا واهتمامنا ولا نظن أنه سينجو من مصيدة الفشل هذا الموسم وربما سنراه عما قريب من أول ضحايا "البريمييرليج". ** واكتفى عرابي بأن أغلق سماعة الهاتف هذه المرة في وجه الوديع آرسين فينجر !!