الدولة : عدد المشاركات : 73740 نقاط : 111480 تاريخ التسجيل : 30/01/2010 العمر : 36 الجنس :
موضوع: غزوة أحد الجمعة مارس 05, 2010 3:18 am
غزوة أحد
وذلك أن أبا سفيان لما رجع بعيره إلى مكة قال عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي وعكرمة بن أبي جهل ورجال من قريش ممن أصيب آباؤهم وأبناؤهم وإخوانهم ببدر: يا معشر قريش! إن محمدا قد وتركم وقتل خياركم، فأعينونا على حربه لعلنا أن ندرك منه بعض ما أصاب منا! فاجتمعت قريش على المسير إلى رسول الله بأحابيشها ومن أطاعها من قبائل مكة وغيرها، وخرجوا معهم بالظعن، فخرج أبو سفيان بن حرب بهند بنت عتبة بن ربيعة أم معاوية، وخرج عكرمة بن أبي جهل بأم حكيم بنت الحارث بن هشام، وخرج الحارث بن هشام بفاطمة بنت الوليد بن المغيرة، وخرج صفوان بن أمية ببرة ابنة مسعود بن عمرو وهي أم عبد الله بن صفوان، وخرج عمرو بن العاص بريطة ابنة منبه بن الحجاج السهمي وهي أم عبد الله بن عمرو، وخرج طلحة بن أبي طلحة بسلافة ابن شهيد أحد بني عروة بن عوف مع نسوة غيرهن، ودعا جبير بن مطعم غلامه وحشيا فقال: إن قتلت عم محمد حمزة بعمي طعيمة بن عدي فأنت عتيق. فخرجت قريش تريد رسول الله حتى نزلوا بعينين جبل ببطن السبخة على شفير الوادي مما يلي المدينة وهم ثلاثة آلاف رجل، معهم من الخيل مائتا فرس، ومن الظعن خمسة عشر امرأة، فقال رسول الله لما سمع بهم: إني رأيت فيما يرى الغنائم في ذباب سيفي ثلمة، ورأيت بقرة نحرت، ورأيت كأني أدخلت يدي في درع حصينة، فتأولتها المدينة. وكره رسول الله الخروج إليهم، فقال عبد الله ابن أبي سلول: يا رسول الله ! لا تخرج إليهم، فو الله! ما خرجنا إلى عدو قط إلا أصاب منا، وما دخلها علينا إلا أصبناه. فقال رجال من المسلمين ممن كان فاتهم بدر: يا رسول الله! اخرج بنا إلى أعداء الله، لا يرون أنا جبنا عنهم أو ضعفنا، فقال عبد الله بن أبي: يا رسول الله! أقم فإن أقاموا أقاموا بشر مجلس، وإن دخلوا علينا قاتلهم الرجال في وجوههم ورماهم النساء والصبيان بالحجارة من فوقهم. فلم يزل برسول الله الذين كان من أمرهم حب لقاء القوم حتى دخل رسول الله فلبس لأمته ثم خرج عليهم، وقد ندم الناس وقالوا: استكرهنا رسول الله ولم يكن لنا ذلك، ثم قالوا: يا رسول الله استكرهناك ولم يكن لنا ذلك، إن شئت فاقعد ـ صلى الله عليك! فقال رسول الله : ما ينبغي لنبي إذا لبس لأمته أن يضعها حتى يقاتل! فخرج رسول الله شوال يوم السبت في ألف رجل، واستخلف على المدينة ابن أم مكتوم، وصلى المغرب بالشيخين في طرف المدينة ـ وقد قيل: بالشوط. ثم عرض المقاتلة فأجاز من أجاز ورد من رد، فكان فيمن رد زيد بن ثابت وعبد الله بن عمر وأسيد بن ظهير والبراء بن عاذب وعرابة بن أوس الحارثي وأبو سعيد الخدري. وأجاز سمرة بن جندب، وأما رافع بن خديج فإن رسول الله استصغره، فقام على خفين وتطاول على أطرافه، فلما رآه رسول الله أجازه. وكان دليل النبي أبو حثمة الحارثي. فقال عبد الله بن أبي لمن معه: أطاعهم رسول الله وعصاني، والله ما ندري على ما نقتل أنفسنا معه، أيها الناس ارجوا! فعزل من العسكر ثلاثمائة رجل ممن تبعه ورجع بهم المدينة. ومضى رسول الله في سبعمائة رجل وسلك حرة بني حارثة ثم نزل حتى مضى بالشعب من أحد في عدوة الوادي وجعل ظهره إلى أحد، وقال: لا يقاتلن أحد حتى أمره. ثم أمر رسول الله على الرماة عبد الله بن جبير أحد بني عمرو بن عوف، وهم خمسون رجلا، وقال: انضح عنا الخيل لا يأتونا من خلفنا، إن كانت علينا أو لنا فاثبت مكانك، لا نؤتين من قبلك! ثم ظاهر رسول الله في درعين، وأعطى اللواء علي بن أبي طالب، وقال: من يأخذ مني هذا السيف بحقه؟ قال أبو دجانة سماك بن خرشة: وما حقه يا رسول الله ؟ قال: تضرب به في العدو حتى ينحني، فقال: يا رسول الله! أنا آخذه بحقه، فأعطاه إياه ـ وكان أبو دجانة رجلا شجاعا يختال عند الحرب، وكان إذا أعلم بعصابة له حمراء ويعصب بها رأسه، فإذا رأوا علموا أته سيقاتل، فأخذ السيف من رسول الله وأخرج عصابة فعصب بها رأسه ثم أخذ يتبختر بين الصفين، فقال رسول الله : إنها لمشية يبغضها الله إلا في هذا الموطن. وتعبأت قريش، وجعلوا على ميمنة الخيل خالد بن الوليد، وعلى ميسرتها عكرمة بن أبي جهل، وقال أبو سفيان بن حرب لأصحابه: إنكم قد وليتم لواءنا يوم بدر فأصابنا ما قد رأيتم وإنما يؤتى الناس من قبل راياتهم إذا مالت مالوا فإما أن تكفونا لواءنا وإما أن تخلوا بيننا وبينه فنكفيكموه، فهموا به وتواعدوه وقالوا: نحن نسلم إليك ستعلم كيف نصنع! وجاءت هند بنت عتبة والنسوة اللواتي معها يحرضنهم على القتال، وتقول فيما تقول: إن تقبلوا نعانق ونفرش النمارق أو تدبروا نفارق فراق غير دامق وأول من خرج من المشركين أبو عامر بن أمية في الأحابيش وقال: يا معشر الأوس! أنا أبو عامر! قالوا: فلا أنعم الله بك عينا، ثم راضخ المسلمين بالحجارة وقاتلهم قتالا شديدا، وقاتل أبو دجانة في رجال من المسلمين حتى حميت الحرب وأنزل الله النصر، وكشفهم المسلمون عن معسكرهم، وكانت الهزيمة عليهم، فلم يكن بين أخذ المسلمين هندا وصواحبها إلا شيء يسير، وقتل علي بن أبي طالب طلحة وهو حامل لواء قريش، وأبا الحكم بن الأخنس بن شريق، وعبيد الله بن جبير بن أبي زهير، وأمية بن أبي حذيفة بن المغيرة. وأخذ اللواء بعد طلحة أبو سعد فرماه سعد بن أبي وقاص فقتله، وبقي اللواء صريعا لا يأخذه أحد، فتقدم رجل من المشركين يقال له صؤاب فأخذ اللواء وأقامه لقريش، فكر المسلمون عليه حتى قطعوا يديه ثم قتل، وصرع اللواء. فلما رأى الرماة الذين خلف رسول الله أن المشركين قد انهزموا وتركوا، تركوا مصافهم يريدون النهب وخلوا ظهور المسلمين للخيل، وأتاهم المشركون من خلفهم وصرخ صارخ: ألا! أن محمدا قد قتل! فانكشف المسلمون فصاروا بين قتيل وجريح ومنهزم حتى خلص [ العدو إلى ] رسول الله وأصيب رباعيته، فجعل يمسح الدم عن وجهه ويقول: كيف يفلح قوم خضبوا وجه نبيهم. ثم قام زياد بن السكن في خمسة من الأنصار، فقاتلوا دون رسول الله رجلا رجلا حتى قتلوا، وكان آخرهم زياد بن السكن فأثبته الجراحة، وجاء المسلمون فأجهضوهم عنه، فقال رسول الله : ادنوه مني! فوسده قدمه حتى مات في حجره، وترس أبو دجانة دون رسول الله بنفسه، فكانت النبل تقع في ظهره وهو ينحني عليه حتى كثرت فيه النبل. وقاتل مصعب بن عمير دون رسول الله حتى قتل، أصابه ابن قميئة الليثي وهو يظن أنه رسول الله . ثم رجع إلى قريش وقال: قتلت محمدا! والتقى حنظلة بن أبي عامر وأبو سفيان فاستعلى حنظلة أبا سفيان بالسيف، فلما رآه ابن شعوب أن أبا سفيان قدعلاه حنظلة بالسيف ضربه فقتله، فقال رسول الله: إن صاحبكم لتغسله الملائكة! وخرج حمزة بن عبد المطلب فمر به سباع بن عبد العزى الخزاعي وكان يكنى أبا نيار، فقال: هلم يا ابن مقطعة البظور! فالتقيا فضربه حمزة فقتل، ثم جعل يرتجز ومعه سفيان إذعثر دابته فسقط على قفاه وانكشف الدرع عن بطنه، فانتزع وحشي حربته فهزها ورماها فبقر بها بدنه ثم أخذ حربته وتنحاه. وقد انتهى أنس بن النضر عم أنس بن مالك إلى عمر بن الخطاب وطلحة ابن عبيد الله ورجال من المهاجرين والأنصار قد أسقطوا ما في أيديهم وألقوا بأيديهم فقال: ما يجلسكم؟ قالوا قتل رسول الله ، قال: فما تصنعون بالحياة بعده! قوموا فموتوا على ما مات عليه! ثم استقبل القوم فقاتل حتى قتل، ووجد فيه سبعون ضربة بالسيف والرمح. وكان أول من عرف رسول الله حيث كانت الهزيمة كعب بن مالك، قال: عرفت عينيه نزهران من تحت المغفر فناديت بصوتي: يا معشر المسلمين! ابشروا فهذا رسول الله ! فلما عرف المسلمون رسول الله نهضوا إليه، فيهم: أبو بكر وعمر وعلي وطلحة والزبير وسعد والحارث بن الصمة، فكان رسول الله يناول النبل سعدا ويقول: ارم فداك أبي وأمي. ثم أدرك رسول الله أبي بن خلف وهو يقول: يا محمد! لا نجوت إن نجوت. فقال القوم: يا رسول الله! أيعطف عليه رجل منا؟ فقال: دعوه! فلما دنا تناول رسول الله الحربة من الحارث بن الصمة ثم انتفض بها انتفاضة ثم استقبله وطعنه بها فمال عن فرسه، وقد كان أبي بن خلف يلقى رسول الله بمكة فيقول: إن عندي العود أعلفه كل يوم فرقا من ذرة أقتلك عليه! فيقول رسول الله : بل أنا أقتلك إن شاء الله. فرجع أبي بن خلف إلى المشركين وقد خدشته حربة رسول الله خدشا غير كبير، فقال قتلني والله محمد، فقالوا: ذهب والله فؤادك والله إن بك من بأس، فقال: إنه قد كان يقول بمكة: إني أقتلك، والله! لو بصق علي لقتلني، فمات بسرف وهم قافلون إلى مكة. فانتهى رسول الله بمن معه من أصحابه إلى الشعب، ومر علي بن أبي طالب حتى ملأ درقته من المهراس، وجاء بها إلى رسول الله ، فأراد رسول الله شربه فوجد له ريحا فعافه فلم يشرب منه، وغسل عن وجهه الدم وصب على رأسه وقال: اشتد غضب الله على من دمى وجه رسول الله . ثم نهض رسول الله إلى الصخرة ليعلوها، فلما ذهب لينهض لم يستطع ذلك، فجلس طلحة تحته فنهض رسول الله حتى استوى على الصخرة، ثم قال: أوجب طلحة الجنة. وكانت هند واللاتي معها جعلن يمثلن بالقتلى من أصحاب رسول الله يجدعن الآذان والآناف حتى اتخذت هند قلائد من آذان المسلمين وآنفهم وبقرت عن كبد حمزة فلاكته فلم تستطعه فلفظته، ثم علت صخرة مشرفة فصرخت بأعلى صوتها بشعر لها طويل ـ أكره ذكره. فقتل من المسلمين سبعون رجلا في ذلك اليوم، منهم أربعة من المهاجرين. وكان المسلمون قتلوا اليمان أبا حذيفة وهم لا يعرفونه، فأمرهم رسول الله أن يخرجوا ديته. وقتل من المشركين ثلاثة وعشرون رجلا. ثم أن أبا سفيان أراد الانصراف فصرخ بأعلى صوته: الحرب سجال أعلى هبل يوم بيوم ببدر، فقال رسول الله ثم ناحية: الله أعلى وأجل لا سواء! قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار. فقال أبو سفيان: يا عمر أنشدك الله أقتلنا محمدا؟ فقال: اللهم لا وإنه ليسمع كلامك. فقال: أنت أصدق عندي من ابن قميئة، ولكن موعدكم بدر، فقال رسول الله : هو بيننا وبينكم. رحل أبو سفيان بالمشركين، فقال رسول الله لعلي بن أبي طالب: أخرج في آثار القوم، فإن كانوا قد اجتنبوا الخيل وامتطوا الإبل فإنهم يريدون مكة، وإن ركبوا الخيل وساقوا الإبل فإنهم يريدون المدينة، والذي نفسي بيده لئن أرادوها لأسيرن إليهم فيها ثم لأنجزتهم! فخرج في آثارهم فرآهم قد اجتنبوا الخيل وامتطوا الإبل ووجهوا إلى مكة، فرجع إلى رسول الله فأخبره. وفرغ الناس لقتلاهم، وخرج رسول الله يلتمس حمزة فوجده ببطن الوادي قد بطنه عن كبده ومثل به، فوقف عليه وقال: لولا أن تحزن صفية أن تكون سنة بعدي ما غيبته ولتركته حتى يكون في بطون السباع والطير، ولئن أظهرني الله عليهم لأمثلن! فأنزل الله وإن عاقبتم فعاقبوا الآية، ثم أمر رسول الله فسجى ببردة. ثم قال : من رجل ينظر ما فعل سعد بن الربيع، أفي الأحياء هو أم في الأموات؟ فقال رجل من الأنصار: أنا يا رسول الله ! فنظره فوجده جريحا في القتلى وبه رمق، فقال له: إن رسول الله أمرني أن أنظر في الأحياء أنت أم في الأموات، فقال: أنا في الأموات، أبلغ رسول الله عني السلام وقل له إن سعد بن الربيع يقول، جزاك الله عنا خير ما جزى نبي عن أمته، وأبلغ قومك السلام، وقل لهم إن سعدا يقول لكم إنه لا عذر لكم عند الله إن خلص إلى نبيكم وفيكم عين تطرف ـ ثم مات، فجاء إلى رسول الله وأخبره. واحتمل الناس قتلاهم، فأمر رسول الله أن يدفنوهم حيث صرعوا بدمائهم وأن لا يغسلوا ولا يصلى عليهم، فكان يجمع بين الرجلين من قتلى أحد في ثوب واحد، ويقول: أيهم أكثر أخذا للقرآن؟ فإذا أشير إليه بأحدهما قدمه في اللحد، وقال: أنا شهيد على هؤلاء يوم القيامة. قال: انظروا عمرو بن الجموح وعبد الله بن عمرو فإنهما كانا متصافيين في الدنيا فاجعلوهما في قبر واحد. ثم قال : إن الله جعل أرواحهم في أجواف طير خضر، ترد أنهار الجنة وتأكل من ثمارها، وتأوى إلى قناديل من ذهب في ظل العرش، فلما وجدوا طيب مشربهم ومأكلهم وسقياهم قالوا: يا ليت إخواننا يعلمون ما صنع ربنا بنا! فأنزل الله ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله الآية. وكان ابن عمير لم يترك إلا بردة واحدة، فكانوا إذا غطوا رأسه بدت رجلاه، وإذا غطوا رجليه بدا رأسه، فقال رسول الله : غطوا رأسه واجعلوا على رجليه شيئا من الإذخر. ثم قدم رسول الله المدينة بمن معه من المسلمين، فمر بدار من دور الأنصار فسمع البكاء على قتلاهم، فقال: لكن حمزة لا بواكي له! فلما سمع سعد بن معاذ وأسيد بن حضير أمرا نساء بني عبد الأشهل أن يذهبن فبيكن على عم رسول الله ، فلما سمع رسول الله بكاءهن قال: اجعل. ثم ناول علي بن أبي طالب سيفه فاطمة وقال: اغسلي عن هذا دمه، فو الله! لقد صدقني اليوم، فقال رسول الله : لئن كنت صدقت القتال اليوم لقد صدق معك سهل بن حنيف وأبو دجانة. فلما كان ثاني يوم أحد أذن مؤذن رسول الله بالخروج في طلب القوم، فخرج رسول الله واستخلف على المدينة ابن أم مكتوم، وقال: لا يخرج معنا إلا من حضر يومنا بالأمس، وكان أكثر أصحاب رسول الله جرحى. فمر على رسول الله معبد بن أبي معبد الخزاعي ـ وكانت خزاعة مسلمهم ومشركهم عيبة رسول الله بتهامة ـ فقال: والله يا محمد! لقد عز علينا ما أصابك ولوددنا أن الله كان أعفاك منهم. ثم خرج فلحق أبا سفيان بالروحاء ومن معه من قريش وقد أزمعوا الرجوع إلى رسول الله وقد توامروا بينهم وقالوا: رجعنا قبل أن نصطلم أصحاب محمد، نرجع فنكر على بقيتهم، فلما رأى أبو سفيان معبدا مقبلا قال: ما وراءك يا معبد؟ قال: محمد قد خرج في أصحابه في طلبكم في جمع لم أر مثله قط يتحرقون عليكم تحرقا، قال: ويلك ما تقول! والله لقد أجمعنا الكرة على أصحابه لنصطلمهم. قال: فإني والله أنهاك عن ذلك بهم! عليكم من الجود بشيء ما رأيته بقوم قط، فساءه ذلك. ومر بأبي سفيان ركبة من عبد القيس فقال: أين تريدون؟ قالوا: نريد المدينة، قال: ولم؟ قالوا: نريد الميرة، قال: فاخبروا محمدا أنا قد أجمعنا الكرة عليه وعلى أصحابه لنصطلهم. ثم رحل أبو سفيان راحلا إلى مكة، ومر الركب برسول الله فأخبروه بما قال أبو سفيان، فقال رسول الله والمسلمون: حسبنا الله ونعم الوكيل! فأنزل الله جل وعلا في ذلك الذين استجابوا لله والرسول إلى قوله والله ذو فضل عظيم لما صرف عنهم من لقاء عدوهم إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه ـ الآية. فأقام رسول الله بحمراء الأسد ثلاثا. ثم انصرف إلى المدينة.