الدولة : عدد المشاركات : 73740 نقاط : 111480 تاريخ التسجيل : 30/01/2010 العمر : 36 الجنس :
موضوع: العودة إلى الله للشاعر الكبير محمود حسن إسماعيل الأحد أكتوبر 23, 2011 8:37 am
[color:2f47=4000ff][color:2f47=400000]
العودة إلى الله للشاعر الكبير محمود حسن إسماعيل
العودة إلى الله للشاعر الكبير محمود حسن إسماعيل
في هذه القصيدة يصور شاعرنا المبدع رحلته من ظلمات المعصية إلى ضفاف نور التوبة ويصور معاناته مع نفسه وضميره ومع وذنوبه التي لا يستطيع نسيانها مهما هرب منها فهي تحاصره في طرقه وفي نومه وفي صحوه وفي غنائه وفي بكائه ويصور هزيمته أما الشهوات وكيف انطلق كأنه إعصار إلى المعصية والشهوة ولكنه يعود إلى ربه مرة أخري وينسلخ من جلده الذي عصى الله فيه وينفصل عن نفسه المذنبة ويتجرد من ماضيه ويتركه في النهاية رمادا مشتعلا من نار التوبة ويعلن العودة إلى الله .
رب إني لك عدت من سراب فيه تهت وعلى وجهي شظايا ندم فيه انتهيت وكهوف من خطايا تحتها نار وصمت وطيور ذرفت سري وطارت حيث طرت وتلاشت في زوايا خلدي أنى سريت فإذا أبكي أراها أدمعا مما بكيت وإذا أشكو أراها كل ما منه اشتكيت وإذا أهرب كانت كل درب قد سلكت وإذا أغفو أراها كل حلم قد رأيت وإذا أفزع للأوهام كانت ما وهمت وإذا غنيتها النسيان غنت ما ذكرت ومحت ذاتي وعادت لي بما كنت دفنت رب جنبني صداها فهي أعدى من عرفت هي نفسي وهي شيطاني الذي منه هربت سكنت في ّ وفي صحرائها الكبرى سكنت وعلى مصباحها المخنوق في السفح أقمت وكما شاءت على الأدغال والريح ارتميت وكما ينطلق الإعصار في الليل انطلقت وتسللت الفجاج السود فيه ومضيت راهبا ضلت مسوحي في هداها وضللت ويح عمري ما الذي كنت على الرمل كتبت ؟ قصة ..ما زال حولي كل ما فيها رويت الأسى والإثم والعصيان وهذا ما حملت فإذا التوبة ألقت رحلها عندي رحلت وإذا الأوزار حطت حط قلبي وانتشيت وإذا ركب الخطايا لاح للعين هفوت وكما ينتفض الطائر للفجر انتفضت وتلفعت بسري في الدياجي وانسللت مثلما ينسل مني خاطر منته برمت هذه قصة بستان به كنت عبرت حاطبا أجمع نارا .. وأسى فيما جمعت ليس لي فأس ولا غرس ولكني احتطبت من ربيع ليس لي فيه سوى أني وجدت ورحيق كل ما أعلم أني قد شربت وعبير كل ما أدريه أني قد شممت وثمار كل وعيي أنني منها قطفت وغصون ظلها يجهل ما جهلت بعثرت سري وعادت وهي للإيمان بيت جل ربي ! كل هذا ما الذي كنت ارتكبت أذنوب ؟ أم دروب فب مهاويها جرفت ؟ أنا كذاب ولكن كل ما قلت صدقت نقلت نفسي عن نفسي الذي كنت ادعيت فهو زور وهو حق وهو سر فيه حرت أنا نفسي ذلك الإثم الذي منه هربت أنا نفسي ذلك الزور الذي منه جزعت كل ما أشكوه منها ذنبه مهما برئت عذبتني بخطاها وهواها فاستجرت وإلى قدس على من ضفاف النور طرت بعدما جردت ذاتي وعن النفس انفصلت وإلى الله بنوحي وعذاباتي اتجهت وشببت الجسم نارا وهشيما واشتعلت رب من بقيا رمادي وحصادي لك جئت رب غفرانك إني في ظلامي قد وئدت !