تفاصيل ١١ ساعة من «الكر والفر» فى موقعة «مجلس الوزراء» الدموية

كتب متولى سالم وهشام شوقى وسيد تركى وشاهر عياد ووليد مجدى وهيثم الشرقاوى ومصطفى المرصفاوى ومحمد فارس ١٧/ ١٢/ ٢٠١١

فضّت قوات الجيش اعتصام مئات المحتجين أمام مقر مجلس الوزراء، فجر أمس الجمعة، بعد ساعات من اشتباكات عنيفة بدأت مساء أمس الأول، استخدمت فيها قوات الجيش وأفراد الشرطة الحجارة وبعض قطع الأثاث التى ألقاها الجنود على المعتصمين من أعلى مجلس الشعب، فيما رد المتظاهرون بالحجارة و«المولوتوف»، وألحقت الحجارة التى ألقاها عدد من أفراد الجيش بمعاونة بعض الأفراد يرتدون ملابس مدنية الاصابة بالعشرات من المعتصمين والمتظاهرين احتجاجا على ما سموها «موقعة الدولاب» التى قادها أفراد الشرطة والجيش لفض اعتصام مجلس الوزراء بالقوة.

وسيطرت قوات الجيش على شارع مجلس الشعب، فيما تراجع المعتصمون ناحية شارع قصر العينى وجاردن سيتى، وطاردتهم قوات من الجيش واعتقلت عدداً منهم، وتمركز أفراد الأمن المركزى قرب مسرح السلام بالشارع نفسه، فيما أكد عدد من المعتصمين وشهود العيان أن أفراد القوات المسلحة يلجأون لأساليب «الكر والفر» المستخدمة فى الحروب.

وكتب نشطاء على موقع التواصل الاجتماعى «تويتر» أن قوات الجيش تلاحقهم بالعصى وتلقى القبض على بعضهم وتضربهم.

وقال محمد القصاص، مراسل قناة الجزيرة مباشرة مصر، إن قوات الجيش تطارده وتحاول القبض عليه، بينما أكد عدد من المشاركين فى الاعتصام أن الجيش ألقى القبض على عدد من المتظاهرين خلال حملة لمطاردتهم فى شارع قصر العينى، واستخدم معهم القوة المفرطة لمحاولة فض الاعتصام القائم أمام مجلس الوزراء منذ أكثر من أسبوعين.

واستمر التراشق بالحجارة بين قوات الجيش وأفراد يرتدون ملابس مدنية احتلوا أسطح مبنى مجلس الشعب من جانب، والمعتصمين أمام مجلس الوزراء من جانب آخر، ما أسفر عن إصابة العشرات بإصابات وجروح بالرأس والوجه، حسبما قال أحد الأطباء الميدانيين لـ «المصرى اليوم»، وذلك خلال الساعات الأولى من صباح أمس وحتى الحادية عشرة ظهر الجمعة.

وقال شهود عيان إن أفراداً من الجيش بمبنى مجلس الشعب ألقوا دولابًا حديديًا و«أطقم صينى» على المعتصمين، فيما رصدت «المصرى اليوم» إلقاء بلاطات كاملة من السيراميك على المعتصمين.

واستخدم المتظاهرون الدولاب لاحقاً كدرع لمواجهة الحجارة التى تلقيها قوات الجيش والمدنيون الذين اعتلوا سطح مجلس الشعب، وظلت النيران مشتعلة فى بعض خيام ومتعلقات المعتصمين لساعات، التى أكد المتظاهرون أن أفراداً من الجيش والشرطة قاموا بحرقها من خلف أسوار مجلس الشعب.

كما تصاعدت أعمدة دخان من أحد المبانى الملحقة بمقر مجلس الشعب والمطلة على شارع قصر العينى، وكذلك تصاعد دخان من مبنى هيئة الطرق والكبارى خلف مقر مجلس الوزراء.

وأكد أحد الأطباء الميدانيين فيما كان يعالجه طبيب آخر من جرح قطعى أصيب به فى الرأس نتيجة سقوط أحد الحجارة عليه - أن المصابين بالعشرات، ومعظم إصاباتهم جروح قطعية وسطحية بالرأس والوجه جراء التراشق بالحجارة. وأضاف أن اثنين من المعتصمين تم اختطافهما داخل مبنى مجلس الشعب، أحدهما على الأقل كان ينزف دمًا من وجهه بشكل كثيف، ولايزالان فى الداخل.

وأضاف الطبيب لـ «المصرى اليوم»، وهو يشير إلى الجرح فى رأسه: «هذا أبسط ثمن ندفعه للحرية، الشعوب لا تحصل على حريتها مجانًا، لن يوقفونا».

وقال أحد المعتصمين إنه حصل أثناء الاشتباكات من أحد المدنيين، الذين قال «إنهم كانوا يعتدون علينا مع الجيش»، على ورقة صادرة من السجن الصحراوى التابع لمصلحة السجون بوزارة الداخلية، ومسجل بها بيانات مسجون سابق اسمه الحسينى محمد عبد الله، ورقم قضيته ١٨٧١٦/٣٦٢٥ لسنة ٢٠٠٣ قسم الخليفة، وتهمته «مخدرات»، ومحكوم عليه بالسجن ٦ سنوات من أكتوبر ٢٠٠٣ حتى ٢٠٠٩. وهذه الورقة سقطت من أحد البلطجية الذين كانوا يعتدون علينا أثناء الاشتباكات العنيفة فى الفجر.

البداية كانت فى الواحدة صباح أمس الجمعة، حيث قال شهود عيان لـ«المصرى اليوم» إن عبودى إبراهيم وكريم محمد، من أعضاء الألتراس، ومعهما مجموعة من المعتصمين كانوا يلعبون الكرة أمام مجلس الوزراء، وعن طريق الخطأ سقطت الكرة داخل فناء المجلس، فطلبوا من أفراد الأمن المتواجدين على البوابة الرئيسية أن يجلبوا لهم الكرة، لكنهم رفضوا فاضطر عبودى إبراهيم وكريم محمد إلى الدخول من سور المبنى للحصول على الكرة، فتم إلقاء القبض عليهما.

وأضاف الشهود أنهم فوجئوا بعدها بنصف ساعة بإلافراج عن عبودى وكريم، بعد تعرضهما للضرب المبرح على يد أفراد الشرطة العسكرية وهما فى حالة إغماء كاملة وينزفان من الأذن والعينين والأنف والفم نتيجة تعرضهما للتعذيب والضرب المبرح وإلقائهما أمام بوابة المجلس.

وأسرع المعتصمون بطلب سيارة الإسعاف وتوجهوا بالمصابين إلى مستشفى قصر العينى، وأثناء ذلك قامت قوات الشرطة العسكرية بفض الاعتصام بالقوة من أمام المجلس وأشعلوا النيران فى الخيم وتمت مطاردة المعتصمين، وأثناء ذلك تم إشعال النيران فى سيارتين (مينى باص وربع نقل) فى فناء مبنى هيئة الطرق والكبارى، ثم انتقلت النيران إلى غرفة المحولات الرئيسية بمجلس الشعب، فقام المعتصمون بتكسير السور الحديدى لمجلس الشعب لمحاولة إخماد النيران المشتعلة، حسبما أكد بعضهم.

وتجمهر المعتصمون وسيطرت حالة من الفوضى على الاعتصام، وتعالت الهتافات: «الشعب يريد إسقاط المشير»، وقام أفراد من الجيش والأمن المركزى بالرد على هذه الهتافات برشق المعتصمين بالحجارة، وبدأت الاشتباكات المتبادلة، التى ردت عليها قوات الجيش بفتح خراطيم المياه على المعتصمين، وتقدم نحو ٢٠٠ من أفراد الجيش إلى خارج المجلس وهدموا الخيام وأشعلوا بها النيران، وفى دقائق معدودة ظهرت عبوات المولوتوف بين أيدى المتظاهرين وألقوا بها على أفراد الجيش والشرطة المتواجدين داخل مجلس الشعب، كما قاموا بتخريب كاميرات المراقبة المتواجدة على رصيف مجلس الشعب ومجلس الوزراء.

وفى الرابعة صباح أمس، شرعت قوات من الأمن المركزى التى جاءت إلى مجلس الشعب من البوابة الخلفية وبمشاركة قوات من الجيش - فى محاولة فض الاعتصام بالقوة، واستخدمت قوات الشرطة والجيش الرصاص المطاطى والخرطوش وأطلقوا الرصاص الحى فى الهواء، وفى نفس التوقيت شوهدت مجموعة من البلطجية يلقون الحجارة على المعتصمين من أسطح العقارات، ما أدى إلى إحداث إصابات بين عدد كبير من المعتصمين.

وفى السادسة والنصف صباحاً تمكنت قوات الأمن من فض الاعتصام بالكامل وإخلاء شارع مجلس الشعب من جميع المتواجدين بعدما أحرقت جميع الخيام الموجودة به، إلا أنه بعد نصف ساعة تمكن المعتصمون من العودة إلى الشارع بعد اشتباكهم مع قوات الجيش والشرطة، فضلا عن قيام البعض بإشعال النيران فى إحدى سيارات الإسعاف المتواجدة بجوار كنيسة قصر الدوبارة.

ودعا المعتصمون عبر مواقع التواصل الاجتماعى زملاءهم من الثوار إلى التوجه إليهم عند مجلس الوزراء وميدان التحرير لمساندتهم فى التصدى لبطش الجيش والشرطة.

وتمركز معظم المعتصمين فى السابعة والنصف صباحاً فى شارع قصر العينى من ناحية ميدان التحرير، حيث يفترشون الرصيف المقابل لمبنى مجلس الشورى، فى الوقت الذى دعاهم فيه البعض للتوجه إلى ميدان التحرير والتمركز بداخله وغلقه أمام المارة والسيارات كرد على أفعال رجال الجيش التى وصفوها بـ«الوحشية».

يسلمووووووووووووووو زوزا على المواضبع الجامده

شكرا للمرور الجميييييييييييييل