لمحة تاريخية عن هذه الارض المقدسة : أكثر
المسلمين اليوم لا يعرف عن القدس إلا اسمها، هذه البقعة الطيبة الطاهرة،
والتي يدّعيها اليهود، وأنهم أحق بها من أهلها، فحتى تتبين الحقائق، وحتى
تتضح الصورة واضحة جلية، فقد كتب التأريخ العربي والإسلامي واليهودي
والنصراني عن هذه البقعة ومن سكنها منذ آلاف السنين، فالقدس أرض عربية
إسلامية ولو كره الكافرون، ولو زمجر المغرضون، ونهق الناهقون. 1/ سكنت قبائل الكنعانيين ارض فلسطين مع الهجرات السامية قبل الميلاد بحوالي 3500 عام 2/
دخلها ابراهيم صلى الله عليه و سلم مهاجرا الى الله تعالى و اسس فيها
المسجد الاقصى بعد اربعين عاما من بناء البيت الحرام (الكعبة المشرفة). 3/دخلها
اليهود بعد انتهاء فترة التيه ، و أسسوا فيها مملكتهم (مملكة بيت المقدس) ،
بعد انتصارهم على اهلها الأصليين ( الكنعانيين) ، ثم انقسمت إلى مملكتين :
مملكة السامرة في الشمال ، و مملكة يهوذا في الجنوب ، ثم اندمجت السامرة
في يهوذا. 4/اقام
نبي الله سليمان بن داوود عليهما و على نبينا افضل الصلاة و السلام، معبدا
مكان المسجد الاقصى لعبادةت الله سبحانه و تعالى (عرف بهيكل سليمان).اي ان
الهيكل : هو المكان الذي اتخذه سليمان عليه السلام مكانا لعبادة الله
تعالى فيه. 5/ هدم نبوخذ نصَر البابلي مملكة يهوذا و استاق اليهود أسرى الى بابل حوالي عام 586 ق.م. 6/
بعد ثمانية قرون عاد اليهود من الاسر و قد ضاعت التوراة الحقيقية فقام بعض
اليهود بتدوين ما بقي منها خلال الفترة الاخيرة من الاسر و قد حرفوا و
بدلوا فيها ، اضافة الى جملة من الأكاذيب منها: ( أنَّ الله تعالى وعد بني اسرائيل و اليهود بأرض فلسطين (أرض الميعاد ) ، ليلمهم من شتات ..) 7/
احتل الروم بلاد الشام ومن جملتها فلسطين حوالي 64 ق.م. و بقوا فيها الى
أن جاء الفتح الإسلامي ... ففتحت فلسطين صلحا على عهد أمير المؤمنين عمر
ابن الخطاب رضي الله عنه عام 15 هـ - 636 م. 8/
ظلت القدس تنعم بحكم المسلمين، بعد أن دخل أهلها في دين الله أفواجا ، إلى
ان احتلها الصليبيون عام 1099م ، و قتلوا يومها 70 الف من المسلمين غدرا و
خيانة ، معظمهم من العلماء و العباد و المجاورين و حولوا جزءا من المسجد
الاقصى الى كنيسة و الجزء الآخر جعلوه اسطبلا لخيولهم و رفعوا الصليب على
قبته الى ان هيا الله تعالى البطل المجاهد صلاح الدين الايوبي رحمه الله
تعالى فحرر القدس من ايدي الصليبين سنة 1187 م . 9/ بقيت تنعم برعاية المسلمين في العهد الأيوبي ، ثم المملوكي ، ثم العثماني ثم العربي ، ثم خضعت لحكم الانتداب الانجليزي. 10/ قام الصهاينة باحتلال أجزاء من فلسطين عام 1948، ثم احتلت القدس عام 1967 و حتى وقتنا الحاضر. التعريف بالمسجد الاقصى من
المسلمين من يظن أن المسجد الاقصى هو مسجد قبة الصخرة ، أو الجامع القبلي(
وهذا خطا كبير ) ، و الحقيقة أن المسجد الاقصى هو كل ما دار عليه السور :
فمسجد قبة الصخرة و الجامع القبلي و غيرهما ، كلها تعتبر من المسجد الاقصى (
فالمسجد الأقصى هو البقعة و ليس البناء). و من يصلي في اي مكان منه ينال
الأجر المضاعف – بإن الله تعالى- و الاعتداء على اي جزء منه يعتبر اعتداء
على المسجد الاقصى . المسجد الأقصى هو كل ما دار حوله السور حائط
البراق (الذي يسميه الصهاينة حائط المبكى)هو جزء من الجدار الغربي للمسجد
الاقصى . الذي يزعم الصهاينة أنه من بقايا هيكل (معبد) سليمان، فيتباكون
عنده على ملكهم الضائع المزعوم.. ملاحظة:
الحفر يجري- الآن- قريبا من حائط البراق (المبكى عند الصهاينة) مقابل باب
المغاربة لتوسيع ساحته التي يجتمع فيها الصهاينة لأداء طقوسهم الباطلة. مصطلحات يجب على المسلم التفريق بينها ينبغي على المسلم التفريق بين المصطلحات التالية : 1/ اليهودي : وهو من يدين بشريعة موسى عليه الصلاة و السلام ملاحظة
: لقد نسخ الاسلام كل الشرائع السابقة . قال تعالى" و من يبتغ غير الاسلام
دينا فلن يقبل منه و هوفي الآخرة من الخاسرين " آل عمران . قال
صلى الله عليه و سلم: " و الذي نفس محمد بيده ، لا يسمع بي أحد من هذه
الأمة ، يهودي ولا نصراني ، ثم يموت و لم يؤمن بالذي ارسلت به إلا كان من
أصحاب النار" رواه مسلم. الحمد لله الذي جعلنا من أتباع النبي الامي محمد صلى الله عليه و سلم الذي أخرجنا الله تعالى به من الظلمات الى النور اللهم ثبتنا و المسلمين جميعا على هذا. 2/
الصهيوني هو الذي ينتسب الى الصهيونية ، و هي حركة عنصرية سياسية تدعي
حماية اليهود في العالم . و صهيون أحد جبال فلسطين المحتلة –حررها الله
تعالى-. 3/
بنو اسرائيل : وهم سلالة نبي الله يعقوب عليه السلام ...و قد نسب الكيان
الصهيوني دولتهاليه زورا و بهتانا من اجل الترويج لدولتهم المغتصبة. و
يعقوب عليه الصلاة و السلام ليس بيهودي ، فهو على الحنفية السمحاء ، شريعة
إبراهيم عليه الصلاة و السلام ، وهو منهم براء فهذا نبي من عند الله تعالى ،
هؤلاء شراذم الآفاق. تنبيه: قال
العلماء انه لا يصح غطلاق مصطلح (اسرائيل) على العصابات الصهيونية
الموجودة اليوم في فلسطين و التي هي شراذم من بلاد شتى و يجب على كل مسلم
استخدام لفظ : " فلسطين المحتلة " . ماذايمكنأننقدممنخدمةللمسجدالأقصى؟ ان لدينا اسلحة كثيرة و عديدة لكننا نعجز على استخدامها وقدكتبعنهذهالقضيةعدةدراساتمنقبلعلماءوباحثين،ونحنبدورنانلخصمقترحاتهمودراساتهم،ونعرضهاللإستفادةمنها وتطبيقهاقدرالمستطاع. أولاً: واجبنا نحو هذه القضية:المسلم دائما له دور في صناعة الأحداث.. وليس سلبياولذا فيجب على المسلم في هذا الزمان أمور منها:- استحضارالنيةالصادقةواستدامتهالنصرةالمسجدالأقصىالمبارك.- حمل عبء القضية لأنها قضية كل مسلم.. وذلك عبر الحديث عنها، ونشر الموقف الصحيح منها..لأن التحرك لا يأتي إلا بعد الفهم- إعداد النفس إيمانيا وبدنيا للتضحية: «وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة..» الأنفال/60وتمنى الشهادة في سبيل الله.. فقد جاء في الحديث: «من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه». رواه مسلم- الدعوة إلى الله
سبحانه وتعالى، والعمل لتربية جيل النصر المنشود الذي يحرر المقدسات ويطهر
الأقصى الأسير من رجس اليهود (على الأقل كما فعل اليهود.. إذ كان أطفالهم
يقول بعضهم لبعض: إلى اللقاء في القدس!).- رفض التطبيع بكل
قوة وإحباط محاولاته الخائنة، ومقاطعة العدو، ومقاطعة منتجاته الاقتصادية،
وقيمه الدخيلة، وعدم الذهاب للأرض المحتلة إلا مطهرين ومنقذين فقد قال
تعالى: «يا أيها الذين امنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء..» الممتحنة/1.>>>> ان اردتم نضع رابط موقع للمنتجات التي يجب مقاطعتها - بث روح الأمل
والتفاؤل لأن الأمة الإسلامية لا تزال تلفظهم وترفض التعاون معهم على
المستوى الشعبي.. فلنسهم في نشر هذه الروح ولنعمل على استمرارها.-السعي الدائم لجعل القضية ساخنة ومحور اهتمام دائم:إن
أقصى ما يرجوه العدو أن تموت القدس من تفكير المسلمين إيماناً منه أنه في
حالة بقائها محور الاهتمام حتما سيأتي من ينتصر لها في يوم من الأيام. وهذا
لا يحدث إلا للقضايا التي يجعلها محور حديثهم وجل وصاياهم... -يجب أن نعيش قضية بيت المقدس و ذلك:*
بأن نتابع أخباره وأن نعرف ما يكاد ويدبر له في الظلام من مخططات صهيونية
لتدميره وهدمه، وخاصة أنهم بدأوا في إقامة الأنفاق من تحته وإحلال ما
يزعمون هيكل سليمان.*وأن نعلق صور
القدس في بيوتنا، وفي مساجدنا وفي مدارسنا، وفي مصانعنا وفي شوارعنا وأن
نعرف المسلمين قيمة هذا المسجد ومكانته في الإسلام.*أن نلح على الله
بالدعاء في صلاتنا وفي خطبنا ودروسنا وندواتنا، بحيث يصبح بيت المقدس هو
الشغل الشاغل لكل مسلم في نهاره وليله وفي سفره وحضره.*· استخدامالرسائلالهاتفيةللتذكيربالواجبنحوالمسجدالأقصىالمبارك.* إبداءالنصرةللمسجدالأقصىالمباركونشرأخبارهوأحوالهمنخلالالمشاركةفيبرامجالبثالمباشروبرامجالفتاوىعبرالإذاعةوالتلفازومنتدياتالإنترنت* حضورالمناسباتوالأنشطةالمتعلقة بالقدس بشكل عام و المسجد الأقصى بشكل خاص* التحدثفيجمعمنالأقاربأومجموعةالعملالوظيفيأوالأصدقاءيومياًلمدةخمسةدقائقعنالواجبنحوالمسجدالأقصىالمباركأولنتحدثلـِ 15 شخصافيالشهرالواحدحولالقضية .*جدولالاجتماعالأسريلمدةعشردقائقلمدارسةتاريخوقضيةالمسجدالأقصىالمبارك * ان تحكي لزوجتك وأولادك الكثير عن بيت المقدس وتاريخه وقصة فتحه وتحريره.*أن
تحكي لهم طرفاً من أخلاق وسيرة الصالحين في كل مكان وزمان حتى نحظى بعون
الله تعالى وتوفيقه لنا كما أعانهم من قبل. قال تعالى: «إن الله مع الذين
اتقوا والذين هم محسنون» النحل/128.* إخراجمصروفالأسرةلمدةيومواحدتضامناًمعالمسجدالأقصىالمبارك،يقيالأسرةمصارعالسوء*تذكيرالأطفالبفضلالمسجدالأقصىالمباركمنالآياتالقرآنيةوالأحاديثالنبوية.* تلقينالأمهاتورباتالبيوتأطفالهمحباللهورسوله،وحبالأقصى،منخلالالكتبالمختارةوالشعروالأناشيدالمسجلةبالأشرطةوغيرها* انشاءمكتبةصغيرةتشملكتيباتونشراتوأشرطةتتضمنموضوعاتعنالمسجدالأقصىالمبارك.* تكليفالأبناءبعمللوحاتإعلانيةوجداريةحولنصرةالأقصى(عبارات،أدعية،كلماتمأثورة)وتعليقهافيأركانالمنـزل او المدرسة.* إضافةعبارةأوكلمةمأثورةعنالمسجدالأقصىلبطاقاتالمعايدةوالأفراحوالدعواتالشخصيةوإعلاناتالتهنئة*التبرع بالمال للمؤسسات القائمة على رعاية المسجد الأقصى وحمايته ، فهذا جهاد بالمال لا يقل أهمية عن الجهاد بالنفس* استثمار ما نملك من قوة لخدمة القضية: فإن كنا من أصحاب الكلمة نستثمرها لنوصل الفكرة إلى كل من يسمعها..وإن كنا من أصحاب الأموال قمنا بتجنيدها في خدمة هذه القضية.*طبع هذه المطوية و توزيعها على اكبر عدد من معارفكم. ثانيا :ًإصلاح
النفس والمجتمع: يبدأ الطريق بصلاح النفس، وإصلاح المجتمع.. فلقد وضع الله
سبحانه وتعالى في كتابه الكريم قانونا من قوانينه التي لا تتبدل وسنة من
سننه التي لا تتغير، أن إصلاح النفس يتبعه تغيير المجتمع، قال سبحانه
وتعالى: «إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم » الرعد/11.فلا تتغير النوازل
الكروب التي حلت بالمجتمعات إلاّ بترك المعاصي والذنوب التي وقعت من
العباد.. أي لا تغيير من الله للمجتمع إلا بعد تغيير نفوس أفراده وصلاحهم.
والمقصود بالتغيير والإصلاح المنشود أن تصلح نفسك، وزوجتك، وأولادك،
وأقاربك، وجيرانك، وأصدقائك، وزملائك، فالفرد لبنة في الأسرة والأسرة لبنة
في المجتمع. • أن تغير من نمط حياتك الاستهلاكي، فلا تسرف ولا تبذر. • ألا تتعود على اقتناء الكماليات في كل شؤون حياتك.• أن تحيا حياة المجاهدين في الطعام والشراب والملبس والمسكن.• ألا
تتحكم فيك العادات التي تصبح أسيراً لها مثل شرب الشاي أو القهوة أو
المنبهات أو المكيفات، فالأسير الحقيقي من أسره هواه، والحر من انتصر على
شهواته وإن قيدت يداه وقدماه.استثمار ما نملك من قوة لخدمة القضية: فإن كنا من أصحاب الكلمة نستثمرها لنوصل الفكرة إلى كل من يسمعها..وإن كنا من أصحاب الأموال قمنا بتجنيدها في خدمة هذه القضية.وكل ما سبق هو
إعداد للساعة القادمة الحاسمة، القادمة حتماً.. وهي قضية المواجهة، فعلى كل
مسلم أن يعد نفسه ليكون على أول قائمة المجاهدين الطامعين في أمكنة
الشهداء. تحرير القدس كهدف استراتيجي كيف يتحقق؟ ثالثاً: عدم الرضوخ لما يسمى بسياسة الأمر الواقع:* ان التسميات «الممكن.. المتاح.. الواقع..» إنما هي ستار لتضييع الحق وتكريس الظلم.إن أصحاب سياسة الأمر الواقع يقولون بتبجح غريب: وماذا نملك نحن لنفعل حيال الأمر القائم؟نقول لهم بوضوح:
افعلوا أي شيء تستطيعون.. وأقل ذلك إنكار الظلم وعدم الاعتراف بشرعيته...
ولو انتهت حياتكم على ذلك فكفى.. فسيأتي جيل في المستقبل لاسترداد الحق.
كما نقول لهم: ليس منكم من هو أمين على المستقبل فإنه ملك الأجيال القادمة
فلا تورثوهم الخزي والعار بالاستسلام لعدوكم. إن
الواجب يفرض على كل مسلم أن يعلم أبناءه أبعاد القضية، وأن يحدثهم عن الحق
في أرض فلسطين بصفة عامة والقدس بصفة خاصة، وأن يلقنهم ذلك كما يلقنهم فقه
الحياة وأسباب المعيشة. ملاحظة1:
ان المحادثات التي تجرى مع الصهاينة ، ليست جائزة في شرع الله تبارك و
تعالى ، لأنها تقوم على أساس إقرار الصهاينة على الأراضي المحتلة سنة 1948 م
مقابل إعادة الأراضي المحتلة عام 1967 باستثناء القدس الشريف تبقى
للصهاينة ؟؟؟ اذا فالأرض التي احتلت قبل ذلك العام سوف يتنازل عنها – و قد
تنازلوا عنها فعلا- و هذا غير جائز في شرعنا. لان ارض الاسلام تبقى ارضا
اسلامية الى يوم القيامة و لا يجوز التنازل عنها اطلاقا، لانها ليست ملكا
للانظمة أو المفاوضين أو حتى كل المسلمين...فالارض لله سبحانه و تعالى. و
هو الذي يحكم بما يشاء ، و قد حكم عز و جل بذلك فول تصورنا ان كل المسلمين
وافقوا على الصلح و الاستسلام ( وهذا لن يكون ابدا باذن الله تعالى) لا
يجوزهذا السلام ( الاستسلام) بحال من الاحوال. *يجب
عدم المبالغة في قوة العدو: اعتمدت الصهيونية على الدعاية المكثفة لرسم
الأساطير والخرافات بقوة وبطش الجيش اليهودي و تردد على الألسنة مقولة:
«الجيش الذي لا يقهر» ومن قوة الدعاية صدق الكل هذه الأكذوبة، بل أسهم
الخيال المريض والعجز الذي تعاني منه الأمة الإسلامية في تكريس هذه الصورة
وإضفاء مزيد من البريق عليها. وليس أدل على جبنهم أيضاً معركة الفرقان على
أرض غزة العزة ، حيث كان يحاربون من وراء جدر دباباتهم وطائراتهم خوفاً من
المواجهة المباشرة مع أبطال المقاومة في غزة هاشم وفي نهاية المطاف انسحبوا
مهزومين لم ينالوا خيراً وعادوا خائبين يجرون ورائهم أذيال الخيبة والعار وكل
ما سبق هو إعداد للساعة القادمة الحاسمة، القادمة حتماً.. وهي قضية
المواجهة، فعلى كل مسلم أن يعد نفسه ليكون على أول قائمة المجاهدين
الطامعين في أمكنة الشهداء. تحرير القدس كهدف استراتيجي كيف يتحقق؟ فإنَّ من أوجب واجبات الدين ، وأعظم فرائض الإسلام ،
حماية المقدّسات الإسلامية من أعداء الأمَّة ، وعلى رأسها بعد الحرمين ،
المسجد الأقصى المبارك ، وما حوله من من الأرض المقدسة التي أورثها الله
تعالى أمّة الإسلام ، وجعل الحفاظ عليها أمانة الله بيدها ، وسمَّى
المفرِّط فيها خائنـاً ، وتوعـَّد من تخاذل عن الدفاع عنها بالعذاب الأليم ،
والإستبدال ، قال تعالى : (يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله ، والرسول ،
وتخونوا أماناتكموأنتم تعلمـون) ، وقد نزلت هذه الآية فيمن أسـرَّ إلى
اليهود خبراً بغير رضى الله ، ورسوله _
_
فكيف بمن أسـلم المسجد الأقصى ، والأرض المقدَّسة ، وأهلها من المسلمين ،
وغيـرهم من المظلوميـن ممن هم في عهد المسلمين ، أسلمهـم إلى اليهـود
بالتثاقـل عن النصرة ، والجهـاد ؟!
وقال تعالى متوعّـداً من يتخاذل عن الجهاد عموما بقوله
:(إِلاَّ تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ
قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ
قَدِيرٌ )، فكيف بمن يتخاذل عن جهاد أشد الناس عداوة للمؤمنين ، المغتصبين
لبيت المقدس ، المعتدين على حرمات الأمّة ، وجميع مقدساتها ؟!!
هذا وقـد قال تعالى :(فما لكم لا تقاتلون في سبيل الله
، والمستضعفين من الرجال ، والنساء والولدان ، الذينيقولون ربنا أخرجنا من
هذه القرية الظالم أهلها ، واجعل لنا من لدنك وليًا واجعل لنامن لدنك
نصيرًا)، ومعلوم أنـَّه ليس ثمة طائفة من المسلمين ظُلمت ، واستُضعفت مثل
أهلنـا في فلسطين ، طيلة عقود ، فقـد قُتـل ويُقتل منهم الآلاف ، وشُّـرد
ويُشرد الملايين ، وتُغتصب أرضهم ، وتنتهك أعراضهم ، ويُؤسَـر رجالهم ،
ونساؤُهم ، وتهراق دمـاء أطفالهـم ، وشيوخهـم ، ويغيـَّر حتى تاريخـهم ،
وأسماءُ مدنهـم .
فوالله إنَّ التقاعس عن نصرتهم من أعظم الآثام ، وأشنـع الإجرام . هذا
وقد أجمع العلماء ، واتفقت المذاهب الإسلامية على أنَّ الجهاد من أعظم
الفروض إذا احتل العدوُّ أرضا إسلامية حتى لوكانت خرابا ، أو مواتا ، على
حدود بعيـدة من أرض الإسلام ، وأنَّ جميع النصوص الواردة في الوعيد على ترك
الجهاد تتنزّل على ترك جهاد هذا العدوِّ ، فكيف يكون هذا الفرض الإسلامي العظيـم إذا كان المسجد الأقصى هو المحتلَّ ، والأرض المقدسة هي المغتصبة ؟! ولقد رغّبَ النبي () المسلم في أن يستحضر نية الجهاد في حياته دائماً حتى لا يكون في عداد المنافقين، فقال (): «من لم يغز ولم يحدث نفسه بالغزو مات ميتة الجاهلية أو مات على شعبة من النفاق» (الحديث رواه الإمام مسلم في كتاب الإمارة 191). فإلى ذروة سنام الإسلام، وإلى درب العزة للأمة، وإلى طريق التحرير والحرية، ولا نيأس وإن طال الطريق ولا نقنط وإن قل الرفيق. ===============
أحبتي
في الله المسجد الأقصى حق المسلمين، لأنهم ورثة الرسالات السماوية
السابقة، وهو رمز اصطفاء الله تعالى لرسالتنا .. رسالة الإسلام كخاتمة
للرسالات السماوية .. تصدقها، وتهيمن عليها . فالمسلمون يؤمنون بجميع
الأنبياء السابقين، ويعتبرون تبجيلهم وتوقيرهم ركنا من أركان دينهم، ومن
ثم، فإنهم – وليس من يدعون كذبا أنهم أتباع هؤلاء الأنبياء – الأقدر على
حماية هذا المكان المقدس. ولن يسود السلام إلا بعودة الحق لأهله. ويبقى
الأمل .. لأن هذا المكان بقى، وسيبقى، على الرغم من المحن التي عصفت وتعصف
بالمسلمين، حصن الدين، ومعقل الإيمان إلى قيام الساعة