الشيعة والسلفيون يدقان طبول «الحرب الطائفية» فى اليمن
كاتب الموضوع
رسالة
زهرة
~¤ô¦§¦ ادارة المنتدى ¦§¦ô¤~
الدولة : عدد المشاركات : 73740 نقاط : 111480 تاريخ التسجيل : 30/01/2010 العمر : 36 الجنس :
موضوع: الشيعة والسلفيون يدقان طبول «الحرب الطائفية» فى اليمن الأحد ديسمبر 11, 2011 10:27 am
الشيعة والسلفيون يدقان طبول «الحرب الطائفية» فى اليمن
كتب غادة حمدى ١١/ ١٢/ ٢٠١١
أثار القتال الذى نشب مؤخراً بين الحوثيين والسلفيين بمحافظة «صعدة» شمال اليمن مخاوف من اشتعال صراع طائفى فى هذا البلد، كما سلط الأضواء على أوضاع إنسانية متدهورة جراء فرض الحوثيين حصاراً على معقل السلفيين الرئيسى الواقع بمنطقة «دماج»، خصوصاً «مركز دار الحديث» الذى يدرس به طلاب يمنيون وأجانب.
كانت أحدث حلقات الصراع بين الطرفين أسفرت عن مقتل ٧ أشخاص - ٣ من الحوثيين و٤ من السلفيين - أمس الأول، حيث ذكرت تقارير إعلامية أن الحوثيين - الذين ينتمون إلى الأقلية الزيدية الشيعية فى اليمن - فتحوا النار على قافلة، تردد أنها كانت تحمل مواد غذائية وأدوية للسلفيين المحاصرين فى دماج، بينما اعتقدت الجماعة الشيعية أن القافلة تحمل أسلحة لخصومهم.
وقد انعكست تلك الاشتباكات المتواصلة سلباً على الأوضاع الإنسانية، حيث وصف تقرير أمنى رسمى منذ أيام الحالة الإنسانية فى دماج بأنها أشبه بـ«حرب إبادة جماعية»، مشيراً إلى أن الحوثيين منعوا دخول المواد التموينية والغذائية والأدوية إلى المنطقة.
وفى حين يتهم الحوثيون السلفيين بالتخطيط لإقامة «قواعد عسكرية» قرب الحدود السعودية لبسط نفوذهم فى المنطقة، قال الناشط الحقوقى محمد الأحمدى لموقع «الجزيرة. نت» إن ثمة «حرباً غير متكافئة تدور بين الطرفين»، موضحاً أن الحوثيين يزحفون فى المناطق المحيطة بدماج بأسلحة ثقيلة، بينما يقتصر تسلح السلفيين على الأسلحة الخفيفة والمتوسطة.
وعلى الرغم من أن الصراع المحتدم منذ أسابيع فى شمال اليمن بين الحوثيين والتيار السلفى يتجاوز «دماج»، فإن تلك المنطقة أضحت رمزاً لهذا الصراع، إذ إنها تحتضن منذ عقود مقر معهد «دار الحديث» الذى يتزعمه حالياً الشيخ السلفى يحيى بن على الحجورى، والذى يعيش فيه «الطلاب» مع عائلاتهم. كانت السلطات فى المنطقة قد سعت عدة مرات لإنهاء النزاع الذى خلّف عشرات القتلى من الطرفين، غير أن الاشتباكات المتواصلة أدت لفشل اتفاقات الهدنة.
كانت قوات الرئيس اليمنى (الشرفى) على عبدالله صالح حاولت سحق التمرد الحوثى - الذى تدخلت السعودية ضده عسكرياً أيضاً - قبل التوصل إلى وقف لإطلاق النار العام الماضى، وانضم الحوثيون إلى الحركة الاحتجاجية المطالبة بإسقاط النظام، إلا أن مصادر قبلية قالت إن الحوثيين مددوا حضورهم على الأرض خلال هذه الفترة. ويتهم الشيخ سرور الوادعى، الناطق الرسمى باسم الجماعة السلفية فى دماج، الحوثيين بالسعى لتحويل صعدة «مثل جنوب لبنان إلى محافظة شيعية».
كان الشيخ السلفى الحجورى دعا أتباع التيار السلفى فى اليمن إلى «الجهاد» ضد الحوثيين، معتبراً فى فتوى خاصة أن «قتال الحوثيين من أعظم الواجبات ومن أعظم المقربات إلى ربنا لأنهم بغاة علينا وزنادقة»، ما أثار مخاوف من نزاع طائفى على مستوى أوسع فى البلاد. وفى المقابل، قال الخالد المدانى، المسؤول عن الشباب الحوثيين المشاركين فى الحركة الاحتجاجية فى اليمن، إن «هؤلاء مجموعة قاموا بتكفيرنا ودعوا إلى الجهاد ضدنا».
وبينما يرى محللون أن التواجد السلفى فى صعدة ذات الأغلبية الزيدية ما كان ليستمر بغير دعم نظام صالح ومن خلفه السعودية التى لم تكن فى حالة مطمئنة وهى تجد إلى جوارها ازدهاراً للمذهب الزيدى الشيعى، أشار «مركز أبعاد للدراسات» بصنعاء إلى أن «ثمة مطامع لدى الحوثيين بإقامة دولة فى شمال اليمن، واستراتيجيته تتمثل فى السيطرة التامة على محافظة صعدة والتوسع باتجاه محافظات الجوف ومأرب النفطيتين، مروراً إلى حجة وعمران، ووصولاً إلى ميناء ميدى على البحر الأحمر»، ورأى المركز أن الحوثيين يهدفون من هذا التوسع إلى «فرض أمر واقع أمام حكام اليمن الجدد، كما يحاولون الاستفادة من انهيار نظام صالح والسيطرة على مناطق شمال البلاد، والدفع بخيار الفيدرالية لشمال وجنوب اليمن».
ويحذر مراقبون من أن الأحداث الأخيرة تضع اليمن على حافة الصراع المذهبى على غرار الأوضاع فى لبنان والعراق، موضحين أن السياق الإقليمى ليس ببعيد عما يجرى، حيث قال محللون يمنيون لموقع «إسلام أون لاين» إن اليمن تحول إلى حلبة جديدة للمواجهة بين السعودية وإيران فى المنطقة، من خلال دعم إيران للحوثيين لتعزيز نفوذها فى العالم العربى، عبر الحصول على موطئ قدم على حدود السعودية وساحل البحر الأحمر، وفى المقابل، تدافع السعودية بقوة عن نفوذها فى منطقة الخليج، وسط مخاوف من تزايد نفوذ الشيعة على حدودها.
ويوضح المحللون أن السعودية «لا تريد أن تقع بين كماشة النفوذ الإيرانى على حدودها مع العراق، وعلى حدودها الجنوبية الغربية من ناحية اليمن»، وهو ما دفع المحلل السياسى اليمنى عبدالرقيب منصور إلى القول بأن «أى حل فى صعدة فى ظل اللعبة الإقليمية بات مرهوناً بتوافق سعودى - إيرانى».