الدولة : عدد المشاركات : 73740 نقاط : 111480 تاريخ التسجيل : 30/01/2010 العمر : 36 الجنس :
موضوع: «الأسد» يرفض التنحى.. ويعلن خريطة «الإصلاح» الأربعاء يناير 11, 2012 10:10 am
«الأسد» يرفض التنحى.. ويعلن خريطة «الإصلاح»
كتب أيمن حسونة، ووكالات الأنباء ١١/ ١/ ٢٠١٢
بشار أثناء إلقاءالخطاب «أ.ف.ب»
أعلن الرئيس السورى بشار الأسد «خريطة طريق» محددة بجداول زمنية للإصلاح السياسى والدستورى فى سوريا، رافضا التنحى عن منصبه كرئيس للجمهورية إلا برغبة الشعب. جاء الإعلان فى خطاب طويل للرئيس تطرق فيه للوضع الإقليمى والداخلى للأزمة فى سوريا متعهدا بنصر قريب على من سماهم الإرهابيين، وشن هجوما حادا على الجامعة العربية التى اعتبرها «مرآة للانحطاط العربى».
وردا على مطالب محتجين وعدد من القادة الغربيين بالتنحى، قال الرئيس السورى فى خطابه الرابع منذ بدء الحركة الاحتجاجية، منتصف مارس الماضى: «أنا لست الشخص الذى يتخلى عن مسؤوليته»، قبل أن يضيف: «أحكم برغبة الشعب، وإذا تخليت عن السلطة فسيكون برغبة الشعب».
ورغم أنه اعتبر أن الإصلاح السياسى وحده ليس كافيا لإنهاء الأزمة فى سوريا فإنه أعلن فى الخطاب الذى ألقاه فى جامعة دمشق عن خريطة طريق بجداول زمنية للإصلاح الدستورى والقانونى والسياسى.
ولفت إلى أن الدستور الجديد سيؤكد على الحريات العامة، مشيراً إلى أن الاستفتاء عليه سيجرى فى مارس المقبل، مؤكدا أن بقية الخطوات الإصلاحية الأخرى مرتبطة بالدستور الجديد حيث سيتبع ذلك انتخابات تشريعية فى مايو أو يونيو المقبلين، حتى تأخذ القوى السياسية الجديدة وقتها لتؤسس نفسها».
ولفت إلى أنه بموازاة ذلك يسعى لتوسيع الحكومة لضم مزيج من السياسيين والتقنيين ولتمثل أطياف المجتمع كله»، لكنه تحفظ على تسميتها بحكومة وحدة وطنية لأنه ليس هناك انقسام طائفى فى سوريا - على حد قوله.
وفيما يتعلق بالحوار مع المعارضة قال «بشار» إن الحوار قائم مع المعارضة الوطنية، أما المعارضة الأخرى التى تتلقى دعما من الخارج فطلبت أن يكون الحوار سريا.
وتحفظ «بشار» على وصف الاحتجاجات فى بلاده بالثورة، لأن الثائر لا يسرق أو يقتل أو يحرق متعهدا بنصر قريب إذا ظل السوريون ثابتين على وحدتهم.
وشدد الرئيس السورى على قوة الاقتصاد السورى مقارنة بالكثير من الدول العربية، مؤكدا أن سوريا كانت ومازالت تطعم دولا عربية، وقال: «لن أضرب أمثلة على ذلك بعقود ماضية، لكنى أقول إنه خلال السنوات الثلاث الماضية أكلت ٤ دول عربية من القمح السورى».
وأكد «الأسد» أنه يعطى الأولوية لتحقيق الأمن «وضرب الإرهابيين والقتلة بيد من حديد»، وقال: «الأولوية القصوى الآن التى لا تدانيها أى أولوية هى لاستعادة الأمن الذى نعمنا به لعقود وكان ميزة لنا ليس فى منطقتنا فحسب بل على مستوى العالم، وهذا لا يتحقق إلا بضرب الإرهابيين القتلة بيد من حديد».
وأعلن «بشار» ٤ لاءات فى مواجهة الأزمة حين قال: «لا مهادنة مع الإرهاب، ولا تهاون مع من يستخدم السلاح الآثم لإثارة البلبلة والانقسام، ولا تساهل مع من يروع الآمنين، ولا تسوية مع من يتواطأ مع الأجنبى ضد وطنه وشعبه».
وأضاف «الأسد» فى أول كلمة له منذ يونيو الماضى أن التخطيط الأجنبى يقف وراء الانتفاضة الشعبية، لكنه قال إن القوى الخارجية لم تجد موطئ قدم بالدرجة التى كانت تتمناها.
وأكد الرئيس السورى أنه لا يوجد «أى أمر على أى مستوى» لإطلاق النار على المحتجين إلا فى حالات «الدفاع عن النفس ومواجهة المسلحين». ويتهم المحتجون والمعارضة السورية قوات الأمن والجيش السوريين بإطلاق النار على المتظاهرين مما أدى إلى سقوط خمسة آلاف قتيل منذ بداية مارس، حسب أرقام أعلنتها الأمم المتحدة.
واتهم «الأسد» الإعلام بشن حملة ضد بلاده، وساق مثالا على ذلك مقابلته مع قناة «إيه. بى. سى» الأمريكية التى «فبركت حواره، والدليل على ذلك النسخة الأصلية» التى كانت موجودة لدى السلطات. وقال: «لا يستطيع عاقل التقليل من حجم الحملة ضد بلدنا بهدف إيصال الشعب لحالة يأس».
وشن «الأسد» هجوماً حاداً على العرب وجامعة الدول العربية، مشددا على أن سوريا هى قلب العروبة ولن يضيرها بعض «المستعربين» من دول عربية تقف ضد سوريا. وقال «الأسد»: «الخارج هو مزيج من العربى والأجنبى، وللأسف العربى أكثر عداء وسوءا من الأجنبى، كما أن الجامعة العربية هى مجرد انعكاس للوضع العربى فهى مرآة للانحطاط العربى وانعكاس لحالتنا المزرية».
وأضاف: «الجامعة العربية تستطيع أن تعلق عضوية سوريا ولكنها لا تستطيع تجميد عروبة سوريا لأنها بذلك تجمد عروبتها». وأعرب «الأسد» عن تفهمه لتعرض دول عربية لضغوط من أطراف إقليمية ودولية هدفها زعزعة استقرار سوريا مؤكدا أن سوريا، تعرف أنهم مجرد سلاح للعدو وقال: «بعض الدول العربية قلبها معنا وسيفها ضدنا بسبب الضغوط». ورأى «الأسد» أن الدول الأجنبية «بعد أن فشلت فى مجلس الأمن لعدم إمكانيتها فى إقناع العالم بأكاذيبها، سعت إلى توفير غطاء عربى»، مؤكدا أن بلاده «لن تغلق الباب أمام أى مسعى عربى للحلول والاقتراحات طالما أنها تحترم سيادة سوريا».
وميدانيا، أصيب كويتيان من أفراد بعثة المراقبة العربية فى سوريا أصيبا بجروح طفيفة فى هجوم لمتظاهرين مجهولين أثناء توجه المراقبين إلى مدينة اللاذقية، وفى الوقت نفسه تعرضت سيارة لوفد المراقبين متجهة لدمشق لإطلاق نار من قبل مسلحين بالقرب من جسر «بابا عمرو» فى حمص مما أسفر عن إعطاب السيارة وإصابة سائقها بيده. تأتى هذه التطورات بعد يوم من رفض المعارضة السورية بيان اللجنة العربية الذى ناقش التقرير الأول لبعثة المراقبين، معتبرة أنه خطوة للوراء لأنه ساوى بين الضحية والجلاد، وطالبت بالإعلان الفورى عن فشل المراقبين وسرعة تدويل الملف السورى وإحالته إلى مجلس الأمن،
تمهيداً لفرض حظر جوى وإقامة مناطق آمنة لحماية العسكريين المنشقين.