إسرائيل تدافع عن اتجاهها لجنوب السودان: لا نسعى لاستغلال ثرواته

٢٣/ ١٢/ ٢٠١١

هرولة الإسرائيليين للترحيب بسلفا كير، رئيس جنوب السودان، لم تأت من فراغ. فإسرائيل تسعى للتأكيد على دعم هذه الدولة الناشئة، لأهداف سياسية واقتصادية، ليست بخافية على أحد. أهمية هذه الزيارة التى جرت قبل يومين تكمن فى كونها تختم عاماً عربياً استثنائياً أرعب إسرائيل من خسارة حلفائها فى المنطقة بعد سلسلة الثورات التى أسقطت الحكومات تلو الأخرى.

ورغم تركيز تصريحات الساسة الإسرائيليين على آفاق «التعاون» فى المجالات الاقتصادية بين البلدين، يتحدث الكثيرون داخل وخارج إسرائيل عن «استغلال إسرائيل ثروات جنوب السودان»، وهو ما ينفيه نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية، عادل هينو، قائلاً: «لا أهداف لإسرائيل من وراء المساعدة لجنوب السودان لاسغلال ثرواتها أو مواردها الطبيعية».

ويقول «هينو»: «إنما هى محاولة لتطوير هذا البلد فى مجال البحوث والتكنولوجيا والزراعة، وإسرائيل لا تفكر باستغلال أى ثروات فيه». ويضيف أن العلاقات مع جنوب السودان تصب فى مصلحة الطرفين، «لكنها لن تكون أبدا أداة للمس بأى دولة من دول الجوار أو على حسابها، خصوصاً مصر»، على حد قوله.

ويعلق «هينو» على ذلك قائلاً: «العلاقات الثنائية مع جنوب السودان لن يكون لها تأثير سلبى على العلاقات مع الدول المجاورة ولن تكون على حساب مصر أو الأردن أو الدور المصرى فى المنطقة». ويضيف أن «العلاقة مع جنوب السودان مختلفة عنها مع مصر، وتقتصر فقط على مجالات المساعدة الاقتصادية والمساعدة فى المشاريع التنموية والبنى التحتية وغيرها من المجالات».

يقول نظير مجلى، المحلل السياسى من عرب ٤٨، إن إسرائيل لديها مخاوف كبيرة بعد فوز الإسلاميين فى أكثر من دولة عربية.

ويضيف لـ«المصرى اليوم» أنها «تبحث منذ زمن طويل عن موطئ قدم لها فى المنطقة، لذلك استغلت هذه الدولة الجديدة، وهى جنوب السودان، كى تكسر حزام الدول التى تخشى أن يحكمها الإسلاميون من حولها. هناك تغيير فى مصر وتونس وتغيير محتمل فى سوريا والأردن، بالإضافة إلى إمكانية تقوية حزب الله فى لبنان، لهذا السبب استغلت حاجة جنوب السودان لتطوير البنية التحتية والتنمية والاقتصاد».

وقال مجلى: «إسرائيل تعانى عزلة دولية وعربية لذلك بدأت بالتفكير فى استراتيجية جديدة لتعزيز موقعها بين دول الشرق، فهى تبحث مثلا عن علاقات مع اليابان والهند والصين، بالإضافة إلى أفريقيا، خصوصاً دولة ذات أغلبية مسيحية مثل جنوب السودان». وانتقد مجلى عدم الانتباه العربى لدولة جنوب السودان وأهميتها فى المنطقة، مشيراً إلى أنه لو قامت الدول العربية بمساعدتها لتركت إسرائيل فوراً

مرسي الك زهره

شكراا للمرور