أطلق عدد من رواد موقع «فيس بوك»، قبل أيام، دعوة تحت عنوان «اقتلنى شكراً» لمقاطعة شركات المحمول الثلاث أمس، فى الذكرى الأولى ليوم ٢٨ يناير المعروف باسم «جمعة الغضب»، رداً على قطع الشركات الاتصالات فى مثل هذا اليوم من العام الماضى.
وقال عدد من أصحاب المبادرة إنها كان لها أثر ورد فعل حقيقى على أرض الواقع، وإن غالبية المواطنين قرروا إغلاق هواتفهم، بهدف إلحاق خسائر مادية بالشركات التى حرمتهم بقرارها العام الماضى، من الاتصالات، الأمر الذى تسبب فى موت المئات الذين لم يجدوا مسعفا لإنقاذهم.
وتصدرت صفحة المبادرة التى بلغ عدد مؤيديها ١٤٧ ألفاً، رسوم كاريكاتورية للرسام البرازيلى كارلوس لاتوف، تعبر عن مدى تسبب قرار قطع الاتصالات فى قتل المتظاهرين، منها محاولة أحد المتظاهرين إسعاف صديقه، إلا أن شركات المحمول الثلاث تحرمه من هذه الفرصة، يصاحبها تعليق «شكراً لحرمانكم الشهيد وداع أهله قبل استشهاده».
واعتبر أحد مؤيدى الفكرة أن يوماً واحداً للمقاطعة، غير كاف، وأنه يرغب فى إلحاق خسائر فادحة بالشركات، وأن المقاطعة لأكثر من يوم سيكون لها تأثير قوى. وطالب أحد المؤيدين بضرورة تعويض المواطنين عن قرار قطع الاتصالات، بشكل يعادل ما وقع عليهم من أضرار، على أن تذهب التعويضات إلى أسر الشهداء، والمصابين، فيما اقترح آخر استمرار فتح التليفون دون الرد، واستخدامه فى «الرن» فقط، بهدف زيادة خسائر الشركات نتيجة زيادة استهلاك الكهرباء بها، دون أن تحقق مكسبا نتيجة الرد على المكالمات.
من جانبه، صرح الدكتور محمد سالم، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بأن قطع الاتصالات العام الماضى، كان بناء على تعليمات أمنية، مؤكداً أن هذا الإجراء لن يتكرر بعد تعديل قانون الاتصالات رقم ١٠ لسنة ٢٠٠٣، الذى يلزم شركات المحمول بتنفيذ تعليمات أجهزة الأمن.
وقال «سالم»، أثناء زيارته محافظة شمال سيناء أمس، إن شركات المحمول الثلاث لديها نحو ٨١ مليون مشترك، وإن أعدادهم فى تزايد، بينما الأرباح تنخفض، مشيراً إلى أن الشركات سيكون لديها أزمة مالية فى غضون عامين، بسبب ما سماه عشوائية التداول.