تقرير دولى يرصد حالات اغتصاب المتظاهرين والأطفال السوريين

كتب عنتر فرحات ووكالات ٤/ ١٢/ ٢٠١١

بعد يوم واحد من إعلان مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أن القوات السورية ارتكبت جرائم ضد الإنسانية، وبعد إعلان تركيا أنها تدرس فرض منطقة عازلة على طول حدودها لحماية السوريين،

دعا وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف لمزيد من الجهود للحوار مع دمشق، بينما تفاقمت أزمتا المازوت وأسطوانات الغاز فى سوريا بسبب العقوبات الدولية والعربية، فيما تواصلت المظاهرات وأعمال العنف التى أسفرت عن سقوط عشرات القتلى - بينهم جنود نظاميون ومنشقون - فى اشتباكات دامية فى إدلب وحماة.

وأدان التقرير الرسمى للجنة التحقيق الدولية حول سوريا، الذى ناقشه مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أمس الأول، استخدام النظام السورى العنف الجنسى ضد المعارضين والمتظاهرين والمنشقين. وأكدت لجنة التحقيق الدولية تلقى شهادات عن ممارسة التعذيب الجنسى على المعتقلين الذكور. وقالت إنه من الممارسات المعتادة أن الرجال يُجبرون على خلع ملابسهم والبقاء عراة، وأنهم تعرضوا للضرب على الأعضاء التناسلية وممارسة الجنس قسرا والصعق بالكهرباء،

والحرق بالسجائر فى فتحة الشرج داخل مراكز الاحتجاز العسكرية والاستخباراتية، وتلقى العديد من المعتقلين تهديدات متكررة بالاغتصاب أمام عائلاﺗﻬم وباغتصاب زوجاﺗﻬم وبناﺗﻬم بحسب التقرير الذى أورد عدة شهادات لرجال أفادوا بتعرضهم لانتهاكات جنسية بالهراوات، وأﻧﻬم كانوا شهوداً على اغتصاب فتيان وأطفال، بينما تعرضت النساء للتهديد والشتم أثناء مداهمة قوات الجيش وقوات الأمن لمنازلهن.

وتزامن ذلك مع خروج مظاهرات ليلية فى عدة مدن سورية، منها العاصمة دمشق وحماة وحمص ودرعا واللاذقية لحث الدول الغربية على إقامة منطقة عازلة لحماية المدنيين، وواصلت قوات الأمن قمع المتظاهرين، وقتل ١٨شخصا غالبيتهم من القوات النظامية والمنشقين فى اشتباكات بإدلب وحمص بعد مقتل ١٤ مدنيا على الأقل عقب مظاهرات فى جسر الشغور وجبل الزاوية وإدلب وبابا عمرو وحماة.

وذكرت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية أن سوريا حظرت استعمال جهاز «آى فون» لوقف تدفق لقطات الاحتجاج على الإنترنت. وقالت إن أحد مواقع التدوين «نشر إشعارا مزعوما من إدارة الجمارك فى وزارة المالية السورية، ينص على أن السلطات سوف تصادر أى جهاز آى فون يتم العثور عليه وستلاحق صاحبه».

ووصفت صحيفة «الثورة» الحكومية برهان غليون، رئيس المجلس الوطنى المعارض بأنه «رئيس مجلس أردوجان». وقالت إنه عميل ومتآمر عندما تعهد بقطع العلاقات مع إيران وحزب الله، إذ شكل حكومة جديدة فى سوريا، بينما قال نائب الرئيس الأمريكى جوزيف بايدن خلال زيارته لتركيا إن نظام الأسد لا يشكل مصدر عدم استقرار لسوريا فقط، بل يهدد بـ«تأجيج» النزاعات الطائفية فى المنطقة.

وفى غضون ذلك، بدأت العقوبات الدولية والعربية تلقى بتأثيراتها السلبية على السوريين، ودخلت أزمة «المازوت» شهرها الثالث ولحقت بها أزمة أسطوانات الغاز التى دخلت شهرها الثانى دون ظهور بوادر انفراج، ويقف المواطنون فى طوابير طويلة ولأيام للحصول على أنبوبة الغاز والمازوت فى ليل الشتاء القارس،

مما اضطر العديد منهم إلى اللجوء إلى المدفأة الكهربائية رغم ارتفاع فاتورتها الشهرية فى ظل ما يعانيه الكثيرون من فقر، وتبلغ الفاتورة فى المتوسط نحو ٤٠ دولارا شهريا وقد تقفز إلى ٣٠٠ دولار، ومع نقص المعروض قفز سعر المازوت من ١٦ ليرة إلى ٥٠ ليرة فى السوق السوداء التى تسعى بدورها إلى استغلال المواطنين فى ظل انشغال سلطات الدولة فى قمع الانتفاضة.

وقالت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية إن مسؤولين فى صناعة النفط يعتقدون أن شركات نفط أوروبية - منها توتال الفرنسية و«جلف ساندس بتروليوم» المسجلة فى بريطانيا - ستحذو حذو «شل» وتوقف أنشطتها فى سوريا تنفيذا للعقوبات الأوروبية بما يعرقل جهود دمشق للحصول على المشتقات النفطية بما سيفاقم أزمة الطاقة فيها فى ظل عدم اكتفاء سوريا الذاتى.

وفى الوقت نفسه قالت صحيفة «الجارديان» البريطانية إن موسكو عارضت فرض حظر على بيع الأسلحة لسوريا بشكل غير مبرر، لأنها ترى وجود مسلحين يستفزون السلطات.

وفسرت الصحيفة كل هذا الحماس الروسى تجاه سوريا بأن المال هو السبب، إذ تستحوذ موسكو على عقود تسليح بـ٤ مليارات دولار لسوريا. وذكرت صحيفة موسكو تايمز أن الاستثمارات الروسية فى سوريا بلغت ١٩.٤ مليار دولار عام ٢٠٠٩، لكن روسيا تخشى انتقال عدوى الحرب الأهلية إن وقعت فى سوريا إلى مقاطعات روسيا نفسها فى داغستان والقوقاز الشمالى. وذكرت قناة «روسيا اليوم» إن موسكو سترسل حاملة الطائرات أدميرال كوزنيتسوف، ترافقها سفينتان حربيتان فى جولة لمدة شهرين بالبحر المتوسط، وستتوقف فى ميناء طرطوس السورى.

وأضافت أن ذلك يترافق مع تواجد حاملة الطائرات الأمريكية (جورج بوش) قبالة الساحل السورى، وإثر وصول شحنة صواريخ روسية عابرة للقارات بداعى مساعدة سوريا على الدفاع عن سواحلها حال تعرضها لأى هجوم محتمل.

وفى الوقت نفسه، ومع تولى روسيا رئاسة مجلس الأمن، قدم مندوبها فيتالى تشوركين برنامج عمل المجلس لشهر ديسمبر الجارى وهو لا يشير إلى الاضطرابات فى سوريا. وقال «تشوركين» إن الجامعة العربية لديها فرصة «فريدة» لتسوية الصراع فى سوريا.

مرسي حبي

شكرااا ع المرور