الصحفي الأميركي الشهير توماس فريدمان: إسرائيل تتخبط .. وتجر الإدارة الأميركية معها
كاتب الموضوع
رسالة
زهرة
~¤ô¦§¦ ادارة المنتدى ¦§¦ô¤~
الدولة : عدد المشاركات : 73740 نقاط : 111480 تاريخ التسجيل : 30/01/2010 العمر : 36 الجنس :
موضوع: الصحفي الأميركي الشهير توماس فريدمان: إسرائيل تتخبط .. وتجر الإدارة الأميركية معها السبت سبتمبر 24, 2011 2:49 am
نيويورك - حذر الكاتب الاميركي الشهير توماس فريدمان الادارة الاميركية من استخدام حق النقض«الفيتو» ضد الدولة الفلسطينية للامم المتحدة لان ذلك سيشكل كارثة لواشنطن ومصالحها في منطقة تتفجر بالتيارات الشعبية.
كما اعتبر فريدمان في مقاله الذي نشره في «نيويورك تايمز» ان اعمدة الامن الثلاثة التي كانت ترتكز اليها اسرائيل في المنطقة بدأت بالانهيار بعد الثورة المصرية.
وهذه الاعمدة الثلاثة في نظره الاول :التهديد الذي تواجهه معاهدة «كامب ديفيد» والثاني: انهيار العلاقة مع تركيا والاردن والثالث: الاضطرابات التي تشهدها سوريا.
وكل هذا يتواكب مع وجود حكومة نتنياهو معدومة الكفاءة. واكثرها حماقة من الناحية الدبلوماسية واكثرها عجزا في الشأن الاستراتيجي.
فريدمان اعتبر أن هذا الوضع جعل إدارة أوباما تضج من العلاقة مع حكومة نتنياهو، وتخشى أن تصبح رهينة لفشلها وسياساتها السيئة، ورهينة للوبي اليهودي القوى في أمريكا الذي يمكن أن يضغط على أوباما في عام انتخابات قادم لكي يجبره على الدفاع عن إسرائيل في الأمم المتحدة ولو كانت تضر بمصالح الولايات المتحدة.
الكاتب الأمريكي رأى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي غير مسؤول عن سقوط نظام مبارك، أو تدهور العلاقات مع تركيا أو إثارة الاضطرابات فى سوريا، ولكنه مسؤول عن عدم صياغة استراتيجية لمواجهة كل هذه التحديات على المدى الطويل، بعيدا عن الإضرار بمصالح أمريكا، معتبرا أن طرد السفيرين الإسرائيليين في القاهرة وأنقرة، وتعرض سفيرها الثالث في عمان للطرد يكشف عن رفض بالغ للسياسة الإسرائيلية، مما يعرّض أوباما لمخاطر كبيرة لو استمر يدافع عنها.
فريدمان حذر من استخدام أمريكا «الفيتو» في الأمم المتحدة ضد الاعتراف بالدولة الفلسطينية، لأن ذلك سيكون كارثة لأمريكا ومصالحها في منطقة تموج بالتيارات الشعبية.
واقترح فريدمان على الولايات المتحدة أولا أن تسعى لنزع فتيل الأزمة في القضية الفلسطينية وعليها أن لا تعترض أثناء التصويت على الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
وبالنسبة لاسرائيل عليها الاعتذار لتركيا بعد قتلها للمدنيين في 2010، حتى تتلاشى أخطاؤها وتقنع الأتراك بعدم رفع أية دعاوى قضائية أمام القانون الدولي وبالنسبة لمصر أعتقد أن تسلك إسرائيل سلوكا جديدا تجاه مصر وتضع خريطة للسلام الحقيقي على الطاولة.
وانتهى الى القول: للأسف، فإن إسرائيل اليوم لا تملك الزعيم أو خزانة للدبلوماسية الخفية و الأمل الوحيد للشعب الإسرائيلي أن تعترف حكومته بهذه الأخطاء حتى لا تغرق إسرائيل في العزلة العالمية وتسحب أمريكا معها.
وفيما يلي نص المقال :
اسرائيل تتخبط وحيدة في بحر مستقبل مجهول
بقلم: توماس فريدمان
لم أكن أبدا أكثر قلقا على مستقبل اسرائيل من قلقي عليه الآن. فتداعي الاعمدة الرئيسة لأمن اسرائيل - السلام مع مصر، واستقرار سوريا والصداقة مع تركيا والأردن- مقترنا مع أكثر الحكومات في تاريخ اسرائيل حماقة من الناحية الدبلوماسية وأكثرها عجزا في الشأن الاستراتيجي، قد وضعا اسرائيل في وضع بالغ الخطورة.
أدى هذا إلى جعل الحكومة الأميركية في حالة ملل من القيادة الاسرائيلية، لكنها رهينة لسخافاتها، لأن اللوبي القوي الموالي لاسرائيل في موسم انتخابي يمكن أن يفرض على الإدارة أن تدافع عن اسرائيل في الأمم المتحدة، حتى عندما تعلم الإدارة ان اسرائيل تنفذ سياسات ليست في مصلحتها، أو في مصلحة أميركا.
اسرائيل ليست مسؤولة عن الإطاحة برئيس مصر السابق حسني مبارك، أو عن الانتفاضة في سوريا أو عن قرار تركيا بالسعي لقيادة إقليمية من خلال تلويث اسرائيل بشكل هجومي، أو عن انقسام الحركة الوطنية الفلسطينية بين الضفة الغربية وغزة. وما يتحمل رئيس وزرائها، بيبي نتنياهو، مسؤوليته هو الفشل في وضع استراتيجية للرد على كل تلك التطورات بطريقة تحمي مصالح اسرائيل طويلة الأمد.
حسنا، يمتلك نتنياهو استراتيجية : ان لا يعمل شيئا في مواجهة الفلسطينيين أو تركيا من شأنه أن يتطلب منه الوقوف ضد قاعدته الانتخابية، او التنازل عن ايديولوجيته أو إثارة العداوة مع شريكه في الائتلاف، وزير الخارجية افيغدور ليبرمان، وهو من الجناح اليميني المتطرف. ثم يتصل بالولايات المتحدة لوقف برنامج ايران النووي وينقذ اسرائيل من كل الوخزات، ولكن أن يضمن أن الرئيس اوباما لن يطلب منه شيئا في المقابل- مثل وقف المستوطنات الاسرائيلية- من خلال حشد الجمهوريين في الكونغرس للضغط على اوباما وتشجيع القادة اليهود على التلويح بأن اوباما معاد لاسرائيل وسيخسر الصوت اليهودي. وفي غضون ذلك يجعل اللوبي الاسرائيلي يهاجم أي شخص في الإدارة او في الكونغرس يقول بصوت مرتفع أن بيبي قد ارتكب بعض الأخطاء، وليس فقط باراك اوباما. وهكذا، فمن يمكنه ان يقول بأن نتنياهو ليست لديه استراتيجية؟.
وكتب المحلل الاسرائيلي ألوف بن في صحيفة "هآرتس" يقول :"الجهود الدبلوماسية التي استغرقت عدة سنوات لإدماج اسرائيل كجارة مقبولة في الشرق الأوسط انهارت هذا الأسبوع ، بطرد سفراء اسرائيل من انقرة والقاهرة، والإخلاء السريع لموظفي سفارتها في عمان. المنطقة تلفظ الدولة اليهودية، التي تغلق نفسها وراء جدران محصنة، تحت قيادة ترفض أي تغيير، أو تحرك او إصلاح... وقد أظهر نتنياهو سلبية تامة أمام التغييرات الدراماتيكية في المنطقة، وسمح لمنافسيه بالإمساك بالمبادرة ووضع الأجندات".
ما الذي تستطيع اسرائيل فعله؟ لقد قالت السلطة الفلسطينية لنفسها، وهي التي قطعت قفزات ملموسة خلال السنوات الخمس الماضية في بناء المؤسسات وقوى الأمن لدولة في الضفة الغربية- ما جعل الحياة هناك أكثر هدوءا من أي وقت مضى بالنسبة لاسرائيل- :"بناؤنا للدولة لم يدفع باسرائيل لوقف الاستيطان أو القيام بخطوات للفصل، وهكذا فكل ما نقوم به هو المحافظة على استمرارية الاحتلال الاسرائيلي. دعونا نذهب للأمم المتحدة، ونحصل على اعتراف بدولة في حدود 1967 ونحارب اسرائيل بهذه الطريقة". وبمجرد ان يصبح ذلك واضحا سيترتب على اسرائيل إما أن تعرض خطتها الخاصة بالسلام أو أن تحاول صياغة دبلوماسية في الأمم المتحدة، وفقا لقرارها الخاص الذي أعاد التأكيد على حق الفلسطينيين والشعب اليهودي بدولة في فلسطين التاريخية، وأن تعيد تفعيل المفاوضات.
نتنياهو لم يفعل أيا من الأمرين السابقين. والآن تسارع الولايات المتحدة لنزع فتيل الازمة، وللقيام بذلك، ليست الولايات المتحدة مضطرة للتصويت بفيتو ضد الدولة الفلسطينية، مما قد يكون كارثيا في عالم عربي يتحرك بشكل متزايد نحو حكم ذاتي أكثر شعبية.
وبخصوص تركيا، فقد عمل فريق اوباما ومحامو نتنياهو دون كلل خلال الشهرين الماضيين لحل الأزمة الناتجة عن قتل الكوماندوز الاسرائيليين لمواطنين اتراك خلال الغارة على اسطول المساعدات التركي الذي حاول بإهمال الرسو في غزة. وكانت تركيا تطلب اعتذارا. وبحسب مقال مستفيض حول المحادثات كتبه المعلق الاسرائيلي ناحوم بارنيع في صحيفة "يديعوت أحرونوت" فقد وافق الجانبان على ان اسرائيل ستعتذر فقط عن "أخطاء عملياتية"، وسيوافق الأتراك على عدم رفع قضايا قانونية. ثم تجاوز بيبي بعد ذلك محامييه ورفض الصفقة، بدافع من االكبرياء القومي والخشية من أن يستخدم ليبرمان الاتفاق ضده. وهكذا طردت تركيا السفير الاسرائيلي.
وبالنسبة لمصر، فقد غادر الاستقرار مبناها ولن تخضع أي حكومة مصرية جديدة إلا للمزيد من الضغوط الشعبوية على اسرائيل. بعض تلك التطورات كان من غير الممكن تجنبها، ولكن لماذا لا توجد استراتيجية للتقليل إلى الحد الادنى منها من خلال وضع اسرائيل خريطة سلام حقيقية على الطاولة؟.
أشعر بتعاطف شديد بسبب الدوامة الاستراتيجية الاسرائيلية وليست عندي اوهام بخصوص أعدائها. لكن اسرائيل لا تقدم لأصدقائها – والرئيس اوباما واحد منهم- أي شيء للدفاع عنها من خلاله. تستطيع اسرائيل القتال ضد الجميع أو أن تختار عدم الاستسلام ولكن أن تخفف من تلك النزعات من خلال مقاربة سلام يمكن أن يعترف بها الأشخاص من ذوي العقليات النزيهة على أنها جادة، وتقلل بالتالي من عزلتها.
ولسوء الحظ، فليس لاسرائيل اليوم قائد أو حكومة تنفذ مثل هذه الاستراتيجية البارعة.