الدولة : عدد المشاركات : 73740 نقاط : 111480 تاريخ التسجيل : 30/01/2010 العمر : 36 الجنس :
موضوع: المعراج وأمور تحذيرية تقال في هذا الموسم الثلاثاء سبتمبر 13, 2011 8:41 am
المعراج وأمور تحذيرية تقال في هذا الموسم
المعراج وأمور تحذيرية تقال في هذا الموسم
إن الحمد لله نحمده ونستغفره ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أنْ لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله من بعثه الله رحمة للعالمين هاديًا ومبشرًا ونذيرًا بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة فجزاه الله عنا خير ما جزى نبيًا من أنبيائه،
صلوات الله وسلامه عليه وعلى كل رسول أرسله. أما بعد فيا عباد الله إني أحبكم في الله وأوصيكم ونفسي بتقوى الله العلي العظيم، يقول الله تعالى في القرءان الكريم : ﴿وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى عِندَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى﴾ سورة النجم من ءاية 7 إلى ءاية 15.
إخوة الإيمان، كم هو عظيم أن نشنّف مسامعنا بسماع ءايات من كتاب الله عزّ وجلّ وكم هو عظيم أن نشنّف مسامعنا بسماع ما يدلّ على عظيم قدر رسول الله، وكم هو عظيم أن نشنّف مسامعنا بسماع كلام عن معجزاته صلّى الله عليه وسلّم التي منها المعراج، فما هو المعراج؟ وما هو المقصود من المعراج؟ المعراج إخوة الإيمان مرقاة شبه السلّم درجة منها من فضة والأخرى من ذهب عرج بها النبيّ صلّى الله عليه وسلّم إلى السماء يقظة جسدًا وروحًا وليس في المنام
والمقصود من المعراج تشريف الرسول صلّى الله عليه وسلّم بإطلاعه على عجائب العالم العلوي وتعظيم مكانته، فلقد رأى صلوات ربي وسلامه عليه مالكًا خازن النار والبيت المعمور، وهو بيت مشرف وهو لأهل السماء كالكعبة لأهل الأرض، كل يوم يدخله سبعون ألف ملك يصلون فيه ثم يخرجون ولا يعودون أبدًا، ورأى سدرة المنتهى وهي شجرة عظيمة بها من الحسن ما لا يصفه أحد من خلق الله، ورأى الجنة وهي فوق السموات السبع فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر مما أعده الله للمسلمين الأتقياء خاصة، ولغيرهم ممن يدخل الجنة نعيم يشتركون فيه معهم، أما الكافر فلا يشم رائحة الجنة بل هو في جهنم خالدًا فيها أبدا لا يخفف عنه العذاب ولا لحظة، اللهم أحسن لنا ختامنا يا رب العالمين.
ورأى صلى الله عليه وسلم العرش وهو أعظم مخلوقات الله وحوله ملائكة لا يعلم عددهم إلا الله، وقد ورد في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم :" ما السموات السبع في جنب الكرسي إلا كحلقة في أرض فلاة وفضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على الحلقة "
فتأمل معي أخي المسلم عقيدة أهل السنة، عقيدة المسلمين كيف أن العقل شاهد لها وتأمل معي عقيدة المشبهة المجسمة كيف أن العقل يحكم بسخافتها هؤلاء الذين يقولون تارة إن الله بقدر العرش وتارة يقولون بتفسيرهم لحديث النّزول إن الله ينْزل بذاته إلى السماء الدنيا، بالله عليكم أليست هذه بسخافة عقل أن يقولوا عن الله جسم كبير بقدر العرش، العرش الذي لا يعلم حجمه إلا الله،
إذًا فالله منزه أي لا يتصف بالجسم بتاتًا، إذا كانت السموات السبع بالنسبة للكرسي كحلقة في أرض فلاة والكرسي بالنسبة للعرش كحلقة في أرض فلاة فكيف السموات السبع بالنسبة للعرش فكيف السماء الأولى بالنسبة للعرش، هؤلاء المشبهة من شدة جهلهم وسخافتهم تارة يقولون عن الله بقدر العرش وتارة يقولون عن الله ينزل بذاته إلى السماء الدنيا تارة يقولون إنه جسم كبير كبير جدًا بقدر العرش وتارة يقولون أنه والعياذ بالله يصغر ويتضاءل ويصغر حتى ينزل إلى السماء الدنيا بذاته فهم بذلك جعلوا الله كالمطّاط يتمدّد ويتقلّص. فما هذه السخافة وهذا الكفر، الله ليس جسمًا كبيرًا وليس جسمًا صغيرًا الله أكبر من كل شىء قدرًا .
الله خلق العرش إظهارًا لقدرته ولم يتخذه مكانًا لذاته، لذلك إخوة الإيمان حري بنا ونحن نتكلم عن المعراج أن ننبهكم لدسائس انتشرت بين بعض الناس كقولهم إن الله التقى بمحمد كما يلتقي البشر ببعضهم فهذا كفر والعياذ بالله تعالى،
أما الآيتان الكريمتان المقصود بهما جبريل عليه السلام هما ﴿ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى﴾ فقد روى مسلم عن عائشة رضي الله عنها في قوله تعالى :" ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى " قالت : إنما ذاك جبريل عليه السلام كان يأتيه، وإنما أتاه في هذه المرة في صورته التي هي هيأته الأصلية فسد أفق السماء.
وكذلك من الدسائس الكفرية قول بعضهم أن محمدًا وجد ربه يصلي في السماء وأن الله على زعمهم تكلم مع النبي محمد بصوت أبي بكر لأن النبي شعر بضيق، ويقولون أيضًا والعياذ بالله من الكفر أن الله وضع اصابعه على ظهر محمد فشعر النبي ببرودة. ويقولون أيضًا إنّ الله تشرّف بعروج النبيّ إليه وهذا كفر أيضًا.
وعلى زعمهم ( والعياذ بالله من الكفر ) يقولون وصل النبي إلى مكان فيه الله، فقال له جبريل إن دخلت وصلت وإن دخلت أنا احترقت .
فاحذروا إخوة الإيمان من تمويهات الدجالين الذين منهم من يطلع على التلفزيونات الفضائيات ويذرف الدموع ويشطح ويشطح بكلامه مخالفًا أصول الدين وعقيدة المسلمين هذا بكاؤه لا ينفعه فإنه من المعلوم أن الكافر يبكي والمؤمن يبكي ولكن العبرة بإرضاء رب العالمين نسأل الله تعالى السلامة.
ومما أكرم الله به نبيه في المعراج أن أزال عن قلبه صلى الله عليه وسلم الحجاب المعنوي، فرأى الله بفؤاده رأى الله الذي لا يشبه شيئًا والموجود بلا مكان أي جعل الله له قوة الرؤية في قلبه فرءاه بقلبه لا بعينه لأن الله لا يرى بالعين الفانية في الدنيا فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " واعلموا أنكم لن تروا ربكم حتى تموتوا " وإنما يرى الله في الآخرة بالعين الباقية ،
يراه المؤمنون الذين ءامنوا بالله ورسله ، لا يشبه شيئًا من الأشياء بلا مكان ولا جهة ولا مقابلة ولا ثبوت مسافة ولا اتصال شعاع بين الرائي وبينه عز وجل ، قال الله تعالى : ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَة﴾ أما الكفار فلا يرون الله في الدنيا ولا في الآخرة وهم مخلدون في نار جهنم.
اللهم توفنا على كامل الإيمان
هذا وأستغفر الله لي ولكم .
الخُطبةُ الثانيةُ
الحمدُ للهِ نحمَدُه ونستعينُه ونستغفرُه ونستهْدِيهِ ونشكُرُه ونعوذُ باللهِ مِنْ شرورِ أنفسِنا وسيّئاتِ أعْمَالِنا مَنْ يَهْدِ اللهُ فَلا مُضِلَّ لهُ ومَنْ يُضْلِلْ فلا هادِي لهُ والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ . عبادَ اللهِ أُوصِيْ نفسِيَ وإيّاكمْ بتقْوَى اللهِ العَليّ العظيمِ القائل في كتابه الكريم :
﴿إنَّ ربَّكَ فعَّالٌ لمَا يريدُ﴾ سورة هود / الآية 107
وروى أبو داود في سننه أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم علّم بعض بناته : " ما شاء الله كان ولما لم يشأ لم يكن ". فمعنى هذه الكلمة العظيمة إخوة الإيمان أنّ كلّ ما أراد الله وجوده لا بدّ أن يوجد في الوقت الذي شاء الله وجوده لا بدّ أن يوجد في الوقت الذي شاء الله وجوده فيه، وما لم يرد الله وجوده لا يدخل في الوجود فلا يوجد ولا يكون، ومشيئة الله أزلية أبدية لا تتغيّر لأنّ المتغيّر لا بدّ له من مغيّر يغيّره من حال إلى حال فكم من صحيح أمسى يشكو من العلل وكم من عليل أصبح معافًا من السقم؟
فسبحان الذي يغيّر ولا يتغيّر. سبحان الله الذي يغيّر ولا يتغيّر فبعد هذا البيان العظيم لا يجوز القول إنّ الله أراد أن يخلق فلانة ذكرًا ثمّ خلقها أنثى، فهذا فيه نسبة تغيّر المشيئة لله تعالى، ومشيئة الله أزليّة أبديّة لا تتغيّر، فمن قال هذه الكلمة : إنّ الله أراد أن يخلق فلانة ذكرًا ثم خلقها أنثى، أو قال : إنّ الله أراد أن يخلق فلانًا أنثى ثمّ خلقه ذكرًا هذا خرج من دين الله وكذلك نذكّر أنّ الرجل لا يقلب امرأة والامرأة لا تقلب رجلا، وتذكّر دائمًا حديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم " من صمت نجا " اللهمّ إنّا نسألك العفو والعافية في الدنيا وفي الآخرة .
واعلَموا أنَّ اللهَ أمرَكُمْ بأمْرٍ عظيمٍ أمرَكُمْ بالصلاةِ والسلامِ على نبيِهِ الكريمِ فقالَ ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً﴾ اللّـهُمَّ صَلّ على سيّدِنا محمَّدٍ وعلى ءالِ سيّدِنا محمَّدٍ كمَا صلّيتَ على سيّدِنا إبراهيمَ وعلى ءالِ سيّدِنا إبراهيمَ وبارِكْ على سيّدِنا محمَّدٍ وعلى ءالِ سيّدِنا محمَّدٍ كمَا بارَكْتَ على سيّدِنا إبراهيمَ وعلى ءالِ سيّدِنا إبراهيمَ إنّكَ حميدٌ مجيدٌ،