اتهم الرئيس التونسى منصف المرزوقى أحزاب «أقصى اليسار» باستغلال الاحتجاجات الاجتماعية لـ«تخريب الثورة»، هم ومجموعة من «أزلام» النظام البائد (الفلول)، قائلاً إن ذلك العمل يعبر «عن لا مسؤولية أو إرادة تخريب هذه الثورة». ووصف ما يجرى فى تلك الاحتجاجات من طرف هذه القوى السياسية بأنه «استغلال وتسييس وتحريض يريد أصحابه إغراق البلد من أجل إغراق الائتلاف الحاكم».
وأكد «المرزوقى» فى حوار مع موقع «الجزيرة» الإخبارى أنه لا يوجد حل لهذه الاحتجاجات إلا بـ«الإقناع والحوار» بعيداً عن الحل الأمنى فـ«نحن أبناء الثورة لا نتصور أن نطلق النار على أبناء الثورة».
وقال إن «الأغلبية الساحقة من التونسيين ضد الاعتصامات وعلى علم بأن البلاد بدأت تسترجع عافيتها». واعتبر أن ما تعرفه البلاد من تفاوت بين المناطق هو من ثمار الحكم السابق وأن الحكومة الحالية تسعى بإخلاص لتقليص هذا التفاوت، فتلك «مسألة كرامة وطنية ومسألة عدالة اجتماعية».
ودافع «المرزوقى» عن التحالف الثلاثى الحاكم بين حركة النهضة والمؤتمر من أجل الجمهورية، والتكتل الديمقراطى من أجل العمل والحريات، واعتبره «مدرسة» جنبت التونسيين «حرباً أيديولوجية» بين العلمانيين والإسلاميين «فتركوا خلافاتهم العقائدية والفكرية ليحلوا المشاكل الفعلية للبلاد». ونفى «المرزوقى» وجود صراع على الصلاحيات بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، قائلاً إن «الصلاحيات مضبوطة ومتفق عليها» وهناك آليات للتواصل الدائم بين الرئاسات الثلاث.
وأكد «المرزوقى» أن «كتابة الدستور لن تكون فيها أى مشاكل، فالجميع متفق على الهوية العربية الإسلامية لتونس، والاتفاق على مدنية الدولة قائم بين كل الأطراف».
وقال: «لا أحد يريد الدولة الدينية أو الديكتاتورية البروليتارية فالجميع متفق على مدنية الدولة التى تحمى من يؤمن ومن لا يؤمن والتى تدافع عن الدين الإسلامى وتحميه وفى الوقت ذاته تحافظ على علاقات جيدة مع الديانات الأخرى».