المعارضة السورية تعتبر الجامعة العربية «شريكاً فى القتل».. وتطالب بـ«التدويل»

كتب عنتر فرحات ووكالات الأنباء ١٠/ ١/ ٢٠١٢

«أ.ب.أ»
سوريون فى مصر يطالبون بحماية دولية للمدنيين


نددت قوى المعارضة والنشطاء السوريون بالتقرير المبدئى لبعثة المراقبين العرب، واعتبروه متحيزا لنظام الرئيس بشار الأسد، وبالتغطية على جرائمه ويساوى بين الضحية والجلاد. ودعت المعارضة الجامعة العربية إلى الإعلان الفورى عن فشل المراقبين فى أداء مهمتهم، وطالبت بنقل الملف السورى إلى مجلس الأمن لتأمين الحماية للمدنيين، متهمة الجامعة العربية بأنها «شريك فى قتل السوريين».

وطالبت الهيئة العامة للثورة السورية بالتدخل العسكرى لتوفير الحماية للمدنيين، وأكدت عدم قدرة المراقبين على وقف القتل والاعتقالات التى تشنها قوات النظام بحق المتظاهرين السلميين، وواصل السوريون احتجاجاتهم فى أسبوع أسرى الحرية، فى الوقت الذى سقط فيه عشرات القتلى الجدد برصاص الجيش والأمن السورى فى عدة مدن.

وفى تصعيد جديد، دعت «الهيئة الوطنية لدعم الثورة السورية» الدول العربية والمجتمع الدولى إلى الإسراع باتخاذ قرارات حاسمة، بما فيها استخدام القوة العسكرية لحماية الشعب السورى وإنقاذه وتمكينه من تقرير مصيره، وناشدت الهيئة التى يرأسها نائب الرئيس السورى السابق عبدالحليم خدام المجتمع الدولى تحمل مسؤولياته تجاه «شعب يضطهد ويقتل أبناؤه لأنه يطالب بالحرية والعدالة والكرامة وبحقه فى تقرير مصيره». وانتقد اتحاد تنسيقيات الثورة السورية بيان اللجنة الوزارية العربية بشأن عمل المراقبين ووصفه بأنه «بيان مسخ يساوى القاتل بالقتيل ويخلع أى شرعية عن الضحية»، بينما طالبت أنقرة المعارضة السورية بمواصلة تحركاتها بالطرق السلمية.

وانتقدت جماعة الإخوان المسلمين فى سوريا - فى بيان - تقرير بعثة مراقبى الجامعة العربية التى اتهمتها بـ«التغطية على جرائم النظام السورى». وذكر البيان الذى يحمل عنوان «بعثتهم لم تعد تعنينا» أنه «غدا واضحاً سعى بعثة المراقبين إلى التغطية على جرائم النظام السورى، ومنحه المزيد من الوقت والفرص لقتل شعبنا وكسر إرادته»، متهمة البعثة بـ«حماية هذا من أى موقف جاد للمجتمع الدولى».

وندد بـ«سعى الأمانة العربية للجامعة العربية إلى استرضاء النظام السورى حتى قبل استقبال بعثة المراقبي»ن، وقال إن بيان البعثة خلا من أى إشارة إلى مسؤولية النظام عن قتل آلاف السوريين، بمن فيهم مئات الأطفال، واتهم بعثة المراقبين بأنها «تسوى بين الضحية والجلاد». وتابع البيان: «أننا فى جماعة الإخوان نؤكد للرأى العام الوطنى، وللجامعة العربية، وفى ضوء تقرير بعثتها المنحاز للنظام القاتل المستبد أن أمر بعثتكم هذه لم يعد يعنينا»، وتعهد الإخوان المسلمون «بالمضى على طريق تحرير بلدنا وشعبنا».

وكانت اللجنة الوزارية العربية قد طالبت فى اجتماعها بالقاهرة أمس الأول بعد الاطلاع على تقرير البعثة الذى قدمه رئيسها محمد الدابى، دمشق بالتعاون مع المراقبين وقف القتل. وأشار التقرير إلى مضايقات تعرضت لها البعثة من النظام والمعارضة وعدم انسحاب كل الآليات العسكرية من المدن وإطلاق الرصاص على المظاهرات، ورأت اللجنة الوزارية العربية أن استمرار عمل بعثة المراقبين «مرهون بتنفيذ الحكومة السورية الفورى» لتعهداتها.

بدوره، وصف المعارض السورى محيى الدين اللاذقانى الجامعة العربية بأنها شريك أساسى فى القتل قائلاً: «أى تمديد لمهلة الجامعة العربية دون الاستعانة بالأمم المتحدة، ودون الاستعانة بمن يستطيع تنفيذ هذا القرار فهو مشارك فى الدم السورى».

واعتبر أن نبيل العربى ليس أكثر من سكرتير إدارى لوزراء الخارجية العرب، و«كان عليه أن يطلب دعوة عاجلة للمجلس الوزارى حتى يتخذ مثل هذه القرارات». واعتبر أن «سوريا أمام حالة تآمر واضحة وأمام لجنة غير ذات ثقة، ولم تقدم تقريراً محايداً، ولم تكترث للدم السورى»، بينما وصف أنس العبدة، عضو الأمانة العامة للمجلس الوطنى السورى التقرير بأنه منحاز وغير موضوعى، وسيشجع النظام السورى على المزيد من القتل، ويساوى بين الضحية والجلاد ويثبت عدم جدية الجامعة العربية فى التعامل مع الملف السورى.

ورغم إعلان رئيس اللجنة العربية الشيخ حمد بن جاسم، رئيس الوزراء القطرى، أن مهمة بعثة المراقبين مرهونة بالتزام النظام السورى بتنفيذ بنود المبادرة العربية إلا أن الغموض يكتنف مصير البعثة بعد انتهاء مهلتها الأولى فى ١٩ من الشهر الجارى، حيث إن مدة عملها تنتهى بعد ١٠ أيام وهى قابلة للتجديد مرة واحدة وبموافقة الطرفين.

وبينما نقلت صحيفة «الجارديان» البريطانية عن بن جاسم قوله: «لا نريد أن نهدد أحدا» فى إشارة إلى إمكانية تحويل الملف السورى إلى مجلس الأمن، قال المندوب السورى فى الجامعة العربية يوسف أحمد إن رئيس الوزراء القطرى عكس موقفا منحازا لبلاده من الأزمة السورية. أمنيا ارتفعت حصيلة قتلى المظاهرات السورية إلى ٣٢ قتيلا وعشرات الجرحى فى عدة مدن أبرزها حمص وإدلب ودير الزور، بينما تظاهر السوريون أمس فى غالبية المدن فى «أسبوع الشهيد»، مطالبين بإطلاق سراح عشرات الآلاف من الأسرى فى المعتقلات.

يسلمو يا حبيبتى على روعه مجهودك

شكرااا للمرور الجمييييييييييييييل