حبس رئيس أركان الجيش التركى السابق لمحاولة الانقلاب على «العدالة والتنمية»
كاتب الموضوع
رسالة
زهرة
~¤ô¦§¦ ادارة المنتدى ¦§¦ô¤~
الدولة : عدد المشاركات : 73740 نقاط : 111480 تاريخ التسجيل : 30/01/2010 العمر : 36 الجنس :
موضوع: حبس رئيس أركان الجيش التركى السابق لمحاولة الانقلاب على «العدالة والتنمية» السبت يناير 07, 2012 6:24 am
حبس رئيس أركان الجيش التركى السابق لمحاولة الانقلاب على «العدالة والتنمية»
كتب أيمن حسونة ووكالات الأنباء ٧/ ١/ ٢٠١٢
فى سابقة هى الأولى فى تاريخ تركيا، قضى قائد الجيش التركى، رئيس الأركان السابق الجنرال إلكر باشبوج أول يوم له فى السجن، أمس الأول، امتثالا لأمر محكمة تركية طلبت حبسه على ذمة محاكمته فى اتهامات بالسعى للإطاحة بالحكومة فى القضية الشهيرة المعروفة بتنظيم «أرجينيكون»، وذلك فى خطوة ستؤدى إلى تفاقم التوتر المستمر مع الجيش.
والجنرال «باشبوج»، أكبر مسؤول يتم إلقاء القبض عليه فى قضية «أرجينيكون» دفع ببراءته من التهم الموجهة إليه أمام المحكمة. وأضاف للمحكمة «يمكننا أن نقول إنه بالفعل أمر مضحك مبك فى آن واحد أن تتهم شخصا يقود أقوى جيش فى العالم بتشكيل وتوجيه جماعة إرهابية». ولكن المحكمة طلبت إيداعه فى السجن وبالفعل وبعد خضوعه لفحص طبى نقل باشبوج لقضاء أول ليلة خلف القضبان ليكون أول قائد سابق للجيش، يتم حبسه.
وجاء الحكم بسجن «باشبوج» بعد ساعات من قول صحفيين أتراك مشهورين يحاكمون بتهمة وجود صلات تربطهم بشبكة أرجينيكون القومية المتشددة بأن الاتهامات لها دوافع سياسية ووصفوها بأنها «مذبحة للعدالة» فى قضية أثارت مخاوف حول حرية الأعلام فى تركيا.
واتسعت التحقيقات فى قضية «أرجينيكون» منذ أن بدأت فى عام ٢٠٠٧ ويتهم منتقدون حكومة رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوجان، بإثارة الذعر لاسكات المعارضين، ولكن الحكومة التركية برئاسة رجب طيب أردوجان نفت مراراً وتكراراً وجود أى خلفيات سياسية وراء مؤامرة «أرجينيكون» المتورط فيها جنرلات بالجيش، وأساتذة جامعة ومحامون وصحفيون، بتهمة العمل على زعزعة الأمن بالقيام والتخطيط بالعديد من التفجيرات والاغتيالات. ويركِّز التحقيق، الذى يجريه الادِّعاء العام، على مزاعم مفادها أن الجيش التركى كان قد أنشأ مواقع على شبكة الإنترنت، بغرض نشر الدعاية المناهضة للحكومة، وذلك بنيَّة زعزعة وتقويض استقرار البلاد.
ويُنظر إلى القضية برمَّتها على أنَّها حلقة فى مسلسل الصراع على السلطة بين العلمانيين والعسكر من جهة وبين الإسلاميين متمثِّلين بحزب العدالة والتنمية من جهة أخرى. وأقرَّ أحد المتَّهمين، فى القضية، وهو الجنرال محمد أروز، بأنَّ الجنرال «باشبوج» كان قد أصدر تعليمات بشأن الدعاية على الإنترنت ضد حزب أردوجان.
والجنرال محمد إلكر باشبوج، رئيس الأركان رقم ٢٦، للقوات المسلحة التركية، صاحب موقف متشدد من الإسلاميين وحظر الحجاب، وكان فى أول خطاب بعد توليه رئاسة الأركان فى أغسطس عام ٢٠٠٨، خلفاً ليشار بويوك أنيت حذر تركيا من تصاعد التدين.
وتقاعد «باشبوج» الذى يشتهر بأنه لا يتردد فى الضرب على الطاولة أثناء خطاباته، فى ٢٠١٠، بسبب سنه الذى لم يسمح له بتولى منصب رئاسة الأركان سوى لعامين فقط بدل ٤ سنوات وهى المدة القانونية المعمول بها فى تركيا. بخلاف أرائه السياسية التى أثارت جدلا فى وسائل الاعلام التركية فقد نشرت جريدة «وقت» المحافظة صورة له وهو يصلى أمام حائط البراق (المبكى) بالقدس المحتلة، مدعية أنه قد يكون من أصل يهودى.
إلا أنه بعد بضعة أيام، نشرت جريدة «حريات» اليومية العلمانية صورة أخرى له وهو يصلى فى المسجد الأقصى كذلك.
ويعتبر مراقبون قرار القضاء التركى انتصاراً لحكومة العدالة والتنمية ونموذجها الديمقراطى فى تركيا الذى نجح فى تقليم أظافر المؤسسة العسكرية وتحطيم التقاليد التى كانت القائمة على اعتبارها مقدسة، وتعطى السيادة القوية لدولة القانون والدستور وليس للجنرالات الذين نفذوا ٣ انقلابات عسكرية حتى مطلع الثمانينات وأكثر من ٤ مشروعات انقلاب لوحوا بها خلال السنوات العشر الأخيرة.
وسابقة حبس رئيس الأركان السابق أنهت، كما يرى المراقبون، فكرة «دولة العمق» القديمة فى تركيا والتى تعود إلى ما قبل إعلان الجمهورية عام ١٩٢٣، تعنى وجود قوى تعمل تحت الأرض باسم حماية النظام والتدخل على مزاجها للذود عنه عندما تقرر أنه مهدد، وهذه القوى وهى التى تقودها المؤسسة العسكرية تتمسك بتصوير نفسها على أنها فوق الجميع، وأن من حقها أن تقرر نيابة عن الشعب معنى مفاهيم التهديد والخطورة ومصلحة البلاد وضرورة التدخل للإنقاذ.