الدولة : عدد المشاركات : 73740 نقاط : 111480 تاريخ التسجيل : 30/01/2010 العمر : 36 الجنس :
موضوع: "كأن علي رؤوسهم الطير.." الثلاثاء سبتمبر 13, 2011 8:48 am
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته عن أسامة بن شريك الثعلبي قال (( أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه عنده كأن على رؤوسهم الطير. ))
أخرجه النسائي في الكبرى برقم (5881) ، قال المناوي في فيض القدير: قال الترمذي: حسن صحيح وقال الحاكم صحيح. وقد ورد في الحديث النبوي الشريف ((كأن على رؤوسهم الطير )) وفي رواية عند أحمد والشيباني بلفظ (( كأنما على رؤوسهم الطير )). والمعنى هنا كما ذكر السيوطي وعبد الغني والدهلوي في شرح سنن ابن ماجة : هو كناية عن إطراقهم رؤوسهم وسكوتهم وعدم التفاتهم يميناً وشمالا أي على رأس كل واحد الطير يريد صيدها ولا يتحرك، وهذه كانت صفة مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تكلم اطرق جلساءه كأنها على رؤوسهم الطير، وأصله أن الغراب إذا وقع على رأس البعير فيلتقط منه الحلمة والحمنانة فلا يحرك البعير رأسه لئلا ينفر عنه الغراب مرقاة. وقال العظيم آبادي في عون المعبود شرح سنن أبي داود: قال في النهاية (يقصد هنا ابن الأثير أبو السعادات المبارك بن محمد الجزري في كتابه النهاية في غريب الأثر): وصفهم بالسكون والوقار وأنهم لم يكن فيهم طيش ولا خفة لأن الطير لا تكاد تقع إلا على شيء ساكن. وقال العلامة بدر الدين العيني في عمدة القاري شرح صحيح البخاري: قوله (كأن على رؤوسهم الطير) قال الداودي: يعني أن كل واحد صار كمن على رأسه طائر يريد صيده فلا يتحرك كيلا يطير. وفي كتب اللغة ورد في لسان العرب وتاج العروس: يقال للقوم إذا كانوا هادئين ساكِنين كأَنما على رؤوسهم الطَّير وأَصله أَن الطَّير لا يَقَع إلا على شيء ساكن من المَوَاتِ فضرِب مثَلاً للإِنسان ووَقارِه وسكُونِه وقال الجوهري: كأَن على رؤوسِهم الطَّيرَ إِذا سَكَنُوا من هَيبةٍ وأَصله أَن الغُراب يقَعُ على رأْسِ البَعيرِ فيلتقط منه الحَلَمَةَ والحمنانه فلا يُحَرِّكُ البعيرُ رأْسَه لئلا يَنْفِر عنه الغُرابُ. وقال القرطبي في صفة النبي صلى الله عليه وسلم في الإعلام بما في دين النصارى ما نصه: كان صلى الله عليه وسلم كثير الصمت والوقار طويل الإطراق والاعتبار تكسو هيبة وقاره جلسائه حتى إذا جلسوا بين يديه كأن على رؤوسهم الطير إعظاما له وهيبة منه.
وهو ما اختم به داعياً الله تبارك وتعالى أن يجعلنا ممن يتخلقون بخلق القرآن وخلق نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم أنه سميع مجيب ..