الدولة : عدد المشاركات : 73740 نقاط : 111480 تاريخ التسجيل : 30/01/2010 العمر : 36 الجنس :
موضوع: تصاعد المواجهة بين إيران والغرب يشعل أسعار النفط الجمعة يناير 06, 2012 9:27 am
تصاعد المواجهة بين إيران والغرب يشعل أسعار النفط
غادة حمدى، ووكالات الأنباء ٦/ ١/ ٢٠١٢
مع ازدياد حدة اللهجة الأمريكية لفرض عقوبات على المصرف المركزى الإيرانى وقطاع النفط الإيرانى، وتصاعد التهديدات المقابلة من الجانب الإيرانى بمهاجمة السفن الأمريكية وإغلاق مضيق هرمز، أعلنت طهران أن مفاعل «بوشهر» النووى، الذى تم إنشاؤه بالتعاون مع روسيا، سيبدأ العمل بكامل طاقته التشغيلية فى فبراير المقبل، وسط شكوك غربية حيال سلمية البرنامج النووى للجمهورية الإسلامية.
ونقلت وكالة أنباء «فارس» شبه الرسمية عن على ذبيحى، مساعد وزير الطاقة، قوله أمس الأول إن المحطة، التى تعمل حاليا بحدود ٥٠% من طاقتها الإجمالية، سيتم تشغيلها بالكامل الشهر المقبل، فى ذكرى انتصار الثورة الإسلامية. وذكرت شبكة «سى.إن.إن» الإخبارية الأمريكية أنه من المتوقع أن يصل إنتاج المحطة إلى ألف ميجاوات من الكهرباء عند التشغيل الكامل، أى نحو ٢.٥% من استهلاك الكهرباء الكلى فى إيران، وفقا للوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وعلى وقع التهديدات الإيرانية بإغلاق مضيق «هرمز» حال فرض عقوبات على قطاعها النفطى، أكد وزير النفط السعودى، على النعيمى، أن تلك التهديدات ساهمت فى رفع أسعار النفط فى السوق العالمية بمقدار ٤ دولارات.
يشار إلى أن «مضيق هرمز» هو ممر استراتيجى يعبر من خلاله ٤٠% من النفط المنقول بحراً. وإضافة إلى إيران، تصدر الدول الخليجية الأخرى قسماً من نفطها عبر هذا المضيق.
وفى إطار التصعيد الغربى فى مقابل التهديدات الإيرانية، ذكرت صحيفة «فايننشيال تايمز» البريطانية أن بريطانيا ستنضم إلى الولايات المتحدة فى تحذير إيران من مغبة محاولة إغلاق «هرمز»، وأن القوات البحرية البريطانية المنتشرة فى المنطقة ستعمل على ضمان تدفق النفط عبره، موضحة أن الموقف البريطانى سيتم الإعلان عنه خلال زيارة الوزير البريطانى فيليب هاموند إلى الولايات المتحدة، وأضافت- نقلاً عن مسؤولين بريطانيين- أن هاموند سيوجه تحذيراً إلى طهران مفاده أن أى محاولة من جانب طهران لإغلاق المضيق، سترد عليها بريطانيا عسكرياً.
وبينما توصلت الدول الأعضاء فى الاتحاد الأوروبى إلى اتفاق مبدئى لحظر استيراد النفط الإيرانى الخام، من المتوقع الإعلان عنه رسمياً بنهاية الشهر الجارى فى ختام اجتماع وزراء خارجية الاتحاد، استخفت إيران بالتهديدات الغربية، قائلة إنها قادرة على إيجاد «زبائن جدد» لنفطها، واعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، رامين مهمانبارست، أن النفط الإيرانى «لا بديل له»، وأن «سوق الطاقة العالمية لا يمكن أن تتجاهل بسهولة دولة تمتلك ثانى أكبر احتياطى غاز ورابع أكبر موارد نفطية فى العالم»، ورأى- فى حديث لوكالة «شينخوا» الصينية للأنباء- أن بلدان الاتحاد الأوروبى تحتاج بشكل خاص إلى ضمان إمداداتها من الطاقة من أجل برامجها التنموية طويلة الأجل، ولا تستطيع المخاطرة بمصالحها الوطنية فى ظل الضغوط التى تمارسها واشنطن ـ حسب قوله.
من ناحيتها، رحبت الولايات المتحدة بالاتفاق الأوروبى، معتبرة أن هذا الاجراء «يجب أن يتخذ ليس من قبل الشركاء الأوروبيين بل من قبل جميع دول العالم».
ورغم أن تطبيق القرار الأوروبى قد يستغرق عدة أشهر فإنه سيكون بالغ الأثر على دخل إيران من العملة الصعبة، حيث تمثل مبيعات النفط أكثر من نصف هذه العوائد، وتشترى الدول الأوروبية حوالى ١٧% من صادرات النفط الخام الإيرانى لتحتل بذلك المرتبة الثانية بعد الصين كأكبر مستهلك للخام الإيرانى. وسيجبر القرار إيران على البحث عن مشترين جدد لنفطها، خاصة فى القارة الآسيوية وهؤلاء سيطلبون تخفيضا عن أسعار السوق.
وفى حين شكك الكاتب سيمون جينكنز فى مقال بصحيفة «جارديان» البريطانية فى جدوى العقوبات على إيران، واعتبر أنها تأتى من جانب الرئيس الأمريكى باراك أوباما ضمن الدعاية للانتخابات الرئاسية المقبلة، داعياً الاتحاد الأوروبى إلى تحديد موقفه فيما إذا كان سيشارك الشهر الجارى فيما وصفها بـ«اللعبة الأمريكية الخطرة» والمتمثلة فى حظر تصدير النفط الإيرانى، اعتبر الكاتب الأمريكى فريد زكريا أن إيران بدأت تتحول إلى «دولة تعانى الإحباط» بالرغم مما يقوله البعض من أنها باتت تشكل تهديدا للآخرين فى ظل تصريحاتها الأخيرة بشأن قدراتها النووية والصاروخية، ورأى فى مقال بصحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية أن العقوبات الاقتصادية المفروضة ضد إيران بدأت تأتى أكلها، وأنها صارت تعانى أزمات اقتصادية وسياسية. ورأى زكريا أن التهديد الإيرانى بإغلاق «هرمز» دليل على مدى الشعور بالإحباط لدى القادة الإيرانيين، لكن الكاتب حذر من تداعيات أخرى لزيادة الضغط الغربى على إيران، مثل ارتفاع أسعار النفط، فى ظل التوتر السياسى القائم فى المنطقة.
ومن جهتهم، استبعد خبراء فى قطاع الطاقة أن تمضى إيران فى تهديداتها بغلق المضيق الذى يمر عبره يوميا ١٧ مليون برميل من النفط إلى الأسواق العالمية فى هذا الوقت الذى تشتد فيه المؤشرات بركود عالمى قد يتسارع إذا ما ظهرت مشاكل فى الحصول على الطاقة. وقال الخبير النفطى وليد خدورى لموقع «العربية.نت» إن إغلاق المضيق قد يفهم لدى كبار المستهلكين والمنتجين المتخاصمين مع إيران على أنه «إعلان حرب، وسيكون ثمن ذلك غاليا لإيران ويقدم مبرراً لضرب منشآت نفطية ونووية واقتصادية إيرانية»، فيما أوضح خبير النفط عصام الجلبى أن تهديدات إيران بغلق هرمز غير جادة، موضحاًَ أنها غير قادرة تقنياً على إغلاق هرمز لافتقادها إلى القوة اللازمة للسيطرة على مضيق دولى تتواجد به قوى عسكرية عالمية، لكنه يرى أن إيران بوسعها عرقلة الملاحة البحرية فى المضيق لفترة قصيرة فقط.