«أوباما» يطلق «خريطة طريق» لحملة انتخابية تستهدف الطبقة الوسطى
كاتب الموضوع
رسالة
زهرة
~¤ô¦§¦ ادارة المنتدى ¦§¦ô¤~
الدولة : عدد المشاركات : 73740 نقاط : 111480 تاريخ التسجيل : 30/01/2010 العمر : 36 الجنس :
موضوع: «أوباما» يطلق «خريطة طريق» لحملة انتخابية تستهدف الطبقة الوسطى الخميس يناير 26, 2012 10:04 am
«أوباما» يطلق «خريطة طريق» لحملة انتخابية تستهدف الطبقة الوسطى
أيمن حسونة وواشنطن ــ وكالات الأنباء ٢٦/ ١/ ٢٠١٢
دعا الرئيس الأمريكى باراك أوباما إلى زيادة الضرائب على الأثرياء لإعادة بناء اقتصاد عادل للجميع، فى خطاب هجومى وشعبى جاء بمثابة «خارطة طريق» لحملة انتخابية تتوجه بشكل أساسى إلى الأمريكيين من الطبقات الوسطى. وقبل ٩ أشهر من الانتخابات الرئاسية التى يترشح فيها لولاية ثانية، ركز أوباما أمام الكونجرس فى خطابه السنوى الذى يسمى «حالة الاتحاد» على الأوضاع الداخلية متسلحا بإنجازاته السياسة فى وجه خصومه الجمهوريين، فيما اعتبره محللون سياسيون يرسم ملامح لسياسة جديدة تعتمد على «التخندق حول الذات» بتقليل الالتزامات الخارجية.
وتناول أوباما فى بداية خطابه انسحاب القوات الأمريكية من العراق، وقال إنه للمرة الأولى منذ ٩ سنوات لم يعد هناك جنود أمريكيون يقاتلون هناك. وتطرق إلى مقتل أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة والزعيم الليبى معمر القذافى، باعتباره سلاحا للرد على خصومه الجمهوريين وقال إنه للمرة الأولى منذ عقدين لم يعد هناك بن لادن ليشكل خطرا علينا، كما أن معظم قيادات القاعدة تم القضاء عليهم. وبعدما ركز على إنجازاته كقائد أعلى للقوات المسلحة أكد أوباما أن الهجوم المعتاد للجمهوريين على الرؤساء الديمقراطيين بأنهم ضعفاء فى مجال الدفاع، لن يكون صائبا فى ٢٠١٢.
وأكد أوباما أن بلاده عازمة على منع إيران من إنتاج سلاح نووى، مبقياً جميع الخيارات لتحقيق هذا الهدف، إلا أنه عاد ليطرح الخيار السلمى كأفضل الخيارات. وفى محاولة لتبديد المخاوف بين الناخبين اليهود، أكد أوباما التزام بلاده بأمن إسرائيل قائلا «التزامنا الثابت وأؤكد الثابت بالحفاظ على أمن إسرائيل تطلب أوثق تعاون عسكرى بين بلدينا فى التاريخ». وحيال الأوضاع فى العالم العربى الذى يشهد منذ عام اضطرابات وثورات ضد الأنظمة، وعد الرئيس الأمريكى بالتضامن مع القوى الديمقراطية. وقال «قبل عام، كان القذافى وهو قاتل على يديه دماء أمريكيون أحد أقدم الديكتاتوريين فى العالم واليوم، لم يعد موجودا»، وذكر الرئيس السورى بمصير القذافى وقال «لاشك لدى بأن نظام بشار الأسد سيكتشف قريبا بأنه لا يمكن مقاومة قوة التغيير ولا يمكن سحق كرامة الناس».
لكن أوباما أغفل الحديث عن العديد من التحديات التى تواجه إدارته فى السياسة الخارجية، ومنها إعداد أفغانستان لتولى المسؤولية الأمنية بعد انسحاب القوات الأجنبية عام ٢٠١٤، ومن الموضوعات التى لم يتطرق إليها تجدد الصراع الطائفى فى العراق واحتواء كوريا الشمالية ومنع أزمة اليورو من إغراق محاولة إنعاش الاقتصاد الأمريكى.
كما لم يشر إلى الصين إلا بوصفها منافسا اقتصاديا، حين أبدى تصميمه للعمل على أساس التساوى فى الفرص واعدا بالتصدى أكثر للقرصنة وللممارسات التجارية غير العادلة. وقال إنه سيكثف الضغط على الصين والدول الأخرى التى تدعم صادراتها إلى الولايات المتحدة معلنا تأسيس وحدة خاصة مهمتها التحقيق فى الممارسات التجارية غير العادلة للصين. واستحوذ الاقتصاد الأمريكى على معظم خطاب أوباما، الذى استغرق ٦٦ دقيقة، حيث حث على «العدالة الاقتصادية»، وقال «يمكننا إما أن نكتفى ببلد حيث ينعم عدد متضائل من الأشخاص بأوضاع جيدة فى حين أن عددا متزايدا من الأمريكيين بالكاد يتدبرون أمورهم، أو نعيد بناء اقتصاد حيث يحظى الجميع بفرصة عادلة، وراهن أوباما فى خطابه على تصاعد الاستياء حيال اتساع الهوة بين الأثرياء من جهة والطبقات الوسطى والفقيرة من جهة أخرى فى مرحلة ما بعد الانكماش الاقتصادى.
وحذر من أنه سيتجاوز المعوقات التى قد يواجهها فى الكونجرس، ولن يدع الجمهوريين يعيدون رسم السياسات الاقتصادية التى قال إنها سببت أسوأ كساد منذ ثلاثينيات القرن الماضى. ووضع أوباما «برنامجا» اقتصاديا يركز على الصناعة والطاقة ومهارات العمالة وإحياء القيم الأمريكية. ومن أبرز مقترحاته زيادة الضرائب المفروضة على أثرياء البلاد، مصرا على أن يدفع المليونيرات ما لا يقل عن ٣٠% من دخولهم كضرائب.
وتبنى أوباما نبرة هجومية بل شعبية ضد «وول ستريت»، داعيا إلى تعزيز ترسانة الأدوات القانونية لمكافحة تجاوزات المؤسسات المالية. كما تحدث عن ضرورة إصلاح قوانين الهجرة، فى موضوع حساس بالنسبة إلى قاعدته الانتخابية، واقترح استخدام نصف الأموال التى ستوفرها الولايات المتحدة بعد انتهاء الحرب فى العراق وأفغانستان فى إنشاء خطوط قطارات عالية السرعة وإصلاح الطرق والبنية التحتية فى البلاد، فى خطوة ستشعل معركة حامية فى الكونجرس حيث يعتبر الجمهوريون مشروعات السكك الحديدية عالية السرعة مضيعة للمال فى وقت يتفاقم فيه عجز الميزانية.
وفى معرض تعليقهم على خطاب أوباما قال محللون إن الخطاب كان مؤثرا خاصة الطريقة التى تحدث بها أوباما عن النموذج الذى قدمه الجيش الأمريكى للعمل بروح الفريق فى توبيخ ضمنى للكونجرس الأمريكى والانقسامات المعوقة فى واشنطن. ووصفوا الخطاب بأنه «انتخابى بامتياز»، حيث ركز على نقاط التباين فى مواقف الحزبين الديمقراطى والجمهورى فى التعامل مع المشاكل الاقتصادية التى تواجهها الولايات المتحدة.
وقال دانيل سيروار، دبلوماسى أمريكى سابق، إن الخطاب مقدمة لحملته الانتخابية، وقال «إن أوباما يكشف عن سياسة خارجية أكثر تركيزا على الاقتصاد مع حصر القضايا الأمنية فى عدد قليل من الأولويات وانحسار التركيز على الدبلوماسية باستثناء قضايا محددة معدودة». واستطرد: «هذه رؤية لاستعادة قوة الاقتصاد الأمريكى فى الداخل دون زيادة الالتزامات فى الخارج ما يسمى «خندقة حول الذات».