حركة «احتلوا» تتحدى القمع والبرودة فى أمريكا بأساليب احتجاج جديدة
كاتب الموضوع
رسالة
زهرة
~¤ô¦§¦ ادارة المنتدى ¦§¦ô¤~
الدولة : عدد المشاركات : 73740 نقاط : 111480 تاريخ التسجيل : 30/01/2010 العمر : 36 الجنس :
موضوع: حركة «احتلوا» تتحدى القمع والبرودة فى أمريكا بأساليب احتجاج جديدة الخميس يناير 26, 2012 10:05 am
حركة «احتلوا» تتحدى القمع والبرودة فى أمريكا بأساليب احتجاج جديدة
غادة حمدى ٢٦/ ١/ ٢٠١٢
بعدما استطاعت استقطاب آلاف المؤيدين لها فى أنحاء الولايات المتحدة، بل وتخطت الحدود الجغرافية، لتجد مناصرين فى العديد من دول العالم تواجه حركة «احتلوا» أو «Occupy» عدة تحديات قد تعطل مسيرتها، فى محاولة تسليط الضوء على قضية التفاوت الكبير فى الدخول، وما يوصف بـ«جشع الأثرياء»، فبينما أخلت الشرطة الأمريكية مخيمات الحركة فى نيويورك، خاصة مخيم «زوكوتى» الشهير ولوس أنجلوس وأوكلاند وغيرها من المدن الأمريكية الكبرى، يبدو أن برودة الطقس وربما الإرهاق من الاحتجاجات، فضلاً عن نقص التمويل أضعفت المخيمات القليلة المتبقية للحركة على مستوى البلاد، ما يثير تساؤلات حول قدرة «احتلوا» على الاستمرار فى ظل هذه الظروف.
ويرى مراقبون أن الحرج دفع السلطات الأمريكية المحلية إلى إخلاء المخيمات، بسبب تزايد شكاوى الشركات الكبرى من احتجاجات واعتصامات «احتلوا»، كما أن السلطات المركزية تخشى من اتساع رقعة الحركة، وتحولها إلى ثورة شعبية لا تخدم صناع القرار، ولا سيما أن الولايات المتحدة مقبلة على انتخابات رئاسية فى نوفمبر المقبل، وذلك فى ظل وضع اقتصادى حرج.
وفى الوقت الذى توقع فيه محللون أن تذبل حركة «احتلوا» فى ظل القمع ونقص الاحتجاجات، سعى متظاهرو الحركة إلى وضع مجموعة من الاستراتيجيات والأساليب الجديدة، لتظل الأضواء فى عام ٢٠١٢ مسلطة على ما يعتبرونه أوجه الظلم فى النظام الاقتصادى، وذلك بالاستعاضة عن احتلال المخيمات فى رقعة معينة من الأرض، بـ«احتلال» جهات حيوية أو قطاعات مؤثرة، لإيصال أصواتهم، مثل المصارف والموانئ والمحاكم، فضلاً عن «احتلالهم» «الثقافة العامة» وتجمعات «الانتخابات الرئاسية» والفضاء الإلكترونى.
وتلقى الحركة باللائمة على البنوك فى أسوأ كساد تشهده الولايات المتحدة منذ عقود. وكانت إحدى أنجح مبادراتها حملة تحث العملاء على نقل أموالهم من البنوك التجارية إلى اتحادات ائتمانية لا تهدف للربح. وخلال أقل من شهر، اجتذبت هذه الاتحادات آلاف العملاء الجدد، ما رأته «احتلوا» انتصاراً. وقيّد عشرات المحتجين الأسبوع الماضى أنفسهم فى أبواب مصرف «ويلز فارجو» بـ«سان فرانسيسكو» ضمن ما يسمى بحركة «احتلوا وول ستريت فى الغرب»، وضمت أهدافهم ٢٢ فرعاً مصرفياً.
واعتصم المتظاهرون مرتين أيضاً فى موانئ على الساحل الغربى، ليغلقوا مرافئ للشحن ما يصل إلى ٢٤ساعة، بهدف لفت الانتباه إلى التفاوت الاقتصادى فى البلاد، ويقول «المركز العربى للدراسات المستقبلية» إن استهداف الحركة الموانئ يعكس قدرتها على اختيار أهداف أكثر إيلاماً وإحراجاً للإدارة الأمريكية فى مواجهة محاولات قمعها.
وقد اتجهت الحركة مؤخراً أيضاً إلى استهداف ١٥٠ دار قضاء فى عدة مدن أمريكية تحت شعار «احتلال المحاكم»، بالتزامن مع الذكرى السنوية الثانية لقرار المحكمة العليا الأمريكية فى ٢٠١٠، بعدم أحقية الحكومة فى فرض قيود على إنفاق الشركات على الحملات الانتخابية. وتقول إرييل زيفان، الناشطة فى حركة «احتلوا المحاكم»: «تم تجاهلنا كشعب، فإذا لم يكن لديك مال أو نفوذ أو شركة تدعمك فلن يسمعك أحد». ووسعت الحركة أيضاً استراتيجياتها، لتشمل «احتلال المساكن»، ففى ديسمبر الماضى، أطلق المحتجون حركة «احتلوا منازلنا»، فى محاولة لاستعادة المنازل التى تم الحجز عليها، بعد فشل أصحابها فى سداد أقساط الرهن العقارى. وأقام المحتلون فى منزل بأوكلاند فى كاليفورنيا وآخر فى بروكلين بنيويورك ليوم، وطالبوا المقرضين بإعادة التفاوض على أقساط الرهن العقارى مع أصحاب المنازل. وقال منظم حركة «احتلوا منازلنا» مات براونر هاملن إن المحتجين حددوا هدفاً يتمثل فى القيام بأكثر من ١٠٠ تحرك من هذا النوع على مستوى البلاد فى الأشهر القليلة المقبلة.
ويتمثل الهدف الأهم للحركة فى الوقت الحالى فى «احتلال الانتخابات» الرئاسية، ففى ظل الدورات الانتخابية الجارية يبدو أن الأنشطة الرئيسية لحركة «احتلوا» ستكون من خلال التجمعات الحاشدة والاعتصامات وإزعاج المرشحين خلال جولاتهم الدعائية، حيث يرفض الكثيرون فى الحركة السياسات الانتخابية التى يعتبرونها ملوثة بالمال. وخلال حملة الانتخابات التمهيدية فى أيوا قاطع عدد من أعضاء الحركة الكلمات التى ألقاها الرئيس الأمريكى باراك أوباما (ديمقراطى) والمرشحان الجمهوريان لانتخابات الرئاسة نيوت جينجريتش ورون بول. كما استهدفت مجموعات صغيرة حاكم نيوجيرسى كريس كريستى، حين كان يقوم بالدعاية لميت رومنى، منافس جينجريتش، واستهدفت «رومنى» نفسه الذى حقق ثروته، من خلال الاستثمار المباشر بلقب «السيد١%». ومن الواضح أن الحركة أثرت على الحوار الوطنى السياسى بالفعل، حيث تحدث أوباما عن بعض أفكارها، ودعا إلى «فرصة عادلة» للجميع.
وبينما كانت وسائل التواصل الاجتماعى أحد المحركات وراء حركة «احتلوا» يتجه نشطاء الآن لاستغلال استخدامهم الناجح لـ«فيس بوك» و«تويتر» و«يوتيوب» بأدوات وتكنولوجيا جديدة بتعويض تواجدهم الدائم فى المخيمات. وقد أنشأت المجموعة موقع استوديو «أوكيوباى دوت أورج»، الذى يسمح للمحتجين بتبادل تسجيلات الفيديو، وإجراء عمليات المونتاج لها، كما بدأ بعض المحتجين استخدام تطبيق يحمل اسم «فايب»، وهو متاح لأجهزة «آى فون» و«آى باد»، والذى يسمح بتبادل رسائل يراها المستخدمون الآخرون فقط، ولا تستطيع الشرطة أو أى جهة أخرى الاطلاع عليها. واستطاعت الحركة أيضاً أن تخترق أو «تحتل» الثقافة العامة الأمريكية، بعدما استخدم المحتجون شعار «نحن الـ٩٩%»، والذى يشير إلى وجهة نظر تقول إن أثرى الأثرياء الذين تبلغ نسبتهم ١% يحتكرون المال والسلطة والنفوذ. ومس هذا الشعار وتراً على مستوى البلاد، وأصبحت لغة الحركة جزءًا من الثقافة الشعبية خلال فترة وجيزة، حيث اختار اللغويون الأمريكيون كلمة «احتلوا» ككلمة عام ٢٠١١.
وبالرغم من تضاؤل التغطية الإعلامية للحركة، وتقلص مظاهراتها فى الشتاء، يؤكد المتحدث باسم حركة «احتلوا وول ستريت» - التى كانت الشرارة الأولى للحركة - أن «المئات ما زالوا منخرطين وناشطين فى الحركة»، معتبراً أن الربيع «سيجلب معه زخماً سياسياً جديداً»، وأوضح أن «بناء حركة مقاومة فى الولايات عملية مثيرة للاهتمام.. لكن الأمر يتطلب وقتاً»، فيما قال دان ماسوجليا، المتحدث باسم «احتلوا شيكاغو»: «كلما كانت هناك نكسة، أصبحنا أقوى».