الدولة : عدد المشاركات : 73740 نقاط : 111480 تاريخ التسجيل : 30/01/2010 العمر : 36 الجنس :
موضوع: معارك «كر» و«فر» بين قوات الأسد و«الجيش الحر» الثلاثاء يناير 31, 2012 7:32 am
معارك «كر» و«فر» بين قوات الأسد و«الجيش الحر»
كتب مريم محمود وهشام يس ويوسف العومى، وعواصم ــ وكالات الأنباء ٣١/ ١/ ٢٠١٢
«رويترز» مسلحون معارضون للأسد قرب دمشق
اندلعت اشتباكات عنيفة ومتقطعة بين الجيش السورى النظامى ومجموعات مسلحة من الجيش الحر الذى يضم العناصر المنشقة من الجيش، أمس - حسبما أفاد شهود عيان - الأمر الذى أدى إلى نزوح العديد من السكان فى ريف دمشق بسبب أعمال العنف.
وأعلنت الرابطة السورية للدفاع عن حقوق الإنسان، أمس، نقلاً عن «مصدر عسكرى وثيق الاطلاع»، أن السلطات السورية أعدمت الأسبوع الماضى مؤسس الجيش السورى الحر المقدم حسين هرموش، رمياً بالرصاص.
فى غضون ذلك، أعلن المرصد السورى لحقوق الإنسان مقتل ١٩ شخصاً، بينهم ٦ من قوات الجيش النظامى و٩ مدنيين، أمس، كانت قوات الجيش النظامى بصدد تنفيذ حملة اعتقالات، فى اشتباكات وأعمال عنف فى قرى ومدينة درعا. وأسفرت أعمال العنف فى سوريا أمس الأول على التسبب فى مقتل ٨٠ شخصا بينهم ٤٠ مدنيا. كما أفاد ناشطون بأن قوات الجيش النظامى استعادت السيطرة على عدة ضواحٍ فى شرق دمشق كان قد سيطر عليها الجيش السورى الحر، وذلك بعد يومين من القصف والقتال ومعارك الكر والفر.
وقال ماهر النعيمى، المتحدث باسم الجيش الحر لهيئة الإذاعة البريطانية (بى. بى. سى) أمس، إن الجيش الحر قام بانسحاب «تكتيكى» من أطراف دمشق، وإن قوات النظام أعادت احتلال الضواحى وبدأت فى عمليات اعتقال «من منزل لمنزل»، مؤكداً أن الجيش الحر مازال يعمل قرب دمشق.
من جهته، صرح قائد الجيش السورى الحر، العقيد رياض الأسعد، أمس، لموقع «الجزيرة.نت» الإخبارى، إن الروح المعنوية لـ«كتائب بشار الأسد» بدأت تنهار والنظام بدأ يفقد أعصابه، وهو ما دفعه إلى القيام بالقصف العشوائى ضد المدن وسقوط المزيد من القتلى، مضيفا أن الجيش سيفاجئ نظام الأسد بالكثير فى الفترة المقبلة، وأنه مصمم على إسقاط هذا النظام.
وأكد «الأسعد» رفضه أى دور سياسى لأفراد الجيش فى المستقبل، وشدد على أن الجيش الحر مهمته حماية الوطن وسيترك السياسة للسياسيين.
من جهة أخرى، أعلن مصدر مسؤول فى الإدارة الأمريكية، أن وزيرة الخارجية هيلارى كلينتون ستحضر جلسة مجلس الأمن الدولى المقرر عقدها اليوم لبحث الأزمة السورية، مشيراً إلى أن حضور «كلينتون» يهدف إلى دعم مبادرة الجامعة العربية لحل الأزمة السورية.
ونقل راديو «سوا» الأمريكى، أمس، عن المصدر المسؤول قوله، إن «كلينتون» ستحاول دفع الدول الأعضاء نحو تبنى مشروع قرار ينص على تنحى الأسد وتشكيل حكومة وحدة وطنية.
فى المقابل، أكدت وكالة «سانا» السورية الرسمية فى تقرير لها أمس، أن الجيش السورى الحر، الذى تصفه بـ«المجموعات المسلحة» مدعوم من دول عربية وأجنبية، وفى مقدمتها دول الخليج وتركيا، للتآمر على الشعب السورى «فى سياق المخطط الأمريكى - الإسرائيلى لتغيير خارطة المنطقة والسيطرة عليها». وأضافت أن هذا التآمر يتمثل فى تجميع مرتزقة وإرهابيين وقادة ميليشيات إجرامية وسجناء جنائيين تمهيدا لإرسالهم إلى سوريا، بالإضافة إلى إدخال أسلحة مصنعة فى إسرائيل.
من جهة أخرى، قالت الوكالة العربية السورية للأنباء أمس، إن «مجموعة إرهابية» فجرت خطاً لنقل الغاز من حمص إلى بانياس بالقرب من تلكلخ، كما قالت قناة الدنيا التليفزيونية، الموالية للحكومة، إن الانفجار أدى إلى تسرب نحو ٤٦٠ ألف متر مكعب من الغاز.
من جانب آخر، رأت مجلة «إيكونوميست» الأمريكية أن الوقت غير مناسب للتدخل العسكرى الأجنبى فى سوريا، وقالت المجلة فى تقرير لها أمس الأول، إن سوريا قريبة جدا من الانزلاق لحرب أهلية، مشيرة إلى استمرار المجازر وأعمال القتل للمدنيين التى أصبحت شبه يومية، ووصفت هذه الأعمال بـ«التحدى للعقوبات الدولية».
وأشارت المجلة إلى أن هناك بعض القوى الإقليمية مازالت تدعم «الأسد» مثل روسيا وإيران، والبعض الآخر، مثل السعودية وتركيا، يدعمون الطرف الآخر، الأمر الذى يمكن أن يؤدى إلى تفاقم الصراع ويزعزع الاستقرار فى المنطقة بأسرها، إذا تم التدخل فى سوريا عسكريا.
وشددت المجلة على أن التدخل العسكرى «لا معنى له» ما لم تكن لديه الشرعية والدعم الدولى الواسع، وهو ما لم يحدث حتى الآن، لذلك يجب على الدول الأجنبية مواصلة جهودها دبلوماسياً.
وأكدت «إيكونوميست» أن روسيا ستضطر إلى الاختيار بين حليفتها «المضطربة» وباقى المنطقة، مضيفة أنه على الرغم من أنها باعت طائرات مقاتلة لسوريا بقيمة ٥٥٠ مليون دولار، فإن تأييدها للنظام السورى قد ضعف خلال هذا الشهر.
وقالت المجلة إنه يجب على البلدان الغربية مساعدة المعارضة السورية بفرض مزيد من العقوبات وتوفير بعض الاحتياجات مثل الأدوية والغذاء، مضيفة أنه على الرغم من أنها مساعدات متواضعة، فإنها على الأقل لن تجعل الأمور أكثر سوءا.
وفى شأن منفصل، أكدت شركة مصر للطيران استمرار رحلاتها إلى دمشق والمدن السورية، ونفت ما تردد عن وقف الرحلات بين القاهرة ودمشق، بسبب تفجر الأوضاع فى الأراضى السورية نتيجة المعارك بين الجيش الحر والجيش الموالى للأسد.