الدولة : عدد المشاركات : 73740 نقاط : 111480 تاريخ التسجيل : 30/01/2010 العمر : 36 الجنس :
موضوع: قصة بين سني ومعتزلي الثلاثاء سبتمبر 13, 2011 8:39 am
هدي محمد صلى الله عليه وسلم
افتراق الأمة
الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ وصلَّى الله على سيّدنا محمدٍ أشرف المرسلين وعلى ءاله وصحبه الطيبين الطاهرين اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلا
أما بعد . فقد روى الترمذي أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: (( افترقت اليهود إلى إحدى وسبعين فرقة وافترقت النصارى إلى اثنتين وسبعين فرقة وستفترق أمتي إلى ثلاث وسبعين فرقة كلهم في النار إلا واحدة وهي التي على ما أنا عليه وأصحابي )) وفي رواية: (( وهي السواد الأعظم ))
وفي رواية لهذا الحديث وهي (( الجماعة )). والمقصود بالجماعة في أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم جماعة المسلمين ليس صلاة الجماعة، والمقصود بالسواد الأعظم الجمهور الغالب فالله تعالى حفظ أمة محمد من أن يضل جمهورها الغالب بل يبقى الجمهور من المسلمين دائمًا على الحق إلى أن يأتي يوم القيامة وإن برزت فرق شذت عن الإسلام خلال القرون الثلاثة الأولى أو بعد ذلك إلى زماننا هذا
لكن يبقى دائمًا جمهور المسلمين على ما عليه الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة. بعد وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام ظهرت فرقة تسمى المعتزلة هذه الفرقة تسمى القدرية أيضًا الرسول حدث عنها قبل أن تظهر فقال عليه الصلاة والسلام: (( صنفان من أمتي ليس لهما في الإسلام نصيب المرجئة والقدرية )) .
المرجئة فرقة الآن ما عاد لها وجود كانت في الماضي ثم اندثرت ما عاد لها وجود، فرقة كانوا يقولون: [ الإنسان الكافر لا تنفعه الحسنات كذلك المؤمن لا تضره السيئات ] هو الكلام الأول صحيح الإنسان الكافر لا تنفعه الحسنات الرسول عليه الصلاة والسلام قال: (( الكافر يطعم بحسناته في الدنيا فإذا أفضى إلى الآخرة لم يكن له منها نصيب )) يعني الكافر إذا أحسن في هذه الدنيا أطعم الفقراء عطف على اليتامى والمساكين الله يعطيه في الدنيا مالاً وصحة ورزقًا واسعاً أما في الآخرة ما له نصيب ليس له نصيب في الآخرة.
فالرسول عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث قال: (( صنفان من أمتي ليس لهما في الإسلام نصيب المرجئة والقدرية ))رواه الحافظ محمد بن جرير الطبري والإمام أبو حنيفة. القدرية هم المعتزلة وسموا قدرية لأنهم نفوا تقدير الله للأشياء قالوا الله تعالى لا يقدّر كل شئ إنما الله شاء وجود أجسام العباد وشاء الخير ولم يشأ الشر فأشركوا بالله تعالى لأن الله تعالى قال: ﴿ قل الله خالق كل شئ ﴾.
وقال: ﴿ هل من خالق غير الله ﴾. وقـال: ﴿ والله خلقكم وما تعملون ﴾. يعني الله خلقنا وخلق أعمالنا إن كانت خيرًا وإن كانت شرًا هو خلقها المعتزلة قالوا لا كيف يكون الله خالق الشر ويعاقب على الشر فنسبوا خلق الفعل إلى العبد فقالوا العبد هو يخلق فعله والعبد هو يشاء الشر وإبليس هو يشاء الشر أما الله قالوا لا يشاء إلا الخير فجعلوا اللهَ في ملكه مغلوبًا. الإنسان يكون له من الولد أحياناً عشرة فيطلع بعض أولاده على حسب إرادته وبعض أولاده على غير ما يريد، لأنَّ الإنسان مغلوب على أمره أما الله فقال عن نفسه: ﴿ والله غالب على أمره ﴾، لا يجوز أن يكون الله مغلوبًا بل هو غالب على أمره يعني لا أحد يمنع نفاذ مشيئته هذا معنى: ﴿ والله غالب على أمره ﴾.
إمام من أئمة أهل السنة والجماعة يسمى الإمام أبا إسحاق الأسفراييني التقى بشخص من المعتزلة كان شيخًا في المعتزلة عند قاض معتزلي يقال له عبد الجبار فأراد هذا المعتزلي أن ينصر عقيدته عقيدة الاعتزال فقال: سبحان من تنزه عن الفحشاء، يريد بذلك أنا نحن أي المعتزلة ننزه الله على أن يكون شائيا للشر وخالقا له. فقال له الإمام أبو إسحاق: ( سبحان من لا يقع في ملكه إلا ما يشاء ) يعني معناه نحن ننزه الله الذي لا يحصل في ملكه إلا ما أراد. فقال له هذا المعتزلي قال له: أيحب الله أن يعصى ؟
فقال له الإمام أبو إسحاق الأسفراييني: ( أيعصى ربنا قهرًا ؟ ) يعني تكون المعصية رغمًا عنه في ملكه وكل شئ ملكه. فقال المعتزلي: أرأيت إن حكم علي بالردى (أي بالضلال) ومنعني الهدى أحسن إلي أم أساء؟ فقال له الإمام أبو إسحاق: ( إن منعك ما هو لك فقد أساء وإن منعك ما هو له فإنه يختص برحمته من يشاء ). فقال المعتزلي: أنت مجنون، للإمام أبي إسحاق.
فقال له الإمام أبو إسحاق: ( لست مجنونًا ولكن وقف حمار الشيخ في العقبة ) معناه أنت ما وجدت جواباً أنا ألزمتك بالحجة العقلية أنا غلبتك يعني هنا ما ذكر ءاية إنما بالدليل العقلي غلبه؛ وهكذا أئمة أهل السنة يغلبون أهل الضلال بالحجج النقلية وبالحجج العقلية.
هؤلاء المعتزلة الرسول لما قال من أمتي ما عنى بذلك أنهم مسلمون لا إنما أراد بقوله من أمتي أي من الذين هم سمعوا دعوتي إلى الإسلام هؤلاء يسمون أمة الدعوة أما المؤمنون فيسمون أمة الإجابة أي سمعوا بدعوة الرسول واستجابوا لدعوته فآمنوا به فكانوا مسلمين،
فهنا لما قال الرسول صلى الله عليه وسلم : (( صنفان من أمتي ليس لهما في الإسلام نصيب المرجئة والقدرية )) معناه سمعوا بدعوة الإسلام أي بلغتهم الدعوة وليسوا من المؤمنين إنما ينتسبون إلى الإسلام انتسابا.